الصين وإيران تطالبان برفع العقوبات عن سورية وتدينان العدوان الإسرائيلي على مطار حلب
نيويورك – سانا:
جدّدت الصين مطالبتها برفع جميع العقوبات الغربية غير القانونية المفروضة على سورية دون قيد أو شرط، مشيرةً إلى أن التعليق المؤقت لجزء منها لا يعالج الأضرار طويلة الأمد التي تسببها.
ونقلت وكالة “شينخوا” عن قنغ شوانغ نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة قوله في جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سورية أمس: إن الدول الغربية أعلنت تعليقاً مؤقتاً لجزء من العقوبات بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سورية الشهر الماضي، لكن هذه الإجراءات المؤقتة لا يمكن أن تغطي الضرر الممنهج الذي تسببه العقوبات طويلة المدى، وبالتالي على الدول المعنية رفع كل العقوبات غير القانونية أحادية الجانب عن سورية على الفور دون أي قيود أو شروط، ووقف التفاقم الحاصل بعد هذه الكارثة الإنسانية.
وحول العدوان الاسرائيلي على مطار حلب الدولي فجر الأربعاء الماضي، أعرب نائب المندوب الصيني عن قلق بلاده العميق جراء هذه الاعتداءات، وشدّد على وجوب عدم تكرارها ووجوب احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها، لافتاً إلى أن هذا المطار يعتبر بنية تحتية مدنية مهمة، ومحوراً رئيسياً لنقل الإمدادات الإنسانية ويجب ضمان التشغيل الآمن له.
كذلك جدّد قنغ دعوة بلاده للقوات الأجنبية المتواجدة بطريقة غير شرعية إلى إنهاء وجودها العسكري غير القانوني في سورية ووقف نهب ثرواتها الطبيعية.
ودعا نائب المندوب الصيني المجتمع الدولي إلى دعم مكافحة الإرهاب في سورية دون أي تهاون، وعدم السماح بأي محاولة لاستغلال الإرهابيين لأغراض فردية لأنها لن تعود إلا بنتائج عكسية.
وأعرب قنغ عن دعم الصين لاستئناف اجتماعات لجنة مناقشة الدستور في أقرب وقت ممكن في عملية تقودها سورية، وعن ترحيب بكين بالتطورات السياسية والتقارب بين سورية ودول المنطقة.
من جهتها، جددت إيران مطالبتها المجتمع الدولي بالعمل على رفع العقوبات غير الإنسانية أحادية الجانب المفروضة على سورية، ولا سيما لمواجهة الأزمة الإنسانية الحالية الناشئة عن تداعيات الزلزال الذي تعرضت له البلاد في شباط الماضي.
وقالت سفيرة ومساعدة ممثلية جمهورية إيران لدى منظمة الأمم المتحدة زهراء إرشادي في كلمة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول سورية: إن هذه الإجراءات القسرية غير القانونية جعلت وصول الشعب السوري إلى الاحتياجات الأساسية أمراً صعباً للغاية، وهي تعيق قدرة الحكومة السورية على تحسين الظروف.
وأوضحت ارشادي أن الأوضاع الإنسانية في سورية متردية، ولا سيما بعد الزلزال المدمر الأخير، مضيفًة: إنه رغم جهود المنظمة الدولية والوكالات الإنسانية لتقديم المساعدة والدعم للمتضررين فإن تقرير الأمم المتحدة الأخير يظهر أن نقص الموارد المالية مستمر، وهذا يحتاج إلى اهتمام عاجل، داعيةً المجتمع الدولي والمانحين إلى مواصلة دعم الجهود الإنسانية في سورية.
وأعربت إرشادي عن تقدير إيران للجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة السورية لمساعدة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء البلاد، مضيفةً: إن طهران تصر على تنفيذ القرار 2672 بالكامل من خلال التركيز على مشاريع الإنعاش المبكرة والأولية التي تعتبر حيوية لإعادة بناء البنية التحتية لسورية.
وشددت المسؤولة الإيرانية على وجوب أن يتم تقديم المساعدات الإنسانية بشكل حيادي، ودون تسييس أو أي شروط أخرى، وذلك لضمان حصول الفئات الأكثر ضعفاً على المساعدة التي يحتاجونها، وعلى المجتمع الدولي التركيز على رفع العقوبات أحادية الجانب من أجل حل الأزمة الإنسانية الحالية بشكل أكثر فاعلية.
وتابعت ارشادي: إن إيران كدولةٍ صديقة لسورية تتضامن مع الشعب السوري في هذه الأيام الصعبة، وهي ملتزمة بتقديم الدعم والمساعدة اللذين يحتاجهما للتغلب على هذا الوضع الصعب.
وحول العدوان الإسرائيلي على مطار حلب الدولي أكدت ارشادي أنه يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الإنسانية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، مشدّدةً على أن القانون الدولي يحظر استهداف البنى التحتية المدنية الحيوية، لكن الكيان الإسرائيلي يواصل اعتداءاته وهجماته الإرهابية ضد سورية، مستهدفاً بشكل متعمد ومنهجي البنى التحتية فيها.
وشددت إرشادي على أن بلادها تدين هذه الجرائم الشنيعة التي تنتهك القانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتشكل تهديداً خطيراً للسلام والاستقرار في المنطقة.
ودعت الدبلوماسية الإيرانية المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الهجمات والجرائم ومحاسبة الكيان الإسرائيلي عليها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع المزيد من التعدي على سيادة وسلامة الأراضي السورية.
إلى ذلك أكدت ارشادي أن وجود قوات عسكرية أجنبية غير شرعية في سورية هو انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية والمصدر الرئيسي لانعدام الأمن في هذا البلد ويجب إنهاؤه.
وأعربت عن ترحيب إيران بالاتصالات الدبلوماسية الأخيرة بين سورية والشركاء الإقليميين والدوليين، مضيفةً: إن تحسين العلاقات الدبلوماسية السورية في المنطقة وخارجها أمر بالغ الأهمية لضمان أمن سورية واستقرارها وازدهارها.