إصابة عشرات الفلسطينيين في اعتداء قوات الاحتلال عليهم في الضفة والقطاع
الأرض المحتلة – تقارير:
جدّد الاحتلال الإسرائيلي غارات حقده واعتداءاته على الشعب الفلسطيني اليوم في قطاع غزة المحاصر، كما أُصيب عشرات الفلسطينيين في اعتداء قوات الاحتلال على القطاع والضفة الغربية، إضافة إلى اعتقالها فلسطينياً قرب قرية النبي صالح، بينما اقتحم قطعان المستوطنين المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال.
وفي السياق، شنّ طيران الاحتلال فجر اليوم عدواناً جديداً على قطاع غزة، مستهدفاً بالصواريخ مخيم النصيرات وسط القطاع، كما أطلقت زوارقه الحربية النار باتجاه شاطئ بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
كذلك، أُصيب عدد من الفلسطينيين اليوم في اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم، واعتقل آخرون في مناطق متفرقة بالضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر، بعد أن اقتحمت قواته البلدة القديمة في القدس المحتلة، ومناطق متفرقة بالضفة، واعتدت على الفلسطينيين المشاركين في مظاهرات مندّدة باقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى ما أدّى إلى إصابة عدد منهم بالرصاص والعشرات بحالات اختناق واعتقال خمسة بينهم طفلان.
إلى ذلك، اعتدت قوات الاحتلال المتمركزة على أطراف قطاع غزة بالرصاص وقنابل الغاز السام على الفلسطينيين المشاركين في مظاهرات احتجاجية بمختلف مدن القطاع تنديداً بجريمة الاحتلال بحق المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى، كما جدّدت قوات الاحتلال مساء اليوم اقتحامها للمسجد، واعتدت على المصلين والمعتكفين فيه ما أدّى إلى إصابة عدد منهم، واقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين المسجد، بحماية أعداد كبيرة من قوات الاحتلال التي فرضت قيوداً مشدّدة على دخول الفلسطينيين إلى المسجد ونكّلت بهم، وانتشرت في ساحاته، وقامت بإبعاد الفلسطينيين من محيط المصلى القبلي لتأمين اقتحامات المستوطنين، واقتحم المستوطنون الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات تضمّ كل واحدة منها 50 مستوطناً، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية في ساحاته وعند مصلى باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة.
وتأتي هذه الاقتحامات بعد اقتحام قوات الاحتلال أمس للمسجد الأقصى أثناء صلاة التراويح، واعتدائها على المصلين والمعتكفين فيه، وإرغامها إياهم على مغادرة المصلى القبلي وساحات المسجد.
وردّاً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق المسجد الأقصى والمعتكفين فيه استهدفت المقاومة الفلسطينية بعدد من الصواريخ والقذائف مستوطنات الاحتلال في محيط قطاع غزة المحاصر، ومواقع عسكرية في منطقة النقب بالأراضي المحتلة 1948.
وفي وقتٍ لاحق اليوم، اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينياً، قرب قرية النبي صالح شمال غرب رام الله في الضفة “طالب جامعي من جامعة بيرزيت” خلال مروره أمام أحد حواجزها العسكرية قرب القرية، كما عززت قوات الاحتلال تواجدها العسكري وحواجزها على مدخل قرية رمانة غرب جنين، وعلى شارع جنين-حيفا، وفي محيط قرى غرب جنين، ناصبةً بوابة حديدية في أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم.
وفي رام الله، شارك عشرات الفلسطينيين بوقفة تضامنية مع الأسرى في معتقلات الاحتلال دعماً لهم، وتنديداً باعتداءاته المتواصلة بحق الأقصى والمصلين والمعتكفين فيه، وقد رفع المشاركون في الوقفة العلم الفلسطيني وصور الشهداء والأسرى، مطالبين بضرورة الإفراج عنهم، وخاصةً المرضى الذين يتعرضون لسياسة الإهمال الطبي المتعمد بحقهم وسط ظروف اعتقال مأساوية.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف: إن ما يجري في القدس المحتلة يُهدد بإشعال وتفجر الأوضاع في المنطقة، والفلسطينيون لن يسمحوا للاحتلال بتنفيذ مخططاته لتهويد المسجد الأقصى.
سياسياً، أعلنت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اليوم جلسة طارئة مغلقة لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، موضحةً أن اعتداءات قوات الاحتلال الوحشية على الفلسطينيين في الأقصى واقتحامات المستوطنين لباحاته تندرج في إطار مخططات الاحتلال، لتهويد المسجد كجزء من عمليات تهويد القدس وفرض السيطرة عليها، وتفريغها من الفلسطينيين، وتغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها، مشيرةً إلى أن تكرار هذه الاعتداءات دليل على فظاعة الحدث وبشاعة الجريمة التي أقدمت عليها قوات الاحتلال بحق المصلين في مكان مقدّس مخصّص أصلاً لصلاة المسلمين، ومبينة أنها ستواصل حراكها الدبلوماسي والسياسي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، ووضع حدّ لجرائم الاحتلال.
بدوره، طالب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن الدولي بتحمّل مسؤولياته ووقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى، والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم فيه.
وأوضح منصور في تصريحات نقلتها وكالة وفا أن مجلس الأمن سيعقد جلسة مغلقة اليوم لمناقشة اعتداءات الاحتلال على الأقصى والمصلين والمعتكفين فيه، مبيّناً أن المجلس مطالب بضمان عدم تكرار هذه الاعتداءات واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي في الأقصى، ومؤكداً أن المسجد الأقصى بمساحته الكلية البالغة 144 دونماً حق مطلق وخالص وصافٍ ووحيد للمسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية، ولا يحقّ لأي طرف آخر مشاركتهم فيه، وهو مفتوح للزوار أما العبادة فخالصة للمسلمين فقط.
وشدّد منصور على أن الفلسطينيين لن يسمحوا للاحتلال بتنفيذ مخططاته لتهويد المسجد الأقصى، داعياً المجتمع الدولي إلى دعمهم ومساندتهم لمواجهة اعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنيه.