اختتام فعاليات المهرجان الدولي لأفلام الأطفال
اللاذقية – مروان حويجة
ضمن حملة الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من الزلزال، وبحضور سفير جمهورية البرازيل أندريه سانتوس والرفيق المهندس هيثم إسماعيل أمين فرع اللاذقية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أقيمت في دار الأسد للثقافة فعاليات اليوم الأخير للمهرجان الدولي لأفلام الأطفال الذي ينظمه النادي الدبلوماسي بسورية بالتعاون مع وزارة التربية، وتشارك فيه منظمة اتحاد شبيبة الثورة ونقابة المعلمين ومنظمة طلائع البعث، وشهدت الفعاليات تفاعلاً كبيراً من قبل التلاميذ والطلاب، وتمّ فيها عرض فيلمين الأول من فلسطين بعنوان “إجرين مارادونا” والثاني رسوم متحركة من جمهورية البرازيل “the boy and the world”.
وأثنى السفير البرازيلي على الخطوة التي اتخذتها وزارة التربية لمساعدة الأطفال في التغلب على تداعيات الزلزال، مشيراً إلى أنّ هذه المساهمات بالتعاون مع النادي الدبلوماسي السوري خطوة مهمّة لتعافي هؤلاء الأطفال الذين عانوا كثيراً، لافتاً إلى أنّ الفيلم المعروض موجّه للأطفال والفتيان، ويقدّم رسالة مفادها أننا سنواجه دائماً صعوبات بالحياة لكن دائماً الأمل موجود بالتعلم والتغلّب على تلك الصعوبات، لافتاً إلى أنّ الفيلم يتكلم عن حقبة مهمّة في تاريخ البرازيل والهجرة من المناطق الريفية إلى المناطق المدنية، والتي تعدّ ظاهرة استغرقت ١٥ عاماً في القرن العشرين وانعكاساتها الإيجابية وآثارها السلبية على شريحة محدّدة من الناس، حيث يمكن للطالب أن يجد نفسه مكان بطل الفيلم، لأنه في هذه اللحظة هو ليس طفلاً برازيلياً بل طفل عالمي ينتابه الفضول والخوف والحب ورغبة خاصة بمعرفة ما يجري حوله.
وبيّنت عقيلة السفير البرازيلي أرليندا سانتوس أنّ المهرجان حدث مهمّ جداً لأن الفكرة منه هو مشاركة العالم وإطلاعه على الطلاب السوريين وإغناء ثقافتهم من خلال معرفة البلدان الأخرى وطرق العيش في بلدان العالم المختلفة، لذلك تمّت إقامة المهرجان الذي اعتبرتَه ناجحاً للغاية.
وأشار رئيس مجلس المحافظة المهندس تيسير حبيب إلى أهمية الفعاليّة التي تركّز على الدعم النفسي للطلاب بعد كارثة الزلزال التي ألمّت بالمحافظة، منوّهاً بالتعاون والدعم الذي أبداه السفير البرازيلي خلال زيارته المحافظة وإمكانية تقديم بلاده المساعدة وفق الأولويات المطروحة ضمن خطة الاستجابة.
وخلال فعاليات المهرجان كرّم النادي الدبلوماسي ممثلاً بالسيدة عقيلة سفير جمهورية البرازيل مدير تربية اللاذقية عمران أبو خليل ورئيسة دائرة المسرح المدرسي غيداء محمد لجهودهما المبذولة في نجاح الفعالية. بدوره شكرَ أبو خليل في كلمة له السفير البرازيلي وأعضاء النادي الدبلوماسي لدعمهم ومحبتهم النابعة من القلب للشعب السوري وعلى ما قدّموه من عطاء مادي ومعنوي لشعبنا بعد كارثة الزلزال الذي ضرب بلدنا، وعلى هذه المبادرة الثقافية بتقديم أفلام سينمائية لأبنائنا كون الثقافة إحدى وسائل التواصل والتعارف بين الشعوب وتسهم في تعزيز التلاحم الثقافي والتربوي بين البلدان من خلال الفن الذي يلعب دوراً كبيراً في بناء جسور التواصل والتعارف بينهم، آملاً أن يكون هذا اللقاء بين الطلاب والمعنيين شيّقاً وذا فعالية كبرى، وأن يحمل آفاقاً جديدة لمحو الذكريات العصيبة التي آلمتنا.
ورأى أبو خليل أنّ المهرجان يعمل على إثراء تفكير الطلاب واطلاعهم على التنوع الثقافي والاجتماعي ومشاركتهم الرسائل الهادفة التي تحملها الأفلام، آملاً أن يحمل هذا المهرجان آفاقاً جديدة لمحو الذكريات العصيبة التي آلمت أرواحنا وقلوبنا في هذه المحافظة، مع التأكيد أن عجلة الحياة لا بد أن تستمر كما استمرت طيلة سنوات الحرب الكونية والحصار على وطننا، لأننا شعب يعيش بالأمل وحب العمل.
واختُتم العرض بمناقشة بين الأطفال والمشرفين على الفيلم من السفارة البرازيلية، وعلى هامش الفعالية تجوّل السفير البرازيلي والسيدة عقيلته في قاعة المعارض بالمركز الثقافي إضافة إلى معهد الموسيقا والفن التشكيلي ومكتبة جبرائيل سعادة وقاعة المطالعة للأطفال، وخلال تجواله في رحاب المركز الثقافي العربي قدّم السفير البرازيلي خمسة حواسيب هديّة للمركز، إضافة لتقديم الهدايا للأطفال، مبيّناً أن الاستثمار في الطفولة هو استثمار في مستقبل البلد، وهذا ما تعيه جيداً سورية والبرازيل وتعملان معاً لتحقيقه، بما يحقق أهداف البلدين بمستقبل أفضل.
يُذكر أن المهرجان استمر عشرة أيام بمشاركة ثماني دول: فلسطين وجنوب أفريقيا وفنزويلا والبحرين والبرازيل وتشيلي وإندونيسيا والباكستان إلى جانب سورية.