أكثر من مليوني مستفيد من المشاريع المائية في ريفي حلب
حلب- معن الغادري
لم تمنع الظروف الصعبة وقلة الإمكانيات الفنية والتقنية، وضعف الكوادر البشرية، وما أحدثه أخيراً الزلزال من أضرار جسيمة، القطاع الإنشائي من الحضور وبقوة في المشهد التنموي والخدمي، إذ ترك بصمة واضحة في مجمل المهام التي أنيطت به، فكانت استجابته سريعة لكلّ الحالات الطارئة، ونجح إلى حدّ بعيد في التقليل من الخسائر وتسريع عملية التعافي من مخلفات وتداعيات الزلزال.
وبالنظر إلى مجموعة المشاريع الحيوية والاستراتيجية الممتدة على مساحة واسعة من المدينة والريف في حلب، ومنها ما أنجز ووضع في الخدمة والاستثمار، ومنها ما زال قيد الإنجاز، نجد أن الأكثر حضوراً وتأثيراً في ميادين العمل هم مهندسو وفنيو وعمال الشركات الإنشائية، وتحديداً فرع الإنشاءات العسكرية بحلب، وتجلّى ذلك من خلال تنفيذ حزمة من المشاريع الحيوية وبمدد زمنية قياسية ووفق أفضل مواصفات الجودة، هذه المشاريع بتنوعها بدءاً بمشاريع الري في الريفين الشرقي والجنوبي، ومروراً بأعمال ترميم الجامع الكبير، وليس انتهاءً بالمشاريع الخدمية المتنوعة داخل المدينة وفي ريفها، منها أعمال إزالة الأنقاض وترميم الأضرار، وتنفيذ كافة مشاريع مجلس المدينة الخدمية بما يتعلق بالمخطط التنظيمي والعشوائيات وأعمال الإنارة وتزفييت الشوارع، وغيرها من الأعمال والتي أسهمت وبصورة واضحة وجلية في دفع عجلة التنمية والنهوض، وأدخلت المحافظة في سباق جديد نحو تحقيق المزيد من الإنجازات. والمتتبع لخريطة العمل الإنشائي وامتدادها عمودياً وأفقياً، يجد أنه وعلى الرغم من كلّ ظروف القطاع الإنشائي، لجهة قلة الإمكانات وقدم تقنياته وآلياته نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض على سورية من قبل دول الشر والعدوان، نجح في الوصول إلى أبعد نقطة في ريف المحافظة.
وهنا نشير إلى المشاريع المائية التنموية والاستراتيجية المنفذة والجاري تنفيذها، ضمن خطط واستراتيجية عمل المؤسسة العامة للري واستصلاح الأراضي، بالنظر لأهميتها في تدعيم ركائز النهوض الزراعي، والحفاظ على الزراعات الاستراتيجية والأمن الغذائي.
ويعتبر المهندس خليل عسكر أن تسارع خطوات تنفيذ مشاريع الري واستصلاح الأراضي، أسهم بشكل واضح في استقرار القطاع الزراعي، لجهة تأمين مستلزماته، وخاصة ما يتعلق بمشاريع الري المنجزة والتي ما زالت قيد الإنجاز، مشيراً إلى أن المشاريع أعادت إحياء الحياة في الريفين الشرقي والجنوبي، حيث يستفيد من هذه المشاريع بشكل مباشر نحو 700 ألف فلاح مع أسرهم، في حين يستفيد بشكل غير مباشر من هذه المشاريع التنموية والإستراتيجية ما يزيد عن مليوني مواطن يعيشون في هذه المناطق.
ويضيف المهندس خليل: لقد تم إنجاز عدة مشاريع منذ عامين وحتى الآن وذلك بالتعاون مع الشركات الإنشائية الوطنية، منها الإنشاءات العسكرية في فرع حلب والإسكان العسكري والشركة العامة للإنشاءات المائية.
يُشار إلى أن المشاريع التي وضعت في الخدمة هي مشروع مسكنة شرق بمساحة 17800 هكتار منها 7500 هكتار ضمن نطاق محافظة الرقة في منطقة دبسي عفنان، ومشروع منشأة الأسد جنوب وغرب مسكنة بمساحة 16 ألف هكتار، ومشروع غرب مسكنة والممتد من شمال منطقة المهدوم إلى جنوب وغرب السفيرة بمساحة 34200 هكتار، كما تمّ تجهيز سهول حلب الجنوبية واستصلاح نحو 3 آلاف هكتار، وحالياً يتمّ العمل على تجهيز المرحلة الثانية بمساحة 2500 هكتار، وكامل هذه المساحات مخصّصة لري الزراعات الإستراتيجية وفي مقدمتها القمح، بالإضافة إلى المحاصيل الشتوية والصيفية. ونوه خليل بالدعم المالي من قبل اتحاد الفلاحين في سورية، إذ قدم مبلغ 500 مليون ليرة، لإنجاز واستكمال المشاريع المائية، وذلك ضمن الجهود التشاركية المبذولة لدعم القطاع الزراعي.