إعلام إسرائيلي: تجميد العمل بـ”التعديلات القضائية”متأخر وضرره محقق

الأرض المحتلة – تقارير:

اعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن قرار رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تجميد العمل بـ “التعديلات القضائية”، جاء متأخراً جداً وأن الضرر الناجم عنه قد وقع فعلاً على كيان الاحتلال و”جيشه” واقتصاده، وأن “الأوان فات لتصديق نتنياهو، فهو يريد تخدير الاحتجاج فحسب”.

وقالت صحيفة “هآرتس” إنّ نتنياهو “خضع للاحتجاجات، لكنّه لم يتخلَّ عن عادته في التحريض والتقسيم”، مشيرةً إلى أنّ تأجيل التشريع هو “انتصارٌ مدوٍّ للاحتجاج، وسيسمح بفحص مدى صدق نيات نتنياهو الذي بدا أمس مهزوماً مستنزفاً”، وأنّ “المتظاهرين نجحوا في جعله يجثو على ركبتيه، ومن أنزله إلى الأرض كان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي عيّنه بنفسه”.

وقال محلل الشؤون العسكرية في “هآرتس” عاموس هرئِيل “فات الأوان على تصديق نتنياهو، فهو يريد تخدير الاحتجاج فحسب”، مؤكداً أنّ “عالم نتنياهو هو عالم أزمات لا تنتهي، بل تتغير صورتها، فيما لا يمنعه شيء من استكمال هجوم التشريع في الدورة الصيفية للكنيست”، مشيراً إلى أنّ “رئيس الحكومة ينتظر فقط اللحظة المناسبة”.

وأضاف: “بعد ما يقارب 3 أشهر على الأزمة، يمكن رؤية إعلان نتنياهو ظاهرياً علامةً على رفعٍ مؤقت لعلمٍ أبيض في قضية التشريع القضائي واستجابةً لبعض مطالب الاحتجاج، لكنّ هناك تحفظّين في هذا الخصوص: التحفظ الأول، حسب هرئِيل، هو أنّ “التوقف عن التشريع القضائي يأتي متأخراً جداً، أي بعد وقوع ضرر لا يُقدّر على إسرائيل والجيش والاقتصاد”، والثاني هو أنّ “من الصعب أكثر من أي وقتٍ مضى تصديق وعود نتنياهو، مثلما ثبُت مراراً وتكراراً مؤخراً، ففي الواقع هناك سبب وجيه للاشتباه في أنّ نتنياهو يحاول فقط تخدير الاحتجاج والمعارضة وتمييع المعارضة للتشريع في انتظار اللحظة المناسبة المقبلة”.

وفي السياق نفسه، ردّ رئيس حزب ما يسمى “إسرائيل بيتنا” ووزير الأمن الأسبق أفيغدور ليبرمان على تصريح نتنياهو بشأن تأجيل التشريع القضائي، قائلاً: إنّ “الوقوع في فخ نتنياهو والسماح له بتذويب الاحتجاج ممنوعان”.

وأضاف ليبرمان متسائلاً: “هل تعتقدون أنّ نتنياهو  في ليلة واحدة تبدل ووضع اعتباراته الشخصية جانباً؟”.

بدورها تناولت صحيفة “إسرائيل هيوم” مسألة الاحتجاجات ضدّ حكومة نتنياهو والتشريع القضائي، قائلةً إنّ “منظمات الاحتجاج تستعد للمرحلة التالية بعد تجميد التشريع”، مضيفةً أنه “رغم كلمة نتنياهو التي أعلن فيها تعليق الخطة القضائية، فإنّ فعاليات احتجاج محلية يُتوقع أن تُقام طوال اليوم الثلاثاء، فيما يُتوقع استمرار التظاهرات في أنحاء إسرائيل يوم السبت”.

وصدر أمس عن “هيئة نضال موظفي الهايتك” بيان جاء فيه: “لن نتوقف، ولن نوقف الاحتجاج إلى أن يتم إلغاء (التشريع) كلياً، ويبدأ حوار صريح ومفتوح”.