باسم ياخور في المعهد العالي للفنون المسرحية
أمينة عباس
اختتم المعهد العالي للفنون المسرحية ظهر اليوم فعاليات يوم المسرح العالمي بلقاء الفنان باسم ياخور مع طلاب المعهد.
وبيّن ياخور أن المعهد هو الرافد الأساسي للدراما السورية من خلال خريجيه، وكان له الفضل فيما وصلت إليه هذه الصناعة، وأنه سعيد بالتوسع الذي يشهده اليوم عبر أقسامه المتعددة، مؤكداً أن المعهد بالنسبة له لم يكن مجرد مكان بل هو حياة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وهو ما زال يسترجع حالته كطالب في كل عمل من أعماله، متمنياً أن يكون جزءاً من مشروع مسرحي أكاديمي في المعهد، وأنه لن يتوانى عن المشاركة في هكذا مشروع ليقف فيه إلى جانب الطلبة.
لم يكن مهتماً بالتمثيل
واعترف ياخور أنه لم يكن مهتماً بالتمثيل، ولم يخطر بباله في يوم من الأيام أن يصبح ممثلاً، وأن كل ما كان يحلم به هو أن يكون لديه مزرعة، لذلك عندما نال شهادة الثانوية توجه إلى المعهد الزراعي للاطلاع على ماهيته، إلا أن الأمر لم يرق له، فتوجه إلى كلية الفنون الجميلة بعد أن خضع لعدة دورات في الرسم، ونجح في فحص القبول عام 1989، وأثناء ذلك اقترح عليه أحدهم خوض اختبارات المعهد العالي للفنون المسرحية، وقبل فحص القبول تعرّف على حاتم علي الذي كان معيداً في المعهد، فدرّبه وهيأه، فنجح وأصبح طالباً في المعهد.
وأشار ياخور إلى أن ذكريات كثيرة يحاول أن يستعيدها في هذا اللقاء، ومنها الجهود الجبارة التي كان يبذلها أستاذاه غسان مسعود وفايز قزق إلى جانب الرعاية والاهتمام الخاص من قبل وزارة الثقافة بالمعهد، إضافة إلى إتاحة الفرصة لعدد كبير من الطلاب السفر إلى الخارج، ويأسف لأن هذا الأمر بات غير متاح حالياً بسبب الظروف التي نعيشها، مذكّراً أن دفعته تألقت في السنة الثالثة والرابعة من خلال المشاريع المسرحية التي قدّمتها، ومنها “النو” و”مركب بلا صياد” إخراج فايز قزق، منوهاً إلى أنه بعد التخرّج شارك في بعض التجارب المسرحيّة مثل “تقاسيم على العنبر” و”الاغتصاب” إخراج جواد الأسدي، ومن ثم خاض تجربته الخاصة مخرجاً وممثلاً من خلال مسرحية “الرجل المتفجر” عام 2000 والتي حققت نجاحاً كبيراً، وتدريجياً تقلّصت العلاقة بينه والمسرح، والسبب هو اتجاه معظم الخريجين نحو التلفزيون لعدم وجود حركة مسرحية تؤمّن لهم حياة مادية كريمة.
الرجل المتفجر
وأوضح ياخور أن “الرجل المتفجر” التي تبناها المنتج الراحل أديب خير، كانت عملاً مسرحياً ضخماً كان فيه ياخور المخرج حريصاً على تقديم مسرحية بصرية، تم العمل على إنجازها بعد سبعة أشهر من التحضير، وقد استمرّ عرضها لمدة شهر، وقد حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، كما حققت نجاحا تجارياً، وأن عدم استمرار التجربة كان بسبب عدم وجود مسرح مناسب، وقال: لا يكفي وجود مسرحي الحمراء والقباني لإقامة حركة مسرحية، وهذا ما يمنعه اليوم من تنفيذ مشروع مسرحي كتبه منذ أربع سنوات، مع تأكيده على أن الحركة المسرحية تحتاج أيضاً إلى مبادرات غير حكومية بهذا الاتجاه.
مشاريع التخرج
وأشار ياخور في حديثه مع الطلاب إلى قلة الفرص التي كانت موجودة بعد تخرجه بسبب عدم وجود حركة دراميّة كالموجودة حالياً، حيث شارك بأدوار صغيرة في أعمال درامية مثل “النصابون” و”عيلة 5 نجوم” الذي كشف عن موهبته في الكوميديا. ولم يخفِ ياخور أن مشاركته في العديد من الأعمال الكوميدية قد أثرت عليه لفترة من الزمن حين أطّره المخرجون ضمن إطار هذه الأعمال، لكنه وبسبب جرأة بعض المخرجين في إسناد شخصيات له بعيداً عنها، ومنهم الراحل حاتم علي الذي أسند له دور نور الدين الزنكي في مسلسل “صلاح الدين الأيوبي”، استطاع الانعتاق منها، مبيناً أن حاتم علي حينها أصر على اختياره له رغم أن الجهة المنتجة رفضت في البداية بسبب صغر سنه حينها، إلا أن علي تحمل مسؤولية اختياره له، وهذا ما أعطاه دافعاً للاجتهاد والمثابرة في تقديم الشخصية بأفضل صورة، وهذا ما تحقق له.
شهادات
وعرض المعهد عدة فيديوهات تضمنت شهادات تحدث أصحابها عن باسم ياخور الممثل والإنسان، ومنهم الفنان اللبناني رفيق علي أحمد الذي أكد أن ياخور من الفنانين القلائل الذين يجمعون بين البراعة في التمثيل والحضور الخاص، وأنه ممثل ساحر في الكوميديا وبارع في التراجيديا، وأن حضوره في أي عمل فني لا يمكن أن يمر مرور الكرام، وهو لم يقع في فخ النجومية الخارجية بل ظل حريصاً على الأداء الداخلي العميق، وهو ما يميز الفنان الحقيقي، في حين أشار الفنان فايز قزق إلى أن دفعة ياخور هي أول دفعة قام بتدريبها في المعهد العالي للفنون المسرحية، وقد برز حضوره في مشروع التخرّج الذي قام بإخراجه وحمل عنوان “النو” وفي مشاريع أخرى كـ “هاملت هاملت” و”مركب بلا صياد” الذي قُدّم في بداية تسعينيات القرن الماضي وجسّد فيه شخصية ريكاردو، أما المخرج الليث حجو فقد تمنى من كل الطلاب في شهادته أن يمتلكوا الشغف الذي يمتلكه ياخور في عمله، فهو لا يهدأ عن التفكير ويطمح ويخطط وكأنه طالب تخرّج للتو، واصفاً ياخور بأنه طفل بحجم كبير، فهو يملك طاقة الأطفال وحماستهم وفضولهم والسعي لأن يكون الأفضل دون ملل أو استسلام.