صحيفة البعثمحليات

“داء المشردين” انتشر مع الزلزال.. ودعوات لاتخاذ الإجراءات الخاصة بمكافحة الأمراض السارية

دمشق – لينا عدره

شدد الدكتور نضال حمادي، الاختصاصي في مشفى الأمراض الجلدية والزهرية الجامعي بدمشق، على ضرورة التنبّه واتخاذ أقصى الإجراءات اللازمة بعد كارثة الزلزال في كلّ ما يخصّ انتشار الأمراض السارية كالسل والكوليرا والإسهال والإنتانات الفيروسية والتنفسية تجنباً لتوسع الحالات، وإعطاء اللقاحات الضرورية، مشيراً إلى أن انتشار هذا النوع من الأمراض والأوبئة يتزامن مع وقوع كوارث كالزلازل، لافتاً إلى وجود داء يُسمّى طبياً بـ “داء المشردين”، ويتمثل بحالات مرضية كالجرب والقمل بكل أشكاله، مطالباً الجهات المعنية بعدم تجاهل الأمر و”دفن الرأس بالرمال”، على حدّ تعبيره، والتعامل مع المشكلة من كونها مشكلة طبية بحتة بعيداً عن أي إحراج، في إشارة واضحةٍ إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في مراكز الإيواء تجنباً لانتشار تلك الأمراض.

حمادي أكد أيضاً في حديث لـ “البعث” ضرورة قيام الجهات المعنية بمخاطبة المنظمات الدولية لإرسال أدوية خاصة بتلك الأمراض، الأمر الذي تقوم به تركيا في المناطق التي تعرّضت لكارثة الزلزال، وخاصةً مع بدء ظهور حالات للمرض. كما أكد أن المنظمات الدولية على علم بضرورة إرسال هذا النوع من المساعدات في مثل هكذا ظروف، كونها إجراءات وقائية متعارف عليها عالمياً، سواء في مراكز الإيواء ومراكز الزلازل والثكنات العسكرية أو في أي مكان تتواجد فيه مثل هكذا تجمعات، مشيراً إلى أن المعلومات التي تصله تؤكد بنسبة 99% أننا لم نبدأ بعد باستخدام تلك الأدوية في مراكز الإيواء، منبهاً إلى ضرورة طلبها بأقصى سرعة، رافعاً من مستوى التحذير لحماية الجميع من الإصابة، وعدم انتظار وقوع المرض للبدء بعلاجه، لأننا في حال فقدنا السيطرة وانتشرت تلك الأمراض سنكون أمام جائحة، مشدداً على ضرورة إلزام الجميع بأخذ الدواء الخاص الذي يأتي على شكل حبوب حصراً تُعطى لكل الفئات العمرية، بدءاً من أشهر وصولاً لأعمار متقدمة في السن كُلٍّ حسب عمره ووزنه، لتتراوح مدة الوقاية من أسبوعين وصولاً إلى شهر حسب النوع والتركيبة الخاصة للدواء.

وأضاف حمادي أن المنظمات الدولية قد لا ترسل الأنواع الجديدة لارتفاع ثمن بعض التراكيب الجديدة منها والتي قد يصل سعر الحبة الواحدة منها إلى 15 دولاراً، مطالباً المنظمات الدولية بضرورة تحمّل مسؤولياتها اتجاه هذا الأمر، ومعتبراً أن تلك الأدوية هي من بين أهم أنواع المساعدات المُرسلة التي لا يمكن الاستغناء عنها في الأزمات والكوارث.

وأكد حمادي أن من بين الإجراءات الوقائية التي يجب علينا الالتزام بها للحماية من أمراض سريعة الانتشار كالقمل، قص الشعر عند الذكور بسبب تثبت القمل عند حوالي 2سم من فروة الشعر وتخفيفه من عند الجوانب لالتصاقها بها بشدة، فيما تتمثل معالجة الجرب بالشكل التقليدي عن طريق دهن الجسم، مشيراً إلى أن أخذ الدواء كإجراء وقائي غالباً ما يحمي من الإصابة، ومن هنا تأتي أهمية إلزام الجميع به ليشمل كلّ من يتواجد في مراكز الإيواء من دون استثناء، بمن فيهم الكوادر الطبية والإدارية والخدمية حتى الحراس، مشدداً على أن الأدوية الوطنية الخاصة بتلك الأمراض أثبتت عدم جدواها وفعاليتها، وهذه النتيجة توصل إليها اعتماداً على خبرته العملية.

ولفت حمادي إلى أن دول العالم الثالث غالباً ما تقع ضحية مساعدات طبية أو أغذية فاسدة ومنتهية الصلاحية، وهو ما حدث في دول كـ رواندا التي أرسل إليها برنار كشنر أرزاً مسوساً وأدوية فاسدة مضى على انتهاء صلاحيتها حوالي خمس سنوات، مؤكداً ضرورة التنسيق مع دول صديقة لضمان وصول مساعدات ذات تأثير فعّال.

واختتم حمادي حديثه بضرورة تعدّد الاختصاصات في لجنة الطوارئ والكوارث التي أُنشئَت بعد كارثة الزلزال، مشدداً على ضرورة تواجد طبيب في تلك الاختصاصات، لأن لكلٍّ دوره الذي لا يمكن أن يحلّ فيه أحد مكان آخر، كي لا يتحوّل الأمر إلى “تنفيعة”، على حدِّ تعبيره!.