أخبارصحيفة البعث

موسكو: لا يمكن لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لعب دور الوسيط في تسوية الأزمة الأوكرانية

موسكو – سانا:

أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لا يمكنها لعب دور الوسيط في عملية السلام في أوكرانيا لأن هذه الدول مشاركة في الصراع بين نظام كييف وروسيا.

ونقلت سبوتنيك عن الوزارة قولها في بيان: “الدول المشار إليها فرضت عقوبات غير قانونية على روسيا، وجمدت أصولها الخارجية، وطالبت بإنشاء محكمة لمعاقبة القيادة الروسية، فهي تبتز أصدقاءنا، وتمنعهم من التعاون مع روسيا، وهذه الدول تدعم مبادرات زيلينسكي للسلام الزائفة، وهي مطالب نهائية لاستسلام بلدنا، لذلك لا يمكنها لعب دور الوسيط المحايد لإطلاق عملية السلام”.

وتعليقاً على دعوة الرئيس السابق لمؤتمر ميونخ للأمن فولفغانغ إيشينغر إلى إنشاء مجموعة اتصال حول أوكرانيا من أجل إطلاق عملية سلام تضم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا قالت الوزارة: “رسمياً لا نعلم شيئاً عن هذه المبادرة… علمنا بها من الصحف فقط”.

من جهته، أكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف أن واشنطن مهووسة بفكرة إلحاق “هزيمة استراتيجية” بروسيا، وتتبع مختلف الوسائل لتحقيق هذه الغاية.

وقال أنطونوف تعليقاً على حزمة الإرساليات العسكرية الجديدة الموجهة لنظام كييف بقيمة 350 مليون دولار: “بهذه الخطوات تقوم الإدارة الأميركية فقط بدفع المتطرفين في كييف لارتكاب فظائع جديدة وتتسبب في توسيع جغرافيا الصراع الأوكراني، بهدف تلبية هوسها بإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا”.

وتابع أنطونوف: “مع كل دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية لكييف يشعر نظام فلاديمير زيلينسكي أكثر فأكثر أنه معصوم من المحاسبة، وبالتالي سيواصل قتل المدنيين في مناطق دونباس وزابوروجيه وخيرسون الروسية بسخرية محضة”.

وأضاف أنطونوف: إن الولايات المتحدة لا تفكر بأنها بهذه التصرفات تزيد من وقود الصراع وتتسبب باتساع رقعته، مبيناً أن سياستها هذه تهدد بتقويض الأمن في عموم أوروبا وبتصعيد خطر المواجهة المباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي “ناتو”، كما أن تغاضيها المتعمد عن انتهاكات وفساد “النخبة” في كييف يثير القلق، ولاسيما أن بعض هذه المعدات العسكرية الغربية قد تنتهي في السوق السوداء ومنها إلى التنظيمات الإرهابية وعصابات الإجرام، فمن سيتحمل المسؤولية حينها.

وطالب أنطونوف “القيادة الأميركية بالتوقف عن إذكاء الصراع في أوكرانيا والامتناع عن إطلاق تصريحات علنية بشأن ملاءمة أو عدم جدوى الدخول في مفاوضات ففي نهاية الأمر القرار في هذه المسألة لا يعود للأميركيين”.

إلى ذلك انتقدت السفارة الروسية في واشنطن المزاعم الواردة في التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية عن وضع حقوق الإنسان في العالم، وقالت في بيان: “نحن نرفض بشكل قاطع الاتهامات ضد بلدنا ونعتبرها مفبركة وغير واقعية، وندعو السلطات الأميركية إلى التوقف عن تسييس ملف حقوق الإنسان، واستخدامه ذريعة للتدخل في شؤوننا الداخلية وعمل السلطات الروسية المختصة”.

وندد البيان بالمحاولات الأميركية لتقييم “مستوى وفعالية الديمقراطية” بالمعايير الغربية، مضيفاً: إن روسيا تنتهج على الدوام المسار الديمقراطي، آخذة في الاعتبار تجربتها التاريخية وتقاليدها، وهي ترفض الإضرار أو فرض ضوابط على القيم الأسرية والتقاليد ولا تفرض وجهات نظرها الخاصة على الآخرين.

ووصفت السفارة التقرير بأنه “منحاز بشكل مطلق” وأن نشره في الذكرى العشرين للغزو الأميركي للعراق هو مثير للسخرية.