أجواء رمضانية…
وائل علي
رغم ظروف الحياة المعيشية التي تزداد سوءا وتفاقما، تبث أجواء شهر رمضان الهدوء والسكينة والسعادة التي يمكن أن تقرأها وتلحظها في النفوس وعلى الوجوه والأحاديث المتداولة، خاصة بما يرافقها من طقوس وأجواء احتفالية تغلف أيام وليالي الشهر المبارك، وما تحمله من مبادرات مجتمعية وإنسانية نبيلة على الصعد الرسمية والفردية والأهلية، حيث يتسابق أهل الخير لتقديم الدعم للمحتاجين ومؤازرتهم ومساندتهم بطرق وأشكال شتى تعطي لمجتمعنا هذا التمايز الفريد والأداء المنسجم مع عادات وتقاليد متوارثة يتناقلها الصغار عن الكبار بحرص واندفاع ومحبة وتفاخر بأنهم ماضون وسائرون على تلك الخطى والفضائل.
ومع تلك الأدبيات التي يشيعها شهر الخير والرحمة، فإن الرجاء والأمل يظل معقودا أن يطال مفعولها الأسواق التي غردت وحدها خارج السرب فأتت وقائعها عكس التيار لتسجل السلع والبضائع قفزات مفاجئة وغير مبررة استبقت الشهر الكريم ولا تستقيم ولا تنسجم معه…!؟
ما معنى ذلك!؟
بتقديرنا أن الأمر يصب في سياق انفلات الأسواق التي وحدها تقرر السعر الذي تريد، طالما أن الحسيب والرقيب ترك لها العنان وأطلقه بانتظار أن تعم ثقافة الشكوى التي لا تأتي، ولن تأتي في ظل ظروف حياتية غير طبيعية يعيشها المستهلك تجعله أبعد ما يكون عن تلك “الثقافة”، متناسين الواجبات التي يفترض أن نكون انتهينا من إنجازها أيام الاسترخاء التي سبقت الحرب كالفوترة الالكترونية وأتمتة الأسعار وغيرها..!!
لكن أن تترك الأسواق تسرح وتمرح على هواها وعلى هذه الشاكلة فهو أمر يبدو غير منطقي وغير مقبول ويحتاج للتدخل والمعالجة..!؟
إننا نعتقد أن الجهات ذات العلاقة بضبط حركة الأسواق – وهي كثيرة – مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتحرك من تلقاء ذاتها بغض النظر عن الشكوى مستفيدة مما تملكه من قوانين وسلطات وصلاحيات وأدوات وأذرع ووسائل لإخضاع الأسواق لتكون تحت سقف سيطرة القانون، لا أكثر ولا أقل، كي لا نسمح لحفنة من ضعاف النفوس أن يسرقوا منا وينغصوا علينا متعة شهر الصوم والتنعم بروحانياته وأوقاته ولياليه الطيبة..
AlFENEK1961@YAHOO.COM