إصابة واعتقال مئات الفلسطينيين.. الاحتلال يصعّد عدوانه على الأقصى والمقاومة ترد
الأرض المحتلة – تقارير:
يسعى بنيامين نتنياهو رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي، جاهداً للخروج من الانقسام السياسي والاجتماعي الذان يهددان كيانه بحربٍ طائفية تنذر بزواله حسب العديد من المسؤولين الإسرائيليين، ونتيجة لذلك شنّ الاحتلال الإسرائيلي عدواناً همجياً على الفلسطينيين في المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، أسفر عن إصابة واعتقال المئات، فيما ردّت المقاومة باستهداف مستوطنات الاحتلال في محيط قطاع غزة المحاصر بالصواريخ واستهدفت بالرصاص عدة مواقع له في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدةً أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال بتنفيذ مخططاته التهويدية.
وفي التفاصيل، وقبيل منتصف الليلة الماضية اقتحمت قوات الاحتلال بأعدادٍ كبيرة المسجد الأقصى واعتلت سطح المصلى القبلي، وكسرت عدداً من نوافذه وقطعت التيار الكهربائي عنه وأطلقت الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام على المعتكفين فيه لإجبارهم على الخروج منه، ما أدى إلى إصابة أكثر من 200 فلسطيني بجروحٍ وكسور وحالات اختناق، كما قامت باعتقال أكثر من 500 آخرين بينهم مصابون، فيما تسبّبت قنابل الغاز التي أطلقتها باشتعال النيران في جزء من المصلى، تمكن الفلسطينيون من إخمادها، حيث استمر الاقتحام لساعات أجبرت خلالها قوات الاحتلال المعتكفين على الخروج من المسجد لتأمين اقتحامات المستوطنين لباحاته، التي بدؤوا باستباحتها في الساعة السابعة صباحاً عبر مجموعات تتكون كل واحدة منها من 50 مستوطناً.
وترافق عدوان قوات الاحتلال الوحشي على المعتكفين في الأقصى مع اعتداءات لا تقل دمويةً على الفلسطينيين في محيط المسجد ومنطقة باب العامود والبلدة القديمة من القدس لمنعهم من الوصول إلى المسجد ونصرة المعتكفين فيه، الأمر الذي أدّى إلى إصابة عددٍ منهم.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان له، أن قوات الاحتلال منعت طواقمه الطبية من الدخول إلى المسجد لإسعاف المصابين واعتدت على المسعفين وعلى سيارات الإسعاف وحطمت نوافذ عددٍ منها، مشيراً إلى إصابة 12 فلسطينياً على الأقل نتيجة اعتداء قوات الاحتلال على الفلسطينيين في محيط الأقصى وخارج أسوار البلدة القديمة من القدس.
كذلك عاودت قوات الاحتلال الإسرائيلي الكرة لتُقدم مرةً أخرى صباح اليوم على اقتحام باحات المسجد الأقصى تمهيداً لاقتحامات المستوطنين.
وذكرت وكالات الأنباء الفلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت باحات المسجد بأعداد كبيرة من قواتها، وأجبرت المصلين والمرابطين فيه على مغادرتها بالقوة، وفي وقتٍ لاحق، اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين باحات المسجد عبر مجموعاتٍ متتالية من جهة باب المغاربة، منفذةً جولاتٍ استفزازية في باحاته بحراسةٍ مشدّدة من قوات الاحتلال.
جاء ذلك بينما أُصيب عدد من الفلسطينيين فجر اليوم خلال اقتحام قوات الاحتلال شمال مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، واقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت أمّر ومنطقتي عصيدة رأس الجوهرة عند مدخل المدينة الشمالي، واعتدت على الفلسطينيين بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة أحدهم بجروح والعشرات بحالات اختناق، كما أُصيب 12 فلسطينياً بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس بالضفة.
وفي قطاع غزّة المحاصر، جدّدت طائرات الاحتلال اعتداءاتها على سكان القطاع، حيث استهدفت طائرات الاحتلال بثلاثة صواريخ منطقة جنوب غرب مدينة غزة، وبصاروخ آخر مخيّم النصيرات وسط القطاع، ما ألحق بهما أضراراً مادية دون ورود أنباء عن وقوع إصابات، كما أطلقت مدفعية الاحتلال عدّة قذائف على مناطق شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، ومنطقتي شرق الفخاري في مدينة خان يونس جنوب القطاع وشمال غرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ما ألحق أضراراً مادية بممتلكات الفلسطينيين، في وقتٍ جدّدت فيه بحرية الاحتلال اعتداءاتها على الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، حيث فتحت نيران رشاشاتها باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة شاطئ منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، ما اضطرّهم للعودة إلى الشاطئ.
