أخبارصحيفة البعث

مسؤولون غربيون: الغزو الأمريكي للعراق جريمة إرهابية سافرة

أوتاوا – سانا:

“عمل إرهابي وجريمة كبرى”.. صفات أطلقها خبراء أمميون ومسؤولون عسكريون غربيون على الغزو الأمريكي للعراق، مؤكدين أن الولايات المتحدة من خلال حربها تلك عام 2003 ضربت عرض الحائط جميع الأعراف والقوانين الدولية.

مسؤولون أمميون وآخرون عسكريون بمن فيهم دينيس هاليدي منسق الأمم المتحدة السابق للشؤون الإنسانية في العراق الذي استقال عام 1998 بعد 34 عاماً من العمل مع المنظمة الدولية عقب رفض مجلس الأمن رفع الإجراءات القسرية عن العراق وغيره، مثل مفتش الأسلحة الأمريكي السابق في العراق سكوت ريتر والخبيرة الأمريكية في الشؤون القانونية مارجوري كون أكدوا في سياق مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرتش” الكندي أن غزو العراق كان عملاً عسكرياً عشوائياً وجريمة إرهابية فاضحة تظهر مدى استهزاء الولايات المتحدة وشريكتها بريطانيا بالقانون الدولي.

المسؤولون أشاروا إلى أن هذا الغزو استند إلى سلسلة من الأكاذيب والتلاعب الإعلامي، وكانت النتيجة قضاء مئات ألوف الأبرياء وتشويه آلاف آخرين بسبب المواد المحرمة دوليا التي استخدمتها القوات الأمريكية ضد المدنيين العزل والأطفال.

المسؤولون أقروا بأن القوات الأمريكية والبريطانية استخدمت كل أشكال التعذيب في جرائمها ضد العراقيين وضربتهم بقنابل عنقودية، وقصفت بقذائف من اليورانيوم المنضب مدن العمارة وبغداد والبصرة والفلوجة وكربلاء لدرجة أصبح فيها الوضع الإشعاعي في مدينة الفلوجة أسوأ مما كان عليه في هيروشيما وناغازاكي في اليابان.

هاليدي بدوره أوضح أن الحرب الأمريكية على العراق لم تبدأ عام 2003 بل من أعوام كثيرة سبقت هذا التاريخ بمخطط محبوك ومعد له مسبقاً، مبيناً أن العراق قبل الغزو الأمريكي كان بلدا غنيا ذا اقتصاد ونفوذ قويين، وهذا أمر لا يمكن للولايات المتحدة وبريطانيا أن تتحمله.

هاليدي أشار إلى تواطؤ مجلس الأمن الدولي مع واشنطن وانصياعه لأوامرها وخدمته لأغراض ومخططات القوى الكبرى، موضحاً أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ونائبه ديك تشيني أعلنا الحرب اللاشرعية على العراق بالاستناد إلى معلومات كاذبة، وحققا أرباحاً طائلة من ذلك.

سكوت ريتر مفتش الأسلحة الأمريكي السابق في العراق أكد من جانبه أن بعثة المفتشين التي شارك فيها لم تعثر على أي مخازن أو مصانع يمكنها تطوير أو تصنيع أسلحة دمار شامل، كما زعمت إدارة بوش لتبرير هجومها العدواني.

ريتر أوضح أن واشنطن لم يكن لديها أصلا نية الالتزام بالقوانين الدولية أو السماح لمفتشي الأسلحة بالقيام بعملهم في العراق بل لجأت إلى الأكاذيب المبنية على معلومات استخباراتية ملفقة لاستكمال خطة احتلالها العراق.

مارجوري كون خبيرة الشؤون القانونية في أمريكا لفتت إلى أن إدارة بوش صعدت الخطاب العدائي ضد العراق قبيل الغزو متخذة ذرائع عدة، ولفقت الأكاذيب أمام مجلس الأمن، وكان الإعلام الأمريكي المضلل شريكاً ومدافعاً عن هذه التلفيقات الباطلة.

كون تحدثت أيضا عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها القوات الأمريكية بحق العراقيين بما فيها مجزرتا مدينة الفلوجة التي قصفها الأمريكيون باليورانيوم المنضب، واستخدام أسلحة محرمة دوليا، ما أدى إلى مقتل آلاف العراقيين وإلحاق أضرار بالنظام الصحي، وتسبب بظهور العديد من الولادات المشوهة، وارتفاع حالات الإصابة بالسرطان التي لم تكن مألوفة في العراق قبل عام 2003.

كما أعادت كون إلى الأذهان الجرائم التي ارتكبها الأمريكيون من اعتقالات تعسفية وزج في السجون، وما حدث في سجني أبو غريب وبوكا من عمليات تعذيب بحق السجناء.

الجندي الأمريكي السابق جوشوا كي الذي شارك في المرحلة الأولى من الغزو الأمريكي للعراق تحدث عن الجرائم الشنيعة التي شهد على ارتكابها من قبل القوات الأمريكية، مؤكدا أن زملاءه من الجنود الأمريكيين الذين ارتكبوا هذه الجرائم بحق العراقيين كانوا “هم الإرهابيون والمحتلون” بنظره، وهذا ما دفعه إلى ترك الخدمة في الجيش الأمريكي وهربه مع عائلته إلى كندا.

الجندي الأمريكي السابق أيضا مايك برسنر أكد أن الغزو الأمريكي اللاشرعي للعراق خلف آثارا مدمرة ليس فقط على العراق، بل على بلدان المنطقة برمتها، وأدى إلى ظهور تنظيمات إرهابية مثل “داعش”، وكان كارثيا على كل الصعد، مشيرا إلى دور وسائل الإعلام المتواطئة مع إدارة بوش وحملات التضليل التي ساقتها لتبرير الغزو، والتغطية على الجرائم الأمريكية.