لافروف وعبد اللهيان: الغرب لا يريد وقف الصراع في أوكرانيا
موسكو – سانا:
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب لا يريد وقف الصراع في أوكرانيا، وأن حلف الناتو بات يقاتل عملياً إلى جانب كييف، لافتاً إلى رفض موسكو النهج الغربي في التعامل مع دول العالم.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك اليوم مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: “إن الغرب يمارس السياسة التخريبية في أوكرانيا، وهو يعلن باستمرار عدم إمكانية إيقاف الحرب هناك، وإنه لا بد من مواصلتها مهما كان الثمن، وهو يسعى دائماً إلى إلحاق الضرر بروسيا وحلفائها، كما انخرط حلف الناتو في هذه الأزمة وبات يحارب إلى جانب القوات الأوكرانية”، مشدداً على أن روسيا تدافع عن نفسها، بينما ترفض أوكرانيا المفاوضات السلمية.
ولفت لافروف إلى أن الغرب يسعى إلى تحقيق الأهداف الجيوسياسية، عبر المنافسة مع روسيا والصين في الصعيد العالمي الجيواستراتيجي، مبيناً أن حديث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بعدم جواز تحقيق هدنة في أوكرانيا على اعتبار أن ذلك سيصب في مصلحة روسيا، هو “تحليل ضحل”.
وحول الشأن السوري، قال لافروف: “لقد تبادلنا خلال مباحثاتنا اليوم الآراء حول الأوضاع في سورية، وقيّمنا تقييماً عالياً الاجتماع الدولي الـ 19 حول سورية بصيغة أستانا، وشددنا على أهمية عمل الدول الثلاثة فيه”.
من جهة أخرى رحب لافروف بـ “انتعاش الأوضاع في الشرق الأوسط”، وخاصةً على خلفية استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، منوهاً بالاهتمام الإيراني بكل المبادرات السلمية التي تؤدي إلى حل جميع القضايا، وبالجهود لاستكمال عضوية إيران بمنظمة شنغهاي للتعاون، ما يؤكد الاستكمال المنطقي للدور الإيراني المهم في المنطقة والعالم.
وبخصوص الاتفاق النووي الإيراني، دعا لافروف إلى استئناف القرار الأممي الخاص بالاتفاق النووي الإيراني، مشيراً إلى أن العالم ينتظر عودة الولايات المتحدة إلى التزاماتها بهذا الخصوص، لكنها وحلفاءها ينتهكون باستمرار المبادئ والقوانين الدولية وتطبيق مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة، ولافتاً إلى أن روسيا تتابع باهتمام الاتصالات والجهود الإيرانية حيال الاتفاق النووي، وتأمل أن تأتي بنتيجة مرجوة.
من جانبه أوضح عبد اللهيان أنه بحث مع لافروف عدة قضايا، بينها الملف الأوكراني، حيث أكد أن تسليح القوات الأوكرانية بمختلف أنواع الأسلحة الغربية “يعقد الوضع ويزيده صعوبة”، وأنه يجب الاستناد إلى المسارات الدبلوماسية والسياسية لحل القضية، معرباً عن ترحيب بلاده بكل مبادرة من شأنها إحلال السلام وإيقاف التوترات، والاستعداد لبذل كل الجهود على مستوى وزاري ورئاسي من أجل وضع حد للحرب هناك.
وبالنسبة لاستئناف العلاقات السعودية الإيرانية، أكد عبد اللهيان أن هناك تقدماً إيجابياً لرفع مستوى العلاقات مع دول الجوار، وتطبيع العلاقات فيما بينها، وهو ما نؤكد عليه خلال اتصالاتنا مع الجانب السعودي بما يخص اللقاءات وافتتاح السفارات والقنصليات، ولا تزال هناك بعض المشاكل، ولكن لا يمكن اعتبارها حواجز تمنع عودة العلاقات.
ولفت عبد اللهيان إلى أن إيران مستعدة لأي خطوة تسارع في تعزيز العلاقات، وستجري قريباً لقاءات أخرى بهذا الشأن، نظراً لضرورة المضي بمسار الدبلوماسية والحوار في حل سائر قضايا العالم، لتعزيز الأمن والاستقرار.
وفي موضوع آخر، نوه عبد اللهيان بالتعاون الإيراني الروسي الذي تضاعف خلال العام الأخير، مبيناً أن إيران ستوقع قريباً اتفاقية للتعاون الشامل مع روسيا على كل المستويات، وهناك ديناميكية إيجابية في علاقاتنا، لافتاً إلى أهمية التعاون الثنائي الاقتصادي والتجاري وفي مجال الطاقة والنقل والترانزيت وقضايا قنصلية أخرى.
وفي وقتٍ سابق اليوم، بحث لافروف مع عبد اللهيان مجالات التعاون الثنائي بين البلدين.
وأكد لافروف في مستهل المباحثات أن “روسيا وإيران تعملان بنجاح على زيادة تبادل وفود رجال الأعمال بين أقاليم البلدين”، مضيفاً: إن مثل هذه التبادلات إلى جانب أنشطة اللجنة الحكومية الثنائية للتعاون التجاري والاقتصادي تضمن زيادة مستمرة وكبيرة في التجارة بين البلدين.
وأشار لافروف إلى أن إيران وروسيا تتعاونان بشكل مكثف في العديد من المجالات، من بينها الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي والاستثماري وتنفيذ مشاريع مختلفة، لافتاً إلى أن كل هذه القضايا مطروحة على جدول أعمال المحادثات التي أعرب عن أمله بأن تكون مثمرة.