كاتب أمريكي: الولايات المتحدة توسّع عمليات العسكرة بذريعة الصين
واشنطن – سانا:
مصطلحات “المواجهة والتصدي” التي تتناقلها وسائل الإعلام الأمريكية وساسة الولايات المتحدة بشكل متواتر عند الحديث عن الصين، كلها تصب وفقاً للكاتب الأمريكي أندريه ديمون في بوتق الذرائع التي تتحجج بها واشنطن لتوسيع عسكرتها.
الإصرار على تصعيد الخطاب العدائي ضد الصين بحجة الاستعداد لحدوث مواجهة من نسج أفكار صناع القرار في أمريكا تحول، حسب تعبير ديمون في سياق مقال نشره موقع وورلد سوشاليست الأمريكي، إلى حديث متكرر وشبه يومي في وسائل الإعلام وعلى لسان السياسيين الأمريكيين لتبرير عمليات العسكرة والإنفاق العسكري للولايات المتحدة.
وفي الحقيقة لم تمض أيام قليلة على إعلان قائد عمليات البحرية الأمريكية الأدميرال مايكل جيلداي حول بناء 56 سفينة حربية أمريكية جديدة حالياً، والتعاقد لبناء 76 سفينة أخرى كجزء من حشد عسكري ضخم، استعداداً لما زعم أنه “المواجهة مع الصين” حيث يأتي هذا التحرك في إطار خطة أعدتها البحرية الأمريكية للحصول على 373 سفينة مأهولة، و150 سفينة أخرى آلية مسيرة في زيادة من 296 سفينة هذا العام.
ديمون أشار إلى تصريحات المسؤولين الأمريكيين الآخذة في تصعيد اللهجة العدائية ضد الصين، وزرع فكرة المواجهة أكثر، بما فيها ما قاله رئيس لجنة شؤون المحاربين القدامى في مجلس الشيوخ جون تيستر في افتتاح اجتماع اللجنة: إن “الصين تظل أول تهديد يواجه أمريكا، وإن على الأخيرة أن تستمر في تحديث جيشها لمواجهة هذا التهديد”.
كذلك جاءت تهديدات التصعيد مع الصين واضحة على لسان عضو الكونغرس مايك غالاغير الذي قال مطلع الشهر الماضي: إن المنافسة مع الصين لن تكون مهذبة، معتبرا أن الصراع بين البلدين وجودي يحدد المستقبل.
وأوضح ديمون أن الصين لديها حاليا حاملتي طائرات تعملان على الديزل، لكن بالمقارنة لدى الولايات المتحدة أسطول من 11 حاملة طائرات نووية يمكنها حمل أكثر من ألف طائرة مقاتلة لتتجاوز بذلك عدد جميع المقاتلات التي تنقلها حاملات الدول الأخرى، مشيراً إلى أن ميزانية البحرية الأمريكية لعام 2024 تتجاوز 250 مليار دولار في زيادة بمقدار 11 مليار دولار من السنة المالية السابقة، كما تخطط البحرية الأمريكية لشراء 7 سفن أخرى تشمل غواصتين ومدمرتين وفرقاطة وسفينة مراقبة.
وأكد ديمون على حقيقة أن الولايات المتحدة تعمل بنشاط على بناء وحشد قواتها العسكرية، ولاسيما البحرية وتستخدم أوكرانيا كذريعة لتطبيق أجندة سنوية لشراء أسلحة وتوسيع ترسانتها.
ولا تستثني الولايات المتحدة على اختلاف رؤسائها أي فرصة لتصعيد اللهجة العدائية، فمن مواجهة الرقائق الإلكترونية إلى الرسوم الجمركية، وصولاً إلى التدخلات المستمرة في الشؤون السيادية للصين، ولا سيما فيما يتعلق بقضايا تايوان وشينجيانغ، انتهاء بأزمة المنطاد الصيني الذي أُسقط في الأجواء الأمريكية في شباط الماضي.