الولايات المتحدة تتشبث بوهم السيطرة على أفريقيا
تقرير إخباري:
تعد جولة كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي الأخيرة في كل من غانا التي حصلت على مساعدة مالية أمريكية قدرها 1,3 مليار دولار، وزامبيا، وتنزانيا، الخامسة لمسؤول أمريكي كبير إلى القارة السمراء، بُعيد قمة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع زعماء أفريقيا التي عقدت في بداية العام، والتي تأتي في سياق الترويج لسياسات جديدة والسعي نحو تعاون اقتصادي، وتكثيف الخطوات الدبلوماسية في القارة في ظل القلق والخوف الأطلسي من تنامي الدور الصيني وتسارع الدخول الروسي إلى القارة التي تشكل اليوم مستقبل العالم، بنظر الاستراتيجية الأمريكية، بعد أن كانت مهمشة لديها وتعتبرها خالصة لاستثمارات الدول الأوروبية التي نهبت ما نهبته وعاثت فساداً في القارة إلى أن تم دحرها منها بشكل شبه تام.
ويسعى بايدن للتغلغل في هذه القارة لنهب ثرواتها، وللسيطرة عليها سياسياً على اعتبار أن أفريقيا تشكل ركناً أساسياً في تشكيل العالم متعدد الأقطاب وكسر القطبية الواحدة، إضافةً إلى الاستفادة منها كورقة انتخابية تجاه القضايا الدولية في مجلس الأمن والأمم المتحدة، ناهيك عن الاستفادة من الصراعات البينية داخلها، إذ تبيع واشنطن 17 % من أسلحتها للقارة بعد تغذية الصراعات والإرهاب داخلها، وأمام ذلك تحاول الإدارة الأمريكية وضع استراتيجية جديدة تتضمن تخفيض شروطها السياسية لبناء شراكات ومشاريع اقتصادية متنوعة مع بلدان القارة في مجالات الطاقة البديلة والزراعة والمناخ والتكنولوجيا وتجارة المعابر، محاولة طرح بعض الإغراءات.
لكن بالمقابل، وعلى الرغم من جمالية الديباجات الأمريكية، فإن الآوان قد فات مع فقد الثقة الشديد بالجانب الأمريكي سواء من قبل الساسة الأفارقة الذين ملوا الغدر وضعف الدعم والانقلابات السياسية المتكررة المدعومة أمريكياً في القارة، أو حتى من الشارع الإفريقي الذي بات يشكّل قوة ضاغطة وممانعة لأي وجود أمريكي ضمن القارة، وخاصةً بعد النجاح الصيني والروسي المبهر، والذي ساهم أيضاً بتعرية الدور الأمريكي والغربي الفاشل وما نجم عنه من فقر ومجاعات وتدهور أمني.
بشار محي الدين المحمد