بوتين: مستقبل عملية السلام في أوكرانيا مرهون بتقبّل الحقائق الجيوسياسية
موسكو – تقارير:
أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى أن مستقبل عملية السلام في أوكرانيا يعتمد فقط على الاستعداد لإجراء محادثة جادة، مع مراعاة الحقائق الجيوسياسية.
وقال بوتين: “مستقبل عملية السلام يعتمد فقط على الاستعداد لإجراء محادثة جادة، مع مراعاة الحقائق الجيوسياسية السائدة. ولسوء الحظ، فإن المطالب النهائية الموجّهة إلى روسيا لا تتحدّث إلا عن الانفصال عن مثل هذه الحقائق وعدم الاهتمام بإيجاد مخرج من الوضع الحالي”.
وأوضح الرئيس الروسي، أن الأزمة في أوكرانيا، التي أثارها الغرب وأشعلها، هي ألمع أزمة اليوم، ولكنها ليست المظهر الوحيد لنيّات الغرب بالحفاظ على الهيمنة على الساحة الدولية.
وقال: “الأزمة في أوكرانيا التي أثارها الغرب وأشعلها بجدّ هي الأكثر لمعاناً اليوم، ولكنها ليست بأي حال من الأحوال المظهر الوحيد للنيّات الغربية بالحفاظ على الهيمنة على الساحة الدولية ونظام عالمي أحادي القطب”.
وكان بوتين صرّح أمس، لصحيفة الشعب الصينية، بأن “الناتو” يحاول منح أنشطته امتداداً عالمياً، من خلال التسلّل إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقال بوتين: “من المستحيل عدم فهم أن الناتو يحاول منح أنشطته امتداداً عالمياً، بهدف التسلل إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ”، مشيراً إلى أن بعض القوى تسعى باستمرار إلى تقسيم الفضاء الأوراسي المشترك إلى شبكة من “النوادي الحصرية” والكتل العسكرية بهدف كبح تنمية بلداننا والتعدّي على مصالحها. وشدّد الرئيس الروسي، “على أنه على الرغم من ذلك، لن يتمكّن أحد من تحقيق هذا”.
كذلك أشار بوتين إلى أن موسكو ملتزمة بمبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة، وهو ما ينتهكه حلف “الناتو” بشكل صارخ.
وقال: “مثل أصدقائنا الصينيين، فإننا ندافع عن التقيّد الصارم بميثاق الأمم المتحدة، واحترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني. نحن ملتزمون بمبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة، وهو الذي ينتهكه حلف الناتو بشكل صارخ”.
وأكد بوتين، أن روسيا قلقة للغاية بشأن الإجراءات غير المسؤولة والخطيرة التي يمكن أن تقوّض الأمن النووي العالمي، وقال: “نشعر بقلق عميق إزاء الإجراءات غير المسؤولة والخطيرة ببساطة التي يمكن أن تقوّض الأمن النووي العالمي”.
وفيما يخص العلاقات الروسية الصينية، أشار بوتين إلى أن خط أنابيب غاز “قوة سيبيريا” أصبح “صفقة القرن” من حيث السعة والحجم، إذ زادت إمدادات النفط والفحم الروسي إلى الصين بشكل كبير.
وقال بوتين في مقال لصحيفة “الشعب” الصينية بعنوان “روسيا والصين – شراكة تتطلّع إلى المستقبل”: “يتم تنفيذ الخطط والبرامج المشتركة الطويلة الأجل بنجاح. على سبيل المثال، أصبح خط أنابيب الغاز الرئيسي الروسي الصيني قوة سيبيريا، دون مبالغة، صفقة القرن من حيث حجمها.. حجم إمدادات النفط والفحم المحلي إلى الصين زاد بشكل كبير”.
وأضاف بوتين: “تشارك الشركات الصينية بنشاط في مشاريع الغاز الطبيعي المسال، والتعاون الصناعي والزراعي ينمو بشكل أقوى.. معاً نستكشف الفضاء الخارجي، ونطوّر تقنياتٍ جديدة”.
وأوضح الرئيس الروسي، “لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن حجم التجارة مع الصين البالغ 200 مليار دولار سوف يتم تجاوزه”.
وقال: “إحدى أولوياتنا هي الشراكة التجارية والاقتصادية. بحلول نهاية عام 2022، تضاعفت التجارة الثنائية القوية بالفعل ووصلت إلى 185 مليار دولار، هذا رقم قياسي جديد”.
وتابع: “من المهم أن تزداد حصة التسوية بالعملات الوطنية في التجارة المتبادلة وأن تصبح علاقاتنا أكثر سيادة”.
وأضاف: “لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن المعيار الذي وضعناه مع الرئيس شي جين بينغ البالغ 200 مليار دولار، سيتم تجاوزه هذا العام وليس عام 2024”.
كذلك أشار الرئيس الروسي، إلى أن العلاقات الروسية الصينية هي حجر الزاوية للاستقرار الإقليمي والعالمي، فهي أنموذج للتعاون بين القوى الكبرى.
وقال: “العلاقات الروسية الصينية هي التي تعمل اليوم في الواقع كحجر زاوية للاستقرار الإقليمي والعالمي، وتحفّز النمو الاقتصادي، وتعمل كضامن لأجندة إيجابية في الشؤون الدولية. إنها مثال على التعاون الإبداعي المتناغم بين القوى الكبرى”.