بانوراما لـ”الهطلات المطرية” في المحافظات.. استبشار بموسم خيّر
محافظات – البعث
شهدت أغلب المحافظات هطلاتٍ مطرية غزيرة استبشر الفلاحون ومربّو الثروة الحيوانية بها خيراً، مع الإشارة إلى أنها سجّلت ارتفاعاتٍ كبيرة في مناسيب المياه لدى بعض المحافظات وجرياناً للأودية والأنهار كمحافظة الحسكة.
ففي الحسكة (إسماعيل مطر – صالح طعمه) سجّلت هطلاتٍ مطرية غزيرة أدّت إلى جريان الأودية كان أغزرها في تل تمر، ما سيسهم بتحسّن المحاصيل الشتوية التي تأثرت بشكل سلبي نتيجة قلة الأمطار والجفاف الذي سيطر على المنطقة في الأعوام السابقة وانعكس سلباً على الواقع الزراعي بالمحافظة وخروج مساحات واسعة من الخطة الزراعية، إضافة إلى المعوقات والصعوبات، كما جرت عدة أودية بالريف الجنوبي بالمحافظة أعادت التفاؤل للفلاحين ومربّي الثروة الحيوانية.
مدير الزراعة المهندس علي خلوف الجاسم أوضح أن المحافظة لم تشهد أمطاراً كهذه منذ موسم عام 2019، حيث شملت معظم المناطق وتشكّلت على أثرها الأودية والسيول التي تصبّ في نهر الخابور، معتبراً أن هذه الأمطار أنقذت الموسم الزراعي الحالي من الخروج من الإنتاج لأنها جاءت في وقت مناسب، علماً أن المزروعات الشتوية هي أحوج ما تكون للأمطار ولاسيما المزروعات الشتوية البعلية.
وبشّر مدير الزراعة بموسم خير في حال استمرّت الأمطار فترة يومين قادمين على هذا المنوال، ولاسيما أن المزروعات ستحتاج إلى هطلاتٍ مطرية خلال شهر نيسان المقبل وخصوصاً الأراضي البعلية.
وبدوره، أشار مدير الموارد المائية المهندس عبد العزيز أمين إلى ارتفاع منسوب مياه نهر الخابور في منطقة تل تمر غرب الحسكة، نتيجة الأمطار الغزيرة الهاطلة وتشكّل السيول في الوديان القادمة من منطقة جبل عبد العزيز، مبيّناً أن نسبة تدفّق نهر الخابور زادت في تل تمر لتصل إلى 50 متراً مكعباً بالثانية، بسبب تدفق مياه السهول من الوديان القادمة من منطقة جبل عبد العزيز جنوب غرب الحسكة، ومشيراً إلى وصول مياه نهر الخابور إلى مدينة الحسكة حالياً، ولافتاً إلى فيضان وديان القصيب والسحل والكبش ودعيبيل، ووديان العطالة والبطاح والغرب التي تصبّ في نهر الخابور في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.
وفي ريف دمشق (البعث) بيّن مدير الزراعة المهندس عرفان زيادة أن تحسّن معدلات الهطلات المطرية التي شهدتها المنطقة ساهمت بشكل ملحوظ بازدهار الواقع الزراعي وإقبال الفلاحين على الزراعة، إذ بلغت نسبة تنفيذ القمح المروي 127% من مساحة مخططة بلغت /14686/ هكتاراً ونسبة القمح البعل 80% من مساحة مخططة قدرها /2569/ هكتاراً، مشيراً إلى تنفيذ ما نسبته 76% من خطة الشعير البالغة / 10210/ هكتارات من مخطط /13514/ هكتاراً لتاريخه.
وأوضح مدير الزراعة أنه تمت زراعة /32374/ هكتاراً من خطة المحاصيل الحقلية الشتوية المروية والبعلية من مساحة مخططة /35199/ هكتاراً بنسبة تنفيذ 92% لتاريخه.
أما بالنسبة للمحاصيل العلفية الشتوية فقد وصلت المساحة المزروعة إلى /3214/ هكتاراً من الخطة المقررة حوالي /3861/ هكتاراً بنسبة تنفيذ 83%.
وفي دير الزور (وائل حميدي) أدّى جريان السيول في الريف الغربي إلى تضرّر مساحاتٍ لا بأس بها من الحقول الزراعية الخاصة بمحصولي القمح والشعير، بينما وُصِفت هذه الأضرار بالكبيرة في منطقتي التبني ومعدان.
وكانت المحافظة قد تعرّضت خلال اليومين السابقين لمنخفض شتوي مصحوب بعواصف رعدية وأمطار غزيره أدّت إلى تشكّل السيول في العديد من المنخفضات، حيث تسبّبت تلك السيول بقطع مؤقت للطريق الواصل بين منطقتي القصُبي ومعدان عتيق في ريف المحافظة الغربي وهو الطريق المحاذي لمساحات زراعية واسعة تقع ضمن مجرى سيول الأمطار في أودية المنطقة ما تسبّب بأضرار متفاوتة في تلك الحقول.
وإذا كانت منطقه وادي السحل هي المنطقة الأكثر تعرّضاً للضرر سابقاً فإن الإجراءات الاستباقية التي نفّذتها مديرية الموارد المائية في المحافظة أنقذت مساحاتٍ واسعة جداً من الحقول الزراعية من الضرر، حيث تبيّن نتيجة عملية المسح لحصر الضرر أن منطقه وادي السحل بخير وأن زراعاتها لم تتأذَ نتيجة الأمطار المذكورة.
مدير الزراعة المهندس فؤاد عبدون أشار إلى أن السيول والفيضانات التي تشكّلت بسبب الأمطار الأخيرة، أدّت إلى ضرر مباشر في بعض المساحات الزراعية، بينما كان الضرر طفيفاً ضمن مساحات أخرى، مؤكداً استنفار كل الوحدات الإرشادية للقيام بعملية مسح ميداني لحصر الضرر في الحقول الزراعية، وتبيّن نتيجة هذا المسح تضرر مساحه 2000 دونم قمح و500 دونم شعير في منطقه معدان عتيق وهي المنطقة الأكثر ضرراً، بينما أتى الضرر على مساحة 1500 دونم قمح إضافة لمساحة 200 دونم شعير في منطقه التبني، وبلغت مساحه الضرر في منطقة القصبي 1700 دونم قمح و400 دونم شعير، بينما لم تتجاوز مساحه الضرر في منطقه البويطية 50 دونم شعير و400 دونم قمح.
وأضاف عبدون: إن الأرقام الحالية ليست أرقاماً نهائية، حيث لا تزال عمليات المسح قائمة لكامل ريف المحافظة، مرجّحاً أن يكون الضرر حاصلاً فقط في الريف الغربي لأنه منطقه وديان، بينما لم تتضرّر زراعات الريف الشرقي بشكل كبير، ومع ذلك لا تزال عمليات المسح قائمة لاستبيان الأرقام النهائية.
وكان محافظ دير الزور القاضي فاضل نجار قد قام بجولة باتجاه الريف الغربي واطّلع على مجاري السيول في الأودية وانحدارها باتجاه الحقول الزراعية والتقى بالعديد من الفلاحين الذين أشاروا إلى وجود الضرر وبشكل نسبي في حقولهم.
وفي حمص (سمر محفوض) ذكر مدير الزراعة المهندس يونس حمدان أن الأمطار التي هطلت خلال الـ72 الماضية ساهمت بشكل إيجابي بتأمين ري تكميلي للمحاصيل المرورية، ورية جيدة لكل المحاصيل البعلية، وكذلك الأشجار المثمرة، بالإضافة إلى تأثيرها الإيجابي في المراعي في منطقة البادية، لرفد مخزون المياة الجوفية والسدود والسدّات.
وأكّد حمدان أن محصول القمح المروي بشكل عام جيد على الرغم من تأثر بعض المساحات الصغيرة بالغدق المطري خلال الأيام السابقة، مبيّناً أن المساحة المزروعة في البيارات الغربية بتدمر من القمح المروي من الآبار بلغت حوالي 2800 هكتار.
وفي حلب (معن الغادري) أوضح المهندس رضوان حرصوني مدير الزراعة أن الهطلات المطرية الأخيرة خلال اليومين الماضيين تفاوتت بين منطقة وأخرى، إذ زادت عن معدلاتها في بعض مناطق الريف مثل مسكنة وجرابلس، وكانت أقل من معدلاتها في عدد من المناطق، مضيفاً: إن المنخفض الجوي ما زال مستمراً، ومن المأمول أن تزداد الهطلات المطرية وترتفع المعدلات وبنسب أفضل، وبما يبشر بموسم زراعي جيد.
وأضاف حرصوني: إن مديرية الزراعة منذ بداية الموسم الزراعي عملت على تأمين كل مستلزمات واحتياجات العملية الزراعية وقدّمت الدعم المطلوب للفلاحين للحفاظ على زراعاتهم.
ودعا حرصوني المزارعين إلى التواصل المستمر مع الوحدات الإرشادية ومديرية الزراعة لمساعدتهم وتقديم النصح والمشورة لتفادي ومعالجة أي آثار جانبية قد تضرّ بمزروعاتهم.
من جهته بيّن المهندس علي خليل مدير الموارد المائية أن الهطلات المطرية خلال اليومين الماضيين سجّلت نسباً منخفضة، وبواقع 10 ملم وهي أقل بكثير من معدلات الهطلات المطرية في الوقت نفسه من العام الماضي، إذ بلغت الهطلات في حلب حتى الآن 197 ملم، في حين بلغت معدلات الهطلات المطرية العام الماضي لغاية مثل هذا اليوم 227 ملم، مشيراً إلى أن الهطلات المطرية في منطقتي جرابلس ومسكنة على خلاف باقي مناطق الريف والمدينة، تجاوزت ضعف معدلات العام الماضي في التوقيت نفسه، إذ تجاوزت الهطلات في منطقة مسكنة 206 ملم، مقابل 115 ملم العام الماضي، وفي جرابلس 183ملم، مقابل 125 العام الماضي، وتوقّع خليل أن يشهد اليوم الأخير من المنخفض الجوي والمنخفضات القادمة هطلاتٍ غزيرة تعوّض الفاقد.
وبما يخص انعكاس الهطلات المطرية على رفع منسوب مياه الآبار والمخزون المائي، اعتبر المهندس خليل أنه حالياً لا يمكن قياس المخزون المائي مع استمرار المنخفضات الجوية والهطلات المطرية، علماً أن عدد الآبار الخاصة بمؤسسة المياه تجاوز 420 بئراً مائياً، ويتوفر حالياً ما يزيد على 14 بئراً خاصاً، و82 بئراً ليوزمتري في المحافظة لقياس منسوب المياه.
وفي السويداء (رفعت الديك) اعتبر عدد من المزارعين أن كميات الأمطار التي شهدتها المحافظة سيكون لها أثر إيجابي في المزروعات بعد أن كانوا يتخوّفون من تراجع الموسم، ولاسيما أن الأمطار الهاطلة جاءت منقذة للمحاصيل البعلية والموسم الزراعي الذي عانى من طول فترة احتباس الأمطار والحاجة الشديدة للمياه.
من جهته أشار مدير الزراعة في السويداء أيهم حامد إلى التأثير الإيجابي لتلك الهطلات على المزروعات وخاصة الحقلية منها كالقمح والشعير، كما أدّى إلى التشجيع على استكمال زراعة بقية المحاصيل وزراعة الحمص الربيعي، إضافة إلى ما لها من تأثير في الأشجار المثمرة وخاصة في هذه الفترة لأنها تزيد من مخزون التربة من الرطوبة وتعمل على تمييز البراعم الثمرية لتلك الأشجار، معتبراً أن تساقط هذه الأمطار سيساهم في تحسين الموسم الزراعي بأكمله وخاصة مع استمرارها وتوزعها وارتفاع كمياتها.