مناخ منعش..!!
غسان فطوم
لا شكّ أن كارثة الزلزال، التي ضربت البلاد في السادس من شباط الماضي، كان لها الكثير من الآثار السلبية التي أربكت، بل “خربطت”، كلّ الخطط والحسابات والنوايا في تحسين الواقع على مختلف الصعد، فالشارع السوري كان أمله كبيراً بإحداث تغييرات في مختلف المفاصل تقوّي الأمل بتحسين الأوضاع، وخاصة ما يتعلق بالخروج من شرنقة الأداء النمطي المترهل في العديد من المؤسّسات العامة على اختلاف مستوياتها ومسمياتها، والتي كان يعلو صوتها وينكمش فعلها، وتحديداً في القضايا ذات العلاقة المباشرة بتأمين احتياجات ومتطلبات المواطنين، والحجة دائماً كانت تعلق على شماعة صعوبة تأمين الموارد التي تنعش خزينة الدولة وتساهم في تحسين الوضع المعيشي المتردي والمثقل بموجة غلاء طاحنة!.
السؤال هنا: ماذا عن فشل استثمار وإدارة الموارد البشرية المؤهلة والمدرّبة والتي هي الأهم في تحقيق ما نصبو إليه في تنمية وتحسين الواقع الحالي بكل جوانبه؟
اليوم، ومع المتغيرات الحاصلة في المنطقة، بدأ الأمل يكبر بتغيير وتحسين الأحوال نحو الأفضل، وتتويج صبر ومعاناة 12 عاماً من الحرب من خلال إمكانية النهوض والعودة ولو ببطء، فالمهمّ البدء في التغيير الذي هو الثابت الوحيد في الحياة وسنّتها.
وعليه، وضمن هذا المناخ “المنعش”، بدأ الشارع الذي له ملاحظات كثيرة على إدارة الملف الاقتصادي والخدمي، يتفاءل لجهة معالجة الخلل الحاصل وإصلاحه إدارياً ومالياً بعد أن غرقنا في مستنقع التضخم، آملاً بحلول موفقة تؤمّن الخروج من الأزمات المتلاحقة التي أنهكتنا!
بالمختصر.. باتت الأفق واضحا إلى حد كبير، وتحتاج لخطط علاجية عاجلة والتعامل بجدية مع كلّ القضايا، ونحتاج لمن يملكون الإدارة الرشيقة الناجحة والإرادة القوية، ونحتاج لكلّ جهد وطني مخلص ورفع شعار الإصلاح العملي على كل المستويات، بما يلبي ويحقق طموح كلّ مواطن صمد في هذا البلد رغم كلّ التحديات والصعوبات، ونحتاج للخروج من قوقعة التفكير التقليدي النمطي إلى التفكير الإبداعي ووضع حدّ لكل آفات الفساد التي تضرب هنا وهناك، وتحجب عنّا نور الأمل بغدٍ أفضل طال انتظاره.