من جانبها، ردت المقاومة الفلسطينية على الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في الأقصى باستهداف مستوطناته في محيط قطاع غزة المحاصر، بالصواريخ، إضافةً إلى استهداف عدّة مواقع للاحتلال في نابلس وجنين وأريحا والخليل في الضفة، برشقات كثيفة من الرصاص، وأقرت وسائل إعلام الاحتلال بإصابة أحد عناصر قوات الاحتلال قرب الخليل، فيما قصفت طائرات ومدفعية الاحتلال عدّة مواقع جنوب ووسط وشرق القطاع، ما أدّى إلى أضرارٍ مادية بممتلكات ومنازل الفلسطينيين دون وقوع إصابات.
وشدّدت فصائل المقاومة على أن العدوان الإسرائيلي على الأقصى جريمة كبرى سيرد عليها الشعب الفلسطيني بكل قوة، داعيةً إلى شدّ الرحال إلى الأقصى من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ومن كل أنحاء الضفة، للرباط فيه، والتصدّي لاقتحامات المستوطنين، ومؤكدةً أن الدماء النازفة من المصلين والمعتكفين الذين يتعرضون لأفظع أساليب القمع والإرهاب والتنكيل تثبت أن مخططات الاحتلال لتهويد الأقصى لن تمر.
وتظاهر عشرات الفلسطينيين فجر اليوم في الخليل ونابلس وعدة مناطق بالضفة، تنديداً باقتحام الأقصى، وأصيب العشرات منهم بحالات اختناق وآخرين بجروح نتيجة اعتداؤ قوات الاحتلال عليهم بقنابل الغاز السام والرصاص، كما خرج الفلسطينيون في مظاهرات وسط قطاع غزة المحاصر وفي مخيم جباليا شماله، أكدوا فيها دعمهم للمرابطين في الأقصى ورفضهم لانتهاكات الاحتلال بحقه.
سياسياً، أكدت رئاسة السلطة الفلسطينية أن تصعيد الاحتلال عدوانه على المسجد الأقصى والمعتكفين فيه يمثل حرباً شعواء على الشعب الفلسطيني ويُهدد بانفجار الأوضاع في المنطقة، مشدّدة على أن القدس بمقدساتها ستبقى عاصمة لدولة فلسطين وعلى أن الفلسطينيين سيواصلون المقاومة دفاعاً عن أرضهم وحقوقهم الوطنية، ومطالبة المجتمع الدولي بعدم الوقوف متفرجاً على الحرائق التي يشعلها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية واتخاذ إجراءات جدية لوقف جرائمه.
بدورها، أشارت خارجية السلطة الفلسطينية إلى أن سلطات الاحتلال تعمل على إدخال تغييرات جذرية على الوضع القائم بالمسجد الأقصى والقدس ومقدساتها لتنفيذ مخططاتها التهويدية وحلّ أزماتها الداخلية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
من جانبها، أكدت وزارة الأوقاف في السلطة الفلسطينية، أن اقتحام قوات الاحتلال للمسجد واعتداءها على المعتكفين فيه جريمةً نكراء، وتعدٍ صارخ على المسجد كمكان عبادة للمسلمين، وانتهاك للقوانين الدولية التي تمنع المساس بأماكن العبادة.
من جهتها، لفتت وزارة شؤون القدس في السلطة الفلسطينية، إلى أن العدوان الهمجي لقوات الاحتلال على المسجد والمصلين، استهتار فظ بمشاعر المسلمين حول العالم، ومحاولة لإشعال حرب شاملة في المنطقة وتصدير أزمة الاحتلال الداخلية إلى فلسطين.
وأشارت لجنة المتابعة العليا في الأراضي المحتلة عام 1948 إلى أن تصعيد الاحتلال اعتداءاته على الأقصى وخاصة خلال شهر رمضان يندرج في إطار محاولاته لتهويده.