المساعدة بأبهى صورها من فريق مرضى التصلب اللويحي.. ودعوة لإنشاء مركز استشاري متخصص
دمشق- وفاء سلمان
دعت الدكتورة أمل محاسن رئيسة جمعية دعم مرضى التصلب اللويحي إلى إنشاء مركز استشاري متخصّص بمرضى التصلب اللويحي يضمّ عدداً من الأطباء المتخصصين ليتمّ تشخيص الحالات المرضية بشكل مباشر ودون الرجوع لأطباء عديدين، إضافة إلى إنشاء مركز طبي للمعالجة الفيزيائية نظراً لحاجة المرضى إلى رياضة خاصة لا يستطيع أي معالج فيزيائي العمل بها إلا إذا كان متخصّصاً، فأي حركة خاطئة قد تؤدي إلى الشلل، كذلك إقامة مراكز في باقي المحافظات بسبب معاناة المرضى من صعوبة الوصول إلى دمشق للحصول على أدويتهم ومتابعة حالتهم.
وأوضحت الدكتورة محاسن في حديث لـ “البعث” أن جمعية دعم مرضى التصلب اللويحي بدمشق تعمل على مساعدة المرضى لتخطي الصعوبات والتحديات التي تواجههم، كما تساهم في توعية الأهالي بما يمكّنهم من الكشف المبكر عن المرض نظراً لصعوبة تشخيصه في البداية، حيث تقيم الجمعية محاضرات وندوات في مشفى ابن النفيس من قبل أطباء متخصّصين يقدمون الاستشارات للمرضى ولذويهم لتقبل المرض والتعرف على كيفية التعامل معه.
بدوره الدكتور أنس جوهر رئيس الجمعية السورية للعلوم العصبية ذكر أن مرض التصلب اللويحي مناعي ذاتي يصيب الجملة العصبية المركزية ويؤثر على العصب البصري وعلى الدماغ وعلى النخاع الشوكي ويسبّب أعراضاً التهابية حسب مكان الإصابة، فمن الممكن إصابة البصر أو جهاز التوازن وهذا المرض متعدّد من بؤر متصلبة وله توضعات متعدّدة بشكل مترق تدريجياً أو بشكل هاجع ناكس يأتي على شكل هجمات، علماً أنه يوجد علاجات متعدّدة لمراحل المرض يتمّ أخذها إما لتخفيف الهجمات التي يتعرّض لها المريض أو للتخفيف من ترقي المرض بالأشكال المترقية فلا يوجد علاج شافٍ لهم فهو مثل أي مرض مزمن آخر كداء السكر والضغط، أما بالنسبة للأدوية فيتم تأمينها من قبل وزارة الصحة كونها نوعية وحاجة المريض لها لفترة طويلة، وذلك من خلال برنامج مخصّص لهم. وأضاف أنه يغلب المرض على فئة الشباب بين عمر 18 – 40 سنة وممكن ملاحظته عند الأطفال وبشكل نادر لدى كبار السن.
ورغم معاناة مرضى التصلب اللويحي إلا أن كثيرين منهم يعملون على مساعدة بعضهم بشكل منظم لا عشوائي، حيث أكدت رجاء دباح (مريضة تصلب، وتعمل ضمن فريق جمعية مرضى التصلب اللويحي) أنها تمتلك القوة لتؤدي دوراً إيجابياً من خلال مساعدة المرضى الذين يعانون من الحالة نفسها، ولذلك انضمت إلى الفريق الذي يضمّ 12 شخصاً، منهم من يعاني من المرض نفسه، وهناك متطوعون من طلاب الطب والصيدلة والعلوم الإدارية، حيث يعمل الفريق على متابعة المرضى بشكل مستمر من خلال وسائل التواصل وإقامة “غروبات” خاصة بهم، وتقديم الدعم النفسي وإعطاء الطاقة الإيجابية لتخطي الصدمة الأولى من المرض.
وأوضحت: يتواجد الفريق نهاية كل أسبوع (يوم الخميس) في مشفى ابن النفيس، حيث يعمل أعضاؤه بالتناوب، فمنهم من يعمل على إحضار التحاليل أو يذهب مع المرضى لإجرائها ومرافقتهم في أي خطوة، بالإضافة لتأمين حاجاتهم من مياه أو غذاء ومتابعة حالتهم مع الأطباء كصلة وصل فيما بينهم، أما بالنسبة لغرفة التسريب فهي تستوعب مرضى التصلب والروماتيزم ويتمّ علاج المريض عند تعرضه لحالة الهجمة من خلال 5 كورسات لمدة خمسة أيام تختلف بين مريض وآخر أو لعلاج وقائي لمدة ستة أشهر.
بيان الناصر (طالبة طب بشري) ضمن الفريق أشارت إلى أن دورها يركز على التوعية من خلال تقديم شرح حول المرض وتبسيطه بطريقة يفهمها المريض بغضّ النظر عن مستواه التعليمي والتركيز على شرح أهمية الغذاء والفيتامينات ومتابعة تأثير أدويتهم، فالمرضى الذين لا تناسبهم نوعية الأدوية يتمّ إرسال تقارير لوزارة الصحة كي يتمّ تغيير الدواء أو إيقافه.