صحيفة البعثمحليات

مع ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.. حلويات رمضان غائبة عن موائد أغلب السوريين

دمشق- ميس خليل

تشهدُ أسعار الحلويات بأصنافها المختلفة ارتفاعاً جنونياً في أسواق دمشق، حتى أصبح المواطنون يشترون الحلويات بالقطعة، إذ أكد أصحاب المحلات خلال لقاءات مع العديد منهم أن أسعار الحلويات سجلت أرقاما قياسية مع بداية الشهر الكريم، حيث وصل سعر كيلو النمورة إلى 70 ألف ليرة، ما أدى إلى تراجع الطلب على الحلويات بشكل كبير، خاصة وأن الجميع يعاني من ظروف اقتصادية ومعيشية سيئة فرضت تغييرات جذرية على معظم عادات الناس خلال الشهر، وبات العديد من الأهالي يفضّلون صنع الحلويات في المنزل عوضاً عن شرائها من السوق، إذ أن ارتفاع الأسعار هذا العام لا يتناسب مع دخل المواطنين نهائياً.

ولم يختلف كلام أصحاب ورشات صناعة الحلويات في منطقة الجزماتية عن باقي المناطق، حيث بيّن العديد منهم أن أسعار المواد الأولية ارتفعت إلى الضعف مقارنةً بالعام الماضي، فضلاً عن التكاليف الإضافية الناجمة عن أزمة المحروقات، وهذا ما رفع الأسعار وقلّل الطلب بشكل كبير جداً، فالمواد الأولية (الخام) التي تصنع منها الحلويات جميعها ارتفع سعرها كالسكر والطحين والزبدة والحليب، وأشاروا إلى أن أشهر أنواع الحلويات الرمضانية هي الكنافة والقطايف، والوربات، ولقمة القاضي، والكلاج وعيش السرايا، والعوامة، وهي مرغوبة لدى الكثير من الصائمين ولكن الطلب عليها تناقص للأسف.

وأكد عدد من المواطنين أن أسعار الحلويات غير مناسبة لأصحاب الدخل المحدود، وأن الارتفاع المتزايد جعل الحلويات حلماً للكثير منهم، فسعر كيلو (الهريسة) يتراوح ما بين 20 و35 ألف ليرة، وسعر كيلو المعمول المحشو بالعجوة وصل إلى 60 ألف ليرة وسعر كيلو البرازق إلى 60 ألف ليرة.

رئيسُ جمعية الحلويات بسام قلعجي بيّن في تصريح لـ “البعث” أن ارتفاع أسعار الحلويات مرتبط بارتفاع أسعار كلّ المواد الغذائية. وفي موضوع الحلويات، الأمر مرتبط بالارتفاع الكبير في أسعار المواد الداخلة في صناعتها، والركود الذي يصيب أسواق الحلويات سببه تغيير أولويات المستهلكين، فبالنسبة لهم بات تأمين الطعام على سفرة رمضان أهم بكثير من “التحلاية” بعد الإفطار، مبيناً أن من أهم أسباب ارتفاع أسعار الحلويات هو الارتفاع الكبير في أسعار الغاز الصناعي والتأخر في الحصول عليه، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المازوت في السوق السوداء بسبب عدم حصول الحرفيين على المخصّصات الكافية لورشاتهم وارتفاع سعر أسطوانة الغاز بشكل جنوني في السوق السوداء.

وبيّن رئيس الجمعية أن أصحاب الورشات والمحلات يعانون من نقص كبير وحاد بالكهرباء التي لا يعوضها شيء، مشيراً إلى أن أبرز مطالب حرفيي هذه المهنة ضرورة تأمين الغاز الصناعي لهم والكهرباء.

وعن دور الجمعية في ضبط أسعار الحلويات في السوق، ذكر قلعجي أن الأسعار تحدّد وفقاً لبيان التكلفة، وتمّ عقد اتفاقية بين الجمعية ومصنّعي الحلويات والوزارة لتحديد بيان التكلفة والإعلان عن الأسعار، وفي حال تمّ أخذ عينات وتبيّن أنها مخالفة تتخذ الضابطة العدلية الإجراء المناسب.