كوبر فشل في اختبار البحرين.. وشبح منتخب الشباب بدأ بالظهور
خسارة مخيبة تلقاها منتخبنا الأول بهدف نظيف في ثاني مبارياته بعد استلام الأرجنتيني هيكتور كوبر لزمام الأمور، مخيبة لعدة أسباب، أولها أن الجميع استبشر خيراً بالفوز الأول أمام تايلاند وأننا عدنا إلى سكة الانتصارات، والثاني أن المدرّب استطاع كسر هيمنة بعض الأسماء على القائمة الأساسية للمنتخب، وأن الكلّ قابل للتعويض، خاصة وأن الشوط الثاني شهد أداء مميزاً بعد التبديلات التي قام بها كوبر، لكن أكثر الأسباب التي تدعو إلى الخيبة هو الأداء الباهت الذي قدّمه خريبين ورفاقه.
صحيح أنه لا يمكن لنا إطلاق الأحكام المبكرة على كوبر وكادره، ولكن وجب التنبيه أنه بدأ ينحو نحو زميله مدرّب منتخب الشباب ومشكلة اللاعبين المغتربين، فهو يعمل وفق رؤيته وبحرية تامة بما يتعلق باختيار اللاعبين، فقد جرت العادة على استدعاء المغتربين تحت ضغط الجمهور فقط ومن ثم عدم منحهم أي فرصة للظهور، فهو قام بإشراكهم جميعاً في تشكيلته أمام البحرين وهذا ما لم نعتد رؤيته، وغالباً ما كان يبدو من مدربينا السابقين عدم الاهتمام بهؤلاء اللاعبين وتهميشهم في بعض الحالات.
وهذا هو التصرف الطبيعي لأي مدرّب جديد من أجل الوقوف على التشكيل المناسب والأفضل، إضافةً إلى اعتماد طريقة اللعب الأنسب لعقليتنا، وهنا يتشابه مارك فوته وكوبر حيث جرّب الأول كلّ لاعب متاح في سورية وخارجها حتى اعتمد على تشكيلة يحارب فيها في البطولة الآسيوية لنفاجأ ورغم كثرة خياراته بتخبطه بانتقاء اللاعبين، وخاصة في مباراتي إندونيسيا والعراق واعترف بذلك في مؤتمره الصحفي عقب ثاني هزائمه في الكأس بأنه لا يعرف ما حصل!.
للأسف لم يستطع منتخبنا بناء هجمة واحدة أو حتى البدء، فبعد ثالث أو رابع تمريرة يقطع اللعب وكأننا نحضر اللعب للمنافس في حصة تدريبية، وحتى لو كنا في مباراة ودية كان يجب أن نرى بعض اللمحات من اللاعبين المغتربين ولكن غاب التجانس بشكل كامل، حيث لم نشاهد لاعباً يمكن القول بأنه سيشكل فارقاً في المستقبل القريب.
المدير الفني لمنتخبنا هيكتور كوبر أكد بعد الخسارة أن انطباعه الأول عن المنتخب كان إيجابياً جداً، ففي المباراة الأولى مع تايلاند كانت الأمور جيدة جداً واستطعنا تحقيق الفوز، ونفذ اللاعبون الكثير من التعليمات بشكل جيد جداً، معبرين عن استعدادهم لإصلاح أخطاء الماضي.
عموماً الكرة الآن بملعب كوبر، فبعد خبرته وتاريخه لا يجب أن يحتاج إلى وقت أكثر لمعرفة مشكلات المنتخب والبدء بعلاجها فوراً، والتحجج بضيق الوقت ليس مبرراً، فهو الوقت نفسه المتاح لكل منتخبات العالم، لأن التجانس وإيجاد التوليفة الصحيحة مهمّة المدرب.
سامر الخيّر