كورال غاردينيا يشارك بالصلاة لروح ضحايا الزلزال والأم الحزينة
ملده شويكاني
“إيماني ساطع يا بحر الليل، إيمان الشمس المدى الليل، ما بيتكسر إيماني”، ترنيمة إيماني ساطع للأخوين رحباني وفيروز، كانت بتدرجات أصوات فتيات كورال غاردينيا وفق تقنيات الغناء الكلاسيكي والفوكاليز بتقنية الأكابيلا دون مرافقة موسيقية، في افتتاحية أمسية الأم الحزينة، بقيادة المايسترو غادة حرب على مسرح الدراما في دار الأوبرا. وقد زادت أناقة أثوابهن السوداء ووردة الغاردينيا من حضورهن الجميل على المسرح، هذه الأمسية التي تزامنت مع عيد الأم وحملت معاني الصلاة والتسليم بقضاء الله، أهدتها المايسترو غادة حرب لراحة ضحايا الزلزال ولكلّ أم حزينة.
البيانو والكمان
وبمرافقة البيانو راما نصري الذي اتخذ دور اللحن الأول مع كمان أول نسرين حمدان وكمان ثان جورج طنوس غنى الكورال بطبقة سوبرانو أول وسوبرانو ثان وآلتو “ذا سنو” الثلج للمؤلف إدوارد إيلغار بمرافقة نغمات البيانو مع الكمان أول وثان بمرافقة الصوت المنخفض للآلتو، ثم تكرار مفردة “ذا سنو” إلى التصاعد الصوتي، وتميّزت الأغنية بفاصل موسيقي صغير للبيانو والكمانين لتأتي القفلة الجميلة بالامتدادات الصوتية للموسيقا والغناء “سنو”.
الغناء الإفرادي
وتابع كورال غاردينيا غناء العمل الكلاسيكي الشهير المبنيّ على معاني الرجاء والصلاة “الأم الحزينة” للمؤلف جيوفاني باتيستا بيرغوليزي باللغة اللاتينية، الذي شغل الحيّز الأكبر من الأمسية من خلال تتالي ثلاثة عشر مقطعاً بطبقة السوبرانو والآلتو بمرافقة البيانو واكتمال تشكيلة رباعي الوتريات مع الفيولا راما البرشة والتشيللو قره بيت أرسلانيان، فشكّل البيانو مع الوتريات نسيجَ لحن شفيف مع الفوكاليز، وتخلل العمل غناء مقاطع إفرادية بأداء تعبيري، فغنّت حنين الحلبي بطبقة السوبرانو مع التناغم اللحني، وتألقت سناء بركات بغناء ثلاثة مقاطع مختلفة باللحن الصوتي والموسيقي بطبقة الآلتو، فجاءت موسيقا المقطع الثاني مع تنغيمات صوتها أكثر حيوية، في حين تكرّر اللحن الموسيقي للوتريات والبيانو مع صوتها في المقطع الثالث، كما شاركت تيما حرب بطبقة السوبرانو بمرافقة البيانو بلحن هادئ ومن ثم بترنيمات صوتها مع تدرجات البيانو والكمانين. وينتهي العمل بالغناء الجماعي في المقطع الأخير الذي كان دعاء ومناجاة انتهت بترديد مفردة “آمين”.
صولو “أنا بيتك”
وعودة إلى الغناء العربي اختُتمت الأمسية بالموسيقا الجميلة لألحان الأخوين الرحابنة وفيروز لأغنية “شمس المساكين”، فأضفت جمالية على الأمسية بآهات الفوكاليز وتدرجات طبقات الصوت بالغناء الجماعي “لا تهملني، لا تنساني، يا شمس المساكين”، وقدمت هبة فاهمه صولو “بيتي أنا بيتك وما إلي حدا، من كتر ماحبيتك، وسع المدى” بصوتها الدافئ.
واجب الموسيقيين
وعقّبت المايسترو غادة حرب بأن الأيام الماضية كانت صعبة على الجميع، فمن واجبنا نحن الموسيقيين أن نقدّم من موقع عملنا هذه الأعمال لمساندة المنكوبين والتخفيف من آلامهم، متمنين أن تحمل الأيام القادمة السلام للجميع.
وزّعت أعمال الأخوين رحباني سفانا بقلة، ومن المعروف أن كورال غاردينيا الذي أسّسته المايسترو غادة حرب منذ عام 2016 قدّم الكثير من الأمسيات المتنوعة بألوان الغناء العربي والعالمي وفق الأسس الأكاديمية.