رئيس اتّحاد الكتّاب العرب: يخطئ من يعتقد أنّنا سنخرج “الزّير من البير”
نجوى صليبه
تحت شعار “الإبداع مسوؤلية وأخلاق”، عقد اتّحاد الكتّاب العرب مؤتمره السّنوي الدّورة العاشرة 2020 ـ 2025، اليوم، في مكتبة الأسد الوطنية.
وفي كلمة له، أشاد الرفيق الدّكتور مهدي دخل الله، عضو القيادة المركزية، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام ،بعمل الاتّحاد والانسجام الكبير في إدارته ومبادراته وعمله الميداني، مبيناً أنّ المجتمع يقسم إلى ثلاث فئات: الأولى فئة السّياسيين والثّانية المنتجين، وأمّا الثّالثة فهي فئة المثقّفين والكتّاب الذين يتعاملون مع الواقع البديل، ويبشّرون بواقع أفضل، وأنّه كمسؤول حزبي لا يتدخّل بعمل أو قرارات الاتّحاد الإدارية، وأنّ لهم كامل الصّلاحية، أمّا التّوجّه الوطني فلا أحد ينأى عنه، ولا يجب، مضيفاً: نعيش أزمة مشرّفة لأنّنا نواجه العالم كلّه، ونحن السّوريون شعب عظيم لأنّنا من الشّعوب العربية القليلة التي شهدت حركات تحرر شعبي ضدّ الاستعمار التّقليدي والحديث، لكن لدينا مشكلة بالوعي العربي الشّعبي، إذ إنّ كثيراً من الشّعب العربي لم يقف مع سورية في أزمتها، وفقط شعبنا في حيفا تظاهر نصرةً لنا.. وهناك مسؤولية كبيرة تقع على المثقّف السّوري، إذ عليه البحث في هذا الوضع السّياسي عن الفكر وليس عن الظّواهر السّياسية العادية، وأمامه معركة مهمّة يجب التّصدي لها وهي الليبرالية الجديدة التي كان السّيد الرّئيس بشار الاسد أوّل من حذّر منها.
وهذا ما أكّده أيضاً رئيس الاتّحاد، الدّكتور محمد الحوراني، مستشهداً بما قاله السّيد الرّئيس في لقائه وفد الكتّاب العرب: “إنّ أخطر ما يمكن أن تتعرّض له المنطقة العربية هو ضياع الهوية، وإنّ ما يحصل في سورية ليس حرباً عليها بالمعنى الضّيق، بل هي، بالمعنى الأكبر، حرب على الانتماء”، مشيداً بحيوية المثقّفين العرب وانحيازهم إلى قضايا أمّتهم العادلة ورغبتهم الصّادقة في رفع الظّلم الواقع على وطننا نتيجة الحرب الإرهابية والحصار الخانق المفروض عليه، وهو ما تأكّد مجدداً عقب الكارثة الزّلزالية التي ضربت سوريتنا، والتي أظهرت المعدن الحقيقي لجسد التّضامن العربي والرّغبة الصّادقة في تقديم الّدعم والعون إلى الشّعب السّوري.
وبيّن الحوراني أنّ الاتّحاد، ممثلاً بمجلسه ومكتبه التّنفيذي، حاول ترك بصمة واضحة على مختلف الأصعدة، لكنّها لا تزال في حاجة إلى مزيد من العمل بما يليق بمستوى الفكر والأدب والإبداع في وطننا ودماء شهدائنا الذين أبوا إلّا أن يكون وطننا شامخاً أبيّاً، مضيفاً: الوضع الاقتصادي في أثناء هذين العامين من عمر المكتب التّنفيذي كان بالغ الصّعوبة بفعل الحرب والعقوبات الجائرة، لكنّه لم يمنعنا من الاستمرار في العمل الثّقافي وتطويره وتعميم ثقافة الانتماء في مختلف المحافظات السّورية، والوصول إلى المناطق النّائية والاهتمام بالأطفال والشّباب وإطلاق المسابقات والتّنسيق مع الاتّحادات والنّقابات والمؤسسات، داخلياً وخارجياً، بهدف تحقيق مزيد من الفعل الثّقافي النّهضوي المؤثّر. ونحن إذ نعلن تمسّكنا بثوابتنا وفي مقدّمتها رفض التّطبيع، مع العدّو الصّهيوني، بأشكاله جميعاً، فإنّنا نؤكّد حرصنا على العمل بما يخدم قضايا أمتنا وفي مقدّمتها قضية فلسطين، كما نؤكّد ضرورة العمل على تحرير الأراضي السّورية المحتلة من العدوّ الصّهيوني والاحتلالين التّركي والأمريكي.
وفي الشّأن الخاص للاتّحاد، قال الحوراني: يخطئ من يعتقد أنّنا سنخرج “الزّير من البير”، والواقع ليس جيّداً، لكنّنا لن ندّخر جهداً، أما ما يتعلّق بإلغاء عضوية بعض الزّملاء، فكان ذلك لأسباب موضوعية ومنها عدم المشاركة في أي نشاط أو حضور أي اجتماع، وأمّا رفض بعض الكتب فكان لوجود أمور كارثية فيها، مشيراً إلى ضرورة ابتعاد القرّاء عند تقديم تقاريرهم وملاحظاتهم عن الشّتائم والكلام غير اللائق بالثّقافة والمثقفين.
وفي ختام المؤتمر، قدم المكتب التّنفيذي توصياته إلى مجلس الاتّحاد لدراستها وإقرارها، ومنها اعتماد تقرير المكتب التنفيذي وخطّته لعام 2023 وزيادة الضّمان الصّحي للأعضاء من ستين ألف ليرة سورية سنوياً إلى ثمانين ألف، وزيادة رسوم الانتساب إلى الاتّحاد ورسوم المخطوطات الواردة إليه والاشتراكات الشّهرية بما تقتضيه مصلحة الاتّحاد وزيادة بعض التّعويضات ومنها النّقل وحضور الاجتماعات وتعويض الوفاة والتّأكيد على موضوع لواء إسكندرون والجولان والأراضي السّورية المحتلّة في فعاليات هذا العام، والتّأكيد على تعميق مفهوم الهوية الوطنية في النّدوات والمحاضرات، وكذلك التّأكيد على الثّوابت الوطنية والحفاظ على المبادئ الثّقافية والأدبية الجامعة.