“الحسكة تموت عطشاً” وسط صمت دولي على انتهاك حقوق مليون إنسان ولا حلول في الأفق
البعث الأسبوعية – صالح طعمه
تتواصل جريمة قطع مياه الشرب عن مدينة الحسكة وريفها مع استمرار الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية بإيقاف ضخ المياه من محطة “مياه علوك”، مهددين مليون نسمة في مدينة الحسكة والدرباسية والعريشة والشدادي بالعطش.
ومنذ احتلال القوات التركية مدينة “رأس العين” ونهب المدينة وتهجير سكانها على أيدي المجموعات المسلحة المرتبطة بتركيا، أضحت الآبار الكائنة في “محطة علوك” المغذي والمصدر الوحيد لتزويد مدينة الحسكة وريفها بالمياه الصالحة للشرب ورقة بأيدي تركيا ومرتزقتها من الجماعات المسلحة لتعطيش سكان الحسكة، تحت ادعاءات الضغط على “قسد”
وتستمر المعاناة
يقف “الحاج “أبوماجد” أمام إحدى محطات التحلية وسط مدينة الحسكة قادماً من حي النشوة وهو رب أسرة ويروي يقص لـ”البعث الأسبوعية ” معاناته فمنذ أسبوع دون مياه للشرب ولا حتى للغسيل،مشيراً إلى أنه يقوم هو وأولاده بالسير لمسافة طويلة من أجل تعبئة “بيدون” ماء للشرب وأحياناً يلجؤون لشراء مياه معدنية وبسعر مرتفع جداً، إضافة إلى ملاحقة أصحاب الصهاريج لتعبئة بيدون 20 لتر ماء، مؤكداً على الواقع السيئ في ظل ما تعانيه المنطقة من انقطاع للمياه ،علماً أن عند تشغيل محطات التحلية يقوم بتعبئة بيدونات الماء للشرب فقط ، فتعبئة الخزان ٥ برميل مكلفة جداً تزيد عن /15000/ ل.س.
ورغم مناشدات أهالي الحسكة ونشطاء عبر صفحات التواصل الاجتماعي
من أجل الضغط على تركيا، والفصائل المسلّحة الموالية لها من أجل إعادة تشغيل المحطة المائية المحلية لكن دون جدوى.
حلول مؤقتة
مؤسسة المياه تعمل ما عليها وفق الإمكانيات المتاحة ،إذ قامت بتشغيل 16 محطة تحلية مياه في مركز المدينة من أصل 20 محطة تحلية تم تركيبها خلال الفترة السابقة.
وأوضح مدير عام المؤسسة محمود العكلة أنه بإمكان الأهالي تأمين مياه الشرب من المحطات الموزعة في مركز المدينة وترشيد استهلاكها وذلك في ظل تأخر ضخ المياه جراء اعتداءات الاحتلال التركي على محطة مياه علوك،داعياً المواطنين إلى التعاون من خلال ترشيد استهلاك المياه مع استمرار انتهاكات الاحتلال التركي واستمرار الاعتداءات على خط جر المياه وخطوط الكهرباء المغذية لمحطة مياه علوك.
وأكد العكلة على جهود المحافظة في إيجاد بدائل لحل مشكلة المياه ضمن الإمكانات المتوفرة والمتاحة لاسيما أن المؤسسة تقوم بتسيير صهاريج لتعبئة خزانات المياه المنتشرة في أحياء المدينة.
الصمت دولي
فيما يندد الأهالي وناشطون بعمليات القطع المتكررة، مطالبين بتحييد محطة مياه علوك من الصراعات السياسية والعسكرية وضمان أن يستفيد جميع سكان منطقة شمال شرقي سورية من الموارد المائية بشكل عادل ودون أي تمييز.
ويؤكد الأهالي أن هذه الانقطاعات المتكررة فاقمت الأوضاع المأساوية وخاصة بعد انتشار عدد من الأمراض كالكوليرا والإسهالات وغيرها وذلك لاعتماد الغالبية على مصادر مياه غير آمنة ،مما أثار استياء المواطنين تجاه الصمت الدولي ولاسيما المنظمات الدولية المعنية والحقوقية.
منذ عامين
والجدير بالذكر أن “منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف” قالت في بيان صدر على لسان ممثلها في سورية “فران ايكيثا”، بتاريخ 23 آذار/مارس 2020 إن توقف ضخ المياه من محطة علوك يعرض (460) ألف شخص للخطر، في خضم تصاعد الجهود لمنع انتشار مرض فيروس كورونا. وبحسب ممثل اليونيسيف فإن “انقطاع المياه يعرض الأطفال والأسر لخطر غير مقبول وخاصة أن غسل اليدين بالصابون أمر بالغ الأهمية في مكافحة مرض COVID-19.[7″]”.
ويستغرب الأهالي موقف اللجنة الدولية للصليب وذلك بعد أن شهد مقرها عدة اعتصامات تندد بقطع المياه وصمت المنظمات ،إلا أن “اللجنة” اكتفت بالإعراب عن قلقها حيال شح مياه الشرب بمدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، بعد انقطاع مضخة علوك بريف المدينة الشمالي الغربي وخروجها عن الخدمة
مطالب أهلية
وطالب الأهالي بضرورة تشكيل لجنة لدراسة مشروع آخر أو دراسة أحياء مشروع جر المياه من الفرات أو وضع تجمعات من الحمه و نفاشة وغيرها وإدراج وطرح مشكلة المياه في كافة المحافل الدولية والقضايا الإعلامية
أكثر شهرة وتداول
محطة علوك التي أصبحت الأكثر شهرة وتداول في الشارع ، تمَّ إنشاؤها ” لتجميع وضخ المياه في العام 2010، وذلك بعد شحّ مصادر مياه الشرب في الحسكة وأريافها، إذ تمّ حفر (34) بئراً إرتوازياً بالقرب من قرية “علوك شرقي” (10 كم شرقي مدينة رأس العين) باستطاعة ضخ تبلغ حوالي 60 إلى 70 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يومياً.
تقوم بضخّ المياه عبر خطوط نقل بطول (67) كيلو متر لإيصالها إلى محطة مياه “منطقة الحمّة” بريف الحسكة الغربي، ومنها إلى التجمعات السكانية.