“توهج فن الحياة”.. التوازن بين العقل والروح والجسد
أمينة عباس
صدر مؤخراً للكاتبة السورية المقيمة في أميركا هيلين ديركي كتابها الثاني “توهج فن الحياة”، وسبق للمركز الثقافي العربي في أبو رمانة أن احتفى بصدور كتابها الأول عن مؤسسة سوريانا الدولية “شيفرة السعادة”.
وبيّنت ديركي لـ “البعث” أن القاسم المشترك بين الكتابين هو الرغبة في رفع الوعي لدى القارئ ومساعدته على تطوير مفاهيم جديدة في الحياة والتقرب من الذات أكثر والتحكم بالعواطف والأفكار والرغبات، ورأت أن هذا النوع من الكتابات يحفز الإنسان ويعطيه جرعات من الثقة والأمل، ويحثه على التغيير والتطور، ويسعدها جداً أن تكون سبباً من خلال كتبها في تحفيز شخص وتغيير وعيه، مع سعيها إلى الوصول بشكل خاص لجميع من أضاعوا بوصلة الحياة من المتخبطين ومن يسعون للتغيير ولا يعرفون كيف يبدؤون، مشيرة إلى أن هذه النوعية من الكتابات تتطلب من الكاتب أن يكون ملمّاً بالمشكلات التي تواجه المجتمع، والشباب خاصة، وأن يكون قادراً على إدخال اللغة اليومية المفهومة بطريقة مبسطة سلسة وسهلة التطبيق، مبينة أن الناس اليوم مشغولون جداً وغير مهتمين بالطريقة العلمية لأي مبدأ في الحياة بقدر اهتمامهم بخطوات عملية سهلة وبلغة سهلة، وهذا برأيها من أهم شروط نجاح هذه النوعية من الكتابات، بالإضافة إلى قدرتها على أن تلامس القارئ ومشكلاته واحتياجاته النفسية والفكرية والعاطفية.
جرعات إيجابية وتحفيزية
وتعتقد ديركي أن سبب انتشار كتب التنمية البشرية وتطوير الذات في الفترة الأخيرة، وخاصة في الدول العربية يعود للحروب والمشكلات الاقتصادية والسياسية التي عاشتها معظم البلاد العربية وأدّت إلى مشكلات اجتماعية وأسرية، وأيضاً اقتصادية، موضحة أن هذه الشعوب عاشت تحت وطأة ظروف سيئة، وهي الآن كالغريق الذي يتمسّك بأي شيء حوله حتى ينتشل نفسه من الغرق الذي وصل إليه بسبب هذه الظروف. من هنا تأتي كتب التنمية البشرية كالقشة التي يتمسّك بها الغريق، محاولاً أن ينتشل نفسه ويحييها من جديد، مع قناعتها أنها ليست الحلّ أو المفتاح السحري، لكنها تساعد على إعادة برمجة العقول التي استسلمت حيث تعيد الأمل بالتغيير، مع تأكيدها أن جميع هذه الكتب باختلاف عناوينها تحتاج إلى تطبيق بإرادة وعزيمة وليس مجرد قراءة، منوهة بأن هذه الكتب منتشرة جداً في أميركا، وهذا يعني أن الجميع بحاجة إلى جرعات إيجابية وتحفيزية من وقت لآخر، وهذا ما تفعله هذه الكتب لدى القارئ، وبالتالي لا يحتاجها فقط من عانى من ظروف صعبة.
التصالح مع الذات
ولا تدري هيلين ديركي إن كانت ستخوض تجارب أخرى كتابية كالقصة أو الرواية أو الشعر، وإن كان الأمر ليس مستبعداً، ولكن ما هو مؤكد بالنسبة لها أنها تجد نفسها حالياً في مضمار هذا النوع من الكتب التنموية، مع إشارتها إلى أنها خاضت تجربة التمثيل، وكان ذلك بمحض المصادفة، مؤكدة أنها ومن خلال سلسلة التجارب التي خاضتها تعرفت على إمكانيات جديدة في شخصيتها، كما طوّرت معارفها ووسّعت شبكة الاتصال بينها وبين الكثير من أبناء الجنسيات العربية، وقد منحتها القوة والحماس، وأيقنت أننا قادرون على أن نترك بصمة في أي مكان جديد، موضحة أن كتابها “توهّج فن الحياة” يبحث في النفس البشرية وكيفية التوازن بين العقل والروح والجسد، كما يضع مهارات للتعامل مع ضغوط الحياة وفنون الانسجام والتوافق في العلاقات الإنسانية والتصالح مع الذات، والكتاب الصادر في مصر كان موجوداً في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023.
يُذكر أن هيلين ديركي خريجة علم نفس واجتماع في جامعة دمشق، وهي مدربة معتمدة في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، ومدربة في علم الطاقة وعلم الريكي الياباني والشفاء الطاقي.