كاتب أمريكي: الولايات المتحدة تبقي على قواتها في سورية لتحقيق هيمنتها
واشنطن – سانا:
أكد الكاتب الأمريكي جون رينولدز أن الأسباب الحقيقية وراء إبقاء الولايات المتحدة لقوات احتلالها غير الشرعية في سورية لا تتعلق أبداً بأكذوبة مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي كما تزعم واشنطن، ولا تتصل بحرص الأخيرة المزعوم على الأمن والحريات، وإنما ترجع بشكل مباشر إلى النزعة الأمريكية بالهيمنة العالمية والخطط الاستعمارية الكبرى والسيطرة على الثروات.
وأوضح رينولدز في مقال نشره موقع آنتي وور الأمريكي أن الولايات المتحدة وبعد عقد كامل من الزمن ما زالت تتخذ تنظيم داعش الإرهابي ومكافحتها المزعومة له ذريعة مضللة لتبرير وجودها العسكري اللا شرعي على الأراضي السورية لتناقض بذلك تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين بمن فيهم رؤساء البيت الأبيض حول القضاء على التنظيم المذكور والتخلص منه ومن فلوله.
وتحدث رينولدز عن مراحل إرسال الولايات المتحدة قوات احتلالها إلى سورية ابتداء من ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الذي نقض وعوده بشأن عدم انخراط واشنطن عسكريا في سورية ليعلن نهاية عام 2015 نشر 50 جندياً أمريكياً بحجة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي ليزداد العدد سريعاً إلى 250 جندياً، ويصل في تشرين الأول عام 2017 إلى 4 آلاف جندي حسب مزاعم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون.
ولفت رينولدز إلى أن هذا العدد تناقص فيما بعد إلى ألفي جندي، ويقف الآن عند 900 حسب معظم الروايات الأمريكية لكن الحقيقة تبقى واحدة على اختلاف العدد وهي أن القوات الأمريكية تحتل أجزاء من الأراضي السورية لأكثر من عقد.
رينولدز أوضح أن دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق أعلن في آذار عام 2019 أن تنظيم داعش الإرهابي انتهى، وتم القضاء عليه لتروج الإدارة الأمريكية سريعاً لعملية السيطرة على حقول النفط السورية ما يعني أنه حتى لو تم القضاء على تنظيم داعش فإن الولايات المتحدة ستواصل احتلالها لأجزاء من سورية بحجة منع عودة الإرهابيين، وهي ذريعة بائدة استخدمتها الولايات المتحدة سابقاً لاحتلال العراق وأفغانستان.
ورغم ما قطعه من وعود كاذبة لسحب القوات الأمريكية إلا أن ترامب تجاهل ما قاله وفقاً لرينولدز في أواخر 2019 وأمر بإرسال مئات من القوات الإضافية والعربات المدرعة للسيطرة على حقول النفط في دير الزور، وقد اعترف ترامب بنية إدارته نهب حقول النفط السورية بشكل علني.
وأشار رينولدز إلى أن الولايات المتحدة مستمرة في نهب وسرقة النفط السوري حتى اللحظة، وأنشأت شركة النفط دلتا كريسنت لهذا الغرض خصيصاً لتشرع القوى الغربية بعد ذلك بالتخطيط لتوسيع عمليات النهب واختيار شركات أخرى لهذه العملية، مبيناً أن التقارير الإعلامية تظهر القوافل الأمريكية، وهي تنقل النفط السوري المسروق.
وأوضح رينولدز أن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الولايات المتحدة تستمر في احتلال أجزاء من الأراضي السورية هو بكل بساطة السياسة الخارجية العدائية التي تتبعها واشنطن منذ سنوات طويلة تجاه سورية، وتدخلها في دول أخرى ومحاولاتها تغيير الأنظمة فيها لتنفيذ أجنداتها ومصالحها الخاصة، وهذا ما دفعها إلى تمويل وتدريب الجماعات الإرهابية المسلحة بموجب برنامج سري تقوده وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه.
وأعاد رينولدز إلى الأذهان تصريحات قائد قوات حلف شمال الأطلسي ناتو السابق في أوروبا ويسلي كلارك التي كشف فيها مخططاً عسكرياً أمريكياً منذ عام 2001، لشن هجوم على العراق ومن بعده سورية ولبنان وليبيا والسودان وإيران.
وجدد رينولدز التأكيد على أن الأهداف الرئيسية وراء التدخل الأمريكي في سورية وإبقاء قوات الاحتلال الأمريكية على أراضيها لها كل العلاقة بخطط الولايات المتحدة الاستعمارية المبنية على الهيمنة ونهب مقدرات وثروات الدول الأخرى، كما أنها تتصل بشكل مباشر بمبيعات وأرباح شركات الأسلحة الأمريكية، إضافة إلى محاولات استنفاد موارد الدول الداعمة لسورية مثل إيران وروسيا بهدف توسيع النفوذ الأمريكي.