نصف الحقيقة في كرتنا ومنتخب الشباب أكبر دليل
ناصر النجار
من الطبيعي أن يغلق ملف منتخبنا الوطني للشباب بالمؤتمر الصحفي الذي عقده المدرب الهولندي مارك فوتة أمس في قاعة المؤتمرات باتحاد كرة القدم بالفيحاء.
المؤتمر أنهى كل جدل وأجاب على كل تساؤلات الجمهور، واتحاد كرة القدم اليوم في حل من أي سؤال أو تهمة، وقد أنهى كل شيء بهذا المؤتمر الصحفي.
والمعلومات الواردة من الاتحاد تفيد بتجديد الثقة بالمدرب الهولندي وزميله، بينما سيعود المدربون الوطنيون إلى أنديتهم، وهذا يؤكد أن الثقة مفتوحة بالأجنبي لأبعد الحدود، بينما لم تكن كذلك بمدربينا الوطنيين الذين نأمل أن يكونوا قد استفادوا من هذه التجربة على الصعيد الفني.
نصف الحقيقة التي تحدث عنها فوتة أن لاعبينا ليسوا لاعبي بطولات فهم غائبون عن المباريات القوية والبطولات منذ زمن بعيد، أي إنه لم يخفق بمهمته ولم يخسر لقباً كان بمتناول أيدينا سواء في بطولات الأشبال والناشئين والشباب أيضاً.
التفاصيل الصغيرة ربما تعني المدرب بالذات أكثر من نقاد الرياضة وخصوصاً عندما يتحدث عن غياب القائد بالمنتخب نتيجة ظروف خاصة بثلاثة لاعبين، أو عندما يتحدث عن خوف اللاعبين ورهبتهم في المباريات الكبيرة المملوءة بالجمهور المنافس، كل هذه التفاصيل لا يهتم لها الشارع الرياضي لأنها من صلب عمل المدرب الذي عليه تأهيل اللاعبين نفسياً وخصوصاً أنه يعرف أنهم مقبلون على بطولة كبرى للمرة الأولى وأن يهيئ قائداً احتياطياً للمنتخب تجنباً لغياب الأساسي، للإصابة أو لأي سبب آخر، فهذه الأعذار غير مقبولة لأنها من صميم عمل المدرب واختصاصه.
وإذا كنا نريد أن نحاسب المدرب يمكن أن نحاسبه على تصريحاته قبل السفر عندما وعد بالوصول إلى نصف النهائي ووجدنا هذا التصريح أكبر من ثوب المنتخب أو ربما أكبر من المدرب ذاته.
نصف الحقيقة التي لم يتحدث بها أحد أن كرتنا ما زالت ضعيفة ولا يعني وجود بعض المواهب أن كرتنا بخير، لكن ما يحسب لاتحاد الكرة أنه بدأ يخرج من عزلة كرتنا وسوء إدارتها وذلك عبر التأسيس لكرة واعدة، الخطوة المهمة بدأت، وإصلاح أخطاء الماضي بحاجة إلى وقت وصبر، لذلك لا بد من الاستمرار بخطوات أخرى لتصبح السلسلة مكتملة ويصبح لدينا منتخبات قوية ترفدها منتخبات أخرى، فمنتخب الشباب الحالي يمكن البناء عليه ليكون أمل سورية وإن لم يكن منتخبنا الأولمبي فليكن رديف الأولمبي لأن المهم عدم التفريط بالمواهب والخامات التي تعبنا عليها ولا بد من استمرار تأهيلها وصقلها.