الاختلافات المالية تدخل برشلونة في اتهامات الفساد والريال يسعى للمكاسب!
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
على نحو مفاجئ وجه القضاء الإسباني اتهاماً لنادي برشلونة ورئيسَين سابقَين له والمسؤول التحكيمي السابق خوسيه ماريا نيغريرا بالفساد في قضية الدفعات المالية المشبوهة من النادي الكاتالوني لنيغريرا، حيث تستهدف ملاحقات النيابة العامة في برشلونة، النادي بصفته المعنوية بالإضافة إلى رئيسيه السابقين جوزيب بارتوميو وساندرو روسيل.
وتتعلق القضية بمدفوعات مزعومة دفعها برشلونة إلى نيغريرا نائب رئيس لجنة التحكيم الفنية السابق، لتزويد النادي بنصائح ومشورة شفوية حول مواضيع متعلقة بالحكام، وكانت النيابة العامة فتحت تحقيقًا أوليًا في ربيع العام 2022 من أجل التحقق من الدافع وإطار هذه المدفوعات، بعد أن كشفت سلطات الضرائب عن مخالفات محتملة في دفع الضرائب من قبل شركة مملوكة لنيغريرا.
بداية الخطورة
توجيه الاتهامات ضد برشلونة يعتبر خطوة في إضفاء الطابع القضائي على فضيحة التحكيم كون النيابة العامة الإسبانية إلى أن النادي الكاتالوني دفع ما مجموعه أكثر من 7.3 ملايين يورو لنيغريرا بين عامي 1994 و2018.
وبالتالي يواجه المسؤولون المعنيون في النادي عقوبة بالسجن من ستة أشهر إلى أربع سنوات، ويمكن للعقوبات المفروضة على برشلونة أن تتراوح بين “تعليق نشاط” النادي و”حله التام” كنادٍ ، إضافة لذلك توضح المادة 14 من قوانين الاتحاد الإسباني، أن فريق كرة القدم قد يواجه الهبوط في حال محاولة تحديد نتائج مباريات، عن طريق دفع الأموال، أو التهديد، أو عقد الاتفاقات، وهذه الفقرة ستكون تحت تحكم المجلس الرياضي الأعلى وحتى الآن لا يوجد تدخل من المجلس.
رد برشلوني
رد برشلونة على الاتهام الرسمي جاء عبر جوان لابورتا رئيس النادي الذي تحدث مع جمهور البارسا قبل الفوز أمام أتلتيك بيلباو ضمن الجولة 25 من الدوري المحلي، موجهاً نقداً لاذعاً للذين يقفون خلف الهجمة الأخيرة عبر قوله: “درع الدوري لا يمكن شراؤه أو بيعه إنه لا يتسخ هناك هجمات خطيرة للغاية على كل نصر وانتصار جاء بفضل الجهد والعمل والالتزام والجودة من الجميع، أريد أن أكون واضحاً لم ننخرط أبدا في شراء الوصايا عندما نفوز نحتفل بالانتصارات، وعندما نخسر نهنئ المنافسين، ليس من قبيل الصدفة أن تظهر هذه الأشياء الآن سنقاتل حتى آخر لحظة للدفاع عن برشلونة”.
وأضاف لابورتا: “دعونا نوضح أن برشلونة لم يشتر حكاماً يوماً، ولم يكن لدى برشا أبداً نية لشراء حكام على الإطلاق، خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الاسباني لكرة القدم يحاول فبركة حملة ضد برشلونة”.
اتفاقية مشبوهة
كلام لابورتا عن علاقة رئيس الرابطة بما يجري جاء على خلفية اتفاق رابطة الدوري الإسباني مع صندوق CVC الأمريكي لشراء حقوق المسابقة، وهي الاتفاقية التي رفضتها أربعة أندية أبرزها برشلونة وريال مدريد واتلتيك بيلباو.
وعلى هذا الأساس يحافظ ريال مدريد وبرشلونة على حقوقهم السمعية والبصرية في الخمسين عاماً المقبلين، مع عدم تحصلهم على أي يورو من خلف الاتفاقية بشكل عام، ومن المقرر أن تُدر هذه الاتفاقية 2.7 مليار يورو على كافة الأندية الإسبانية، وكانت الاتفاقية تضع بنودًا صريحة تمنع الأندية الإسبانية من المشاركة في دوري السوبر الأوروبي أو أي بطولات جديدة.
الريال على الخط
التطورات المتلاحقة في القضية جعلت الغريم ريال مدريد يدخل على خط الأزمة البرشلونية رغم أن مصالح الناديين تبدو متطابقة هذه الأيام خارج الملعب، حيث اجتمعت إدارة الفريق الأبيض وأصدرت بياناً رسمياً أكدت فيه على قلقها البالغ من خطورة الوقائع، مشددة على دفاعها عن حقوق النادي المشروعة، وبالتالي الظهور أمام المحكمة عندما يفتح القاضي القضية أمام الأطراف المتضررة.
وجاء في البيان أيضاً:” علم مجلس إدارة نادي ريال مدريد بالاتهامات الخطيرة التي وجهها مكتب المدعي العام لبرشلونة ضد نادي برشلونة، واثنين من رؤسائه، جوسيب ماريا بارتوميو وساندرو روسيل، والمديرين السابقين ألبرت سولير وأوسكار غراو، على أساس الجرائم المحتملة، من بين أمور أخرى للفساد في المجال الرياضي، في إطار العلاقات التي أقامها النادي المذكور مع نائب رئيس اللجنة الفنية للحكام، خوسيه ماريا إنريكيز نيغريرا”.
توجيه الريال سهامه تجاه أعضاء سابقين في إدارة برشلونة فسرته الصحف الإسبانية على أنه دخول رسمي في المعركة القضائية من قبل نادي العاصمة على أمل تحقيق استفادة ما أو إلحاق الضرر بالغريم على أقل تقدير.
اتهام مضاد
بيان ريال مدريد جعل الحكم الإسباني الشهير إيتورالدي غونزاليس يكشف عن واقعة قام بها رئيس نادي ريال فلورنتينو بيريز معه في سبيل الضغط عليه، موضحاً في تصريحات صحفية أنه وقع ضحية للضغط والترهيب قائلاً: “قناة ريال مدريد تنتقدني لأن هذه طريقة عملهم، وبما أنهم صحفيون، أدعوهم للتحقيق لمعرفة من الذي دعاني إلى غرفة منفصلة؟ تحققوا من الأمر حتى تروا كيف يحاولون الضغط على أشخاص معينين، في مباراة ضد ديبورتيفو لاكورونيا (عام 2010)، بعد أن انتهت المواجهة، كنت أغادر الملعب مع المساعدين، لكن هناك شخص حاول وضعي في غرفة، وكان يقول لي: أنا فقط أطلب منك أن تصفر لنا مثل برشلونة، طلبت منه معرفة إذا ما كان يمزح، وقلت له إن الحديث انتهى، أراد أن يضعني في الغرفة، لكنني قلت له لا، وبعد نصف ساعة أبلغت اللجنة الفنية للحكام بدا الأمر خطيراً للغاية، لم يحدث لي هذا الموقف سوى مرة واحدة، لم يسبق أن وضعني رئيس في غرفة منفصلة ، الشخص الذي وضعني في غرفة منفصلة كان فلورنتينو بيريز هناك تقرير بالواقعة لدى لجنة الحكام، لأنني أبلغتهم حتى يروا من الذي يضغط، لكن لا يوجد حكم فاسد”.