زاخاروفا: “الناتو” ليس دفاعياً كما يدّعون وحان وقت تقاعده
موسكو – واشنطن – سانا:
أكّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الأمن وحلف شمال الأطلسي “ناتو” مفهومان غير متوافقين، مشدّدةً على أن مزاعم الحلف بأنه دفاعي غير صحيحة، وأن الأوان حان لتقاعده.
وتعليقاً على اجتماع مجلس “الناتو” على مستوى وزراء الخارجية قالت زاخاروفا: “ليس لدى الحلف ما يتباهى به حيث وقف وراء كثير من الحروب وتحويل الدول إلى أطلال، وارتكب جرائم حرب وعمليات قتل للمدنيين، وتدمير للبنى التحتية المدنية”، مضيفةً: “إن ممثلي الحلف لا يكلّون ولا يملّون من تكرار مقولة إنه دفاعي، مع أن تاريخه بأكمله يشير إلى خلاف ذلك، كما نرى كيف أنه يسعى لانتهاك النظام الأمني الأوروبي بأكمله، ويتوسّع نحو روسيا ما يخلق تهديداتٍ لأمننا”.
وأشارت زاخاروفا إلى أن تزويد النظام النازي في أوكرانيا بالسلاح، وتحفيزه على مواصلة الحرب مع روسيا، إضافةً إلى الهجمات على الصين ومغازلة اليابان وكوريا الجنوبية والمخطط لعسكرة القطب الشمالي أمور تجعل العالم أشدّ خطورة، معتبرة أن الهدف هو منع وجود أي مراكز قوة بديلة يمكن أن تقوّض هيمنة الغرب.
وفي سياق متصل، تساءلت زاخاروفا حول ما يعنيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتصريحاته النارية بشأن نشر الأسلحة النووية على أراضٍ أجنبية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد صرّح خلال زيارته الحالية للصين بأنه “لا يمكن لأي دولة (تحت أي ظرف) نشر أسلحة نووية على أرض أجنبية”.
وردّاً على ذلك، نشرت زاخاروفا بقناتها الