بوليانسكي: ضغوط غربية على أعضاء مجلس الأمن حول (السيل الشمالي)
نيويورك – برلين – سانا
كشف ديمتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا بالأمم المتحدة أن الغرب ضغط بشكل شديد على أعضاء مجلس الأمن الدولي، خلال التصويت في المجلس على مشروع قرار روسي حول تفجيرات أنابيب غاز السيل الشمالي.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بوليانسكي قوله في تصريح: “أعتقد أن الأعضاء الآخرين غير الغربيين الذين امتنعوا عن التصويت، خافوا من الإعراب عن دعمهم لنا علناً، كالعادة كان هناك ضغط قوي من جانب الدول الغربية على الأعضاء الآخرين، لقد أوضح الغرب بشكل قاطع أنه لا يرغب بتصويت يدعم الموقف الروسي”.
وأضاف بوليانسكي: “إنه ورغم عدم تمرير القرار الروسي إلا أننا راضون عن التصويت، حيث لم تتجرأ الولايات المتحدة وتوابعها رغم هيمنتهم على المجلس على التصويت ضد الوثيقة، وفي الوقت نفسه نال مشروع القرار دعم الصين والبرازيل، ودعت الدول الأعضاء غير الغربية الدنماركيين والسويديين والألمان إلى أن يكونوا أكثر شفافية، وشدّدت على ضرورة إطلاع مجلس الأمن على نتائج تحقيقاتهم”.
وأوضح بوليانسكي أن الاجتماع تحوّل لمصلحة مطالبنا وليس لمصلحة الموقف الغربي، حيث فقد الوفد الأمريكي أعصابه، وحاول ممثله أن يجد في نص مشروع القرار نقاطاً لم تكن موجودة فيه أصلاً، وخلال الاجتماع استفسرنا من المندوب الأمريكي نفسه كيف يجب أن نفسّر اعتراف الرئيس جو بايدن قبل بضعة أشهر من التفجير بأن خط السيل الشمالي سيتم تدميره، لكن المندوب فضّل التزام الصمت المطبق.
وشدّد الدبلوماسي الروسي على أن العديد من أعضاء مجلس الأمن الدولي ينتظرون من الدنمارك وألمانيا والسويد التحقيق بشكل عاجل وشفاف في التفجيرات التي استهدفت خطوط السيل الشمالي، كما أنه سيتوجب على هذه الدول بشكل أو بآخر كشف نتائج تحقيقاتها حول التفجيرات أمام مجلس الأمن الدولي.
ولم ينل مشروع قرار روسي يدعو إلى إنشاء لجنة دولية تحت رعاية الأمم المتحدة للتحقيق في تخريب خطوط السيل الشمالي وقدّم للتصويت الليلة الماضية في مجلس الأمن الدولي الأصوات المطلوبة لإقراره، حيث صوّتت لمصلحته روسيا والصين والبرازيل وامتنع باقي أعضاء المجلس عن التصويت.
وشاركت في صياغة مشروع القرار الروسي المذكور الصين وبيلاروس وكوريا الديمقراطية وسورية وأريتريا ونيكاراغوا وفنزويلا.
من جهته، أكّد نائب المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ أن الدول التي تعرقل موافقة مجلس الأمن الدولي على إجراء تحقيق دولي في تفجير أنابيب غاز السيل الشمالي “تثير شكوكاً بأن لديها ما تخفيه بهذا الشأن”.
ونقلت نوفوستي عن شوانغ قوله في تصريح عقب اجتماع مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية: “إن بعض الدول تحدّثت عن أن الاتهامات غير المبرّرة تحدّد نتائج التحقيقات مسبقاً بالعكس يعدّ التحقيق الأممي أمثل طريقة لمعرفة حقيقة ما حدث”، معرباً عن الأمل في إجراء هذا التحقيق وتقديم نتائجه في أقرب وقت ممكن.
وأشار شوانغ إلى أن مجلس الأمن الدولي يتحمّل مسؤولية مواصلة التعامل مع هذا الحادث، مشدّداً على أن “أكثر من ستة أشهر مرّت على التفجيرات، ومن الضروري القيام بهذه الإجراءات التحقيقية في أسرع وقت ممكن، وإلا سيكون جمع الأدلة والحصول على نتائج موثوقة للتحقيقات أكثر صعوبة”.
وفي سياقٍ متصل، اعتبر عضو البرلمان الألماني عن حزب البديل من أجل ألمانيا ستيفن كوتر أن رفض الغرب إجراء تحقيق أممي حول حادثة تفجير السيل الشمالي محاولة منه لطمس تورط واشنطن بالعملية.
وقال كوتر: “إن قرار الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن حول مشروع روسي يتعلق بتفجيرات السيل الشمالي يظهر أن الدول الغربية تنطلق من أن الولايات المتحدة هي بالذات من دمر خط الأنابيب، ولو كان الأمر يثبت تورط روسيا لكانت تلك الدول وافقت على المشروع فوراً”، مضيفاً: “لقد أثبتت تحقيقات منذ فترة بعيدة تورط وضلوع الولايات المتحدة في التفجيرات، لكن روسيا بصفتها الطرف المتضرر ترغب إعلان ذلك على الملأ، وهو ما لا يريد الغرب السماح به”.
ولم يقرّ مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أعدّته روسيا والصين لإطلاق تحقيق دولي في تفجير “السيل الشمالي”، بسبب امتناع أغلبية الدول عن التصويت لمصلحته.