د. أنور إبراهيم أوّل مترجم عربي ينال “ميدالية دوستويفسكي”
نجوى صليبه
منح المنتدى الدّولي لخريجي الجامعات الرّوسية والسّوفييتية “ميدالية دوستويفسكي” للمترجم المصري الدّكتور أنور إبراهيم، وذلك تقديراً لجهوده الكبيرة في دراسة وترجمة الأدب الرّوسي، ولاسيّما فيما يتعلّق بالأديب الرّوسي “دوستويفسكي”، وبذلك يكون إبراهيم أوّل شخصية عربية تنال هذه الميدالية الرّفيعة تقديراً لجهوده في ترجمة ونشر أدب “دوستويفسكي” وتعريف القارئ العربي بإبداعه.
وفي حديث للإعلام المصري، عبّر إبراهيم عن سعادته بهذه الميدالية التي تعدّ تتويجاً لسنوات طويلة من العمل والبحث والسّعي إلى تقديم الأفضل، مبيناً: العلاقات الإنسانية والثّقافية الرّوسية- المصرية قديمة جدّاً، فهناك أدباء روس كانوا يزورون مصر بشكلٍ دائم وبينهم شعراء كتبوا قصائد فيها، وفي المقابل نحن ترجمنا الكثير من رواياتهم التي تحوّلت إلى أفلام سينمائية أيضاً، أمّا أنا فترجمت أعمالاً غير معروفة لـ”ديستوفيسكي” وهي منشورة في مصر وباللغة العربية، وعلى الرّغم من ذلك عرفوا فيها ووضعوها في متحفي ديستوفكسي في موسكو وسان بطرسبرغ، إضافةً إلى أنّي من أوائل من قدّم رسائل جامعية في جامعة موسكو عن أدب ديستويفسكي.
ويضيف إبراهيم: عندما تولّيت رئاسة العلاقة الثّقافية الخارجية عملت على إعادة دعوة روسيا للمشاركة في معرض القاهرة الدّولي للكتاب بعد انقطاع سنوات طويلة، وقد كان المعهد الرّوسي مشهوراً جدّاً بكتبه زهيدة الثّمن وعالية القيمة الأدبية والعلمية.
وعقد المنتدى الدّولي لخريجي الجامعات الرّوسية والسّوفييتية هذا العام بمشاركة ممثلي النّظام التّعليمي في الشّرق الأوسط وإفريقيا، الذي تنظّمه الوكالة الفيدرالية للتّعاون مع الدّول المستقلة وشؤون المغتربين الرّوس والتّعاون الإنساني الدّولي وبالتّنسيق مع المراكز الثّقافية الرّوسية في مصر وجمعية الخريجين يومي 17 و18 من شهر كانون الأوّل الفائت في القاهرة، بحضور نائب رئيس الوكالة الفيدرالية “بافل شيفتسوف” والسّفير الرّوسي في القاهرة “جيورجي بوريسينكو” الذي قال خلال مراسم التّكريم التي جرت في مقرّ السّفارة في السّادس من شهر آذار الحالي: القارئ العربي محظوظ لقراءة الأدب الرّوسي المترجم من قبل مترجمين مبدعين مثل أنور إبراهيم.
وأشاد “بوريسنكو” بإبراهيم لجهوده في ترجمة الأدب الرّوسي الكلاسيكي والمعاصر إلى اللغة العربية وتالياً تعزيز الثّقافة الرّوسية، متمنياً لإبراهيم استمرار النّجاح في مسيرته الأدبية التي وصفها بأنّها جزء من القوة النّاعمة بين روسيا والشّعب العربي.
المترجمون العرب أيضاً تلقفوا الخبر بحبّ وتقدير، ومنهم المترجم السّوري الدّكتور إبراهيم إستنبولي الذي يترجم أيضاً الأدب الرّوسي إلى العربية، يقول: أن ينال مترجم ميدالية ما في مجال التّرجمة فهذا يدلّ على أمرين، الأوّل هو أنّ الترجمة تحظى باهتمام وتقدير البلد الذي ترجمت الأعمال الأدبية لكتّابه لغة ما، والثّاني هو أنّ هذه الأعمال المترجمة ذات قيمة ثقافية وجمالية مضافة إلى ثقافة اللغة التي ترجمت إليها.
وبسؤاله عمّا إذا كانت التّرجمة من الرّوسية إلى العربية تلبّي الطّموح، يجيب استنبولي: بصراحة هناك أعمال أدبية روسية عظيمة في الشّعر والنّثر والفكر لم تترجم بعد، وأنا حزين لأنّ الوقت لا يكفيني ربّما لكي أترجم كلّ ما أتمنّى ترجمته من أعمال روائية وغير ذلك تعدّ مهمّة جدّاً وضرورية للمكتبة العربية. للأسف دور النّشر لا تبحث عن ترجمة أعمال جيّدة، ولا تكترث كثيراً بجودة وبمستوى التّرجمة، وغالباً ما تبحث عن الأكثر رواجاً في السّوق، مع تأكيد وجود بعض الاستثناءات.
يُذكر أنّ أنور إبراهيم حاصل على دكتوراه الفلسفة في فقه اللغة والأدب من جامعة موسكو في عام 1983، وهو عضو اتّحاد كتّاب مصر وعضو لجنة التّرجمة في المجلس الأعلى للثّقافة، وكان يشغل منصب رئيس قطّاع العلاقات الثّقافية الخارجية الأسبق ومستشار رئيس الثّقافة الأسبق، وحصل على وسام الشّرف من روسيا في عام 2005 تقديراً لجهوده في دعم العلاقات الثّقافية بين مصر وروسيا.