بين “كوبر” و”فوتة”.. مصير كرتنا على كف عفريت!
ناصر النجار
ينشغلُ اتحاد كرة القدم في الفترة الحالية بعقد المؤتمرات الصحفية لمدرّبيه، وقد بدأه الخميس الماضي بمؤتمر مع المدرّب الأرجنتيني هيكتور كوبر واليوم عقد مؤتمراً مماثلاً مع المدرّب الهولندي مارك فوتة.
الفرق بين المؤتمرين أن أحدهما للتقديم والثاني للتبرير، ولأن المدرّب الأرجنتيني على مستوى ويخصّ المنتخب الأول، فقد أقيم المؤتمر في فندق كبير من باب الفخامة، أما المؤتمر الثاني فهو أقل بريقاً ويتناسب مع النتائج التي حققها المدربّ الهولندي!.
القاسم المشترك بين المدرّبين أن كليهما قال: جئت لأسعد جمهور الكرة السورية، فوتة لم يسعد نفسه وخلّف لدى الشارع السوري صدمة لم يهضمها حتى الآن، أما هيكتور كوبر فلا ندري ما السعادة التي سيهبنا إياها؟!.
في هذه المؤتمرات أشفق على المدرّبين الذين يحتاجون إلى مفكرين لكي يبرروا ما جنته أيديهم، فعملية البقاء مع المنتخب هي الأهم لأنه مصدر رزق أولاً وآخراً، وهذا ما يشغل بال كل المدربين في العالم وليس في بلدنا فقط.
من الحكمة ألا نشغل بالنا بما يصرحه المدربون لأنه في الواقع بات كلاماً للتصدير فقط، لكن في الواقع لا يستطيع أحد التصريح بالحقيقة، لأن أي تصريح آخر يوافق الحقيقة قد يغضب أصحاب الحل والربط، وبالتالي سيجد المدرّب نفسه على أول طائرة مغادرة.
فيما يخصّ منتخب الشباب فقد عمل فوتة ما عليه، قد تكون هذه إمكانياته، لكن الحقيقة التي يجب أن نعترف بها أنها هذه هي إمكانيات كرتنا أيضاً، فمن الصعب أن تنهض بكرة من وسط ركامها في ثمانية أشهر لتقدمها ككرة منافسة أمام أعتى المنتخبات الآسيوية التي قارب مستوى بعضها الكرة العالمية.
اتحاد كرة القدم عمل ما بوسعه عبر تأمين مباريات خارجية ومعسكرات، وقدّم من المال ما هو قادر على توفيره حسب الإمكانيات المتاحة، وهذا جزء من المطلوب، لكن المطلوب الأهم أن نخرج من الثقافة البالية التي تدمر كلّ شيء في كرة القدم، أن نعرف أن بناء كرتنا وتطورها ووضعها بين المنتخبات المنافسة بحاجة إلى عمل جماعي مبنيّ على أسس علمية. الأندية مسؤولة عن إخفاق كرتنا الشابة قبل اتحاد كرة القدم وقبل فوتة وطاقمه وقبل اللاعبين وقبل كلّ الإمكانيات، عندما تبني أنديتنا كرة القدم بشكل صحيح سيصبح لدينا منتخب جيد قادر على رسم البسمة على شفاه الناس وإسعاد كل أنصار كرتنا، وغير ذلك عبث فلا تنتظروا الخير من كرتنا ولو كان على سدة المدربين مورينيو!!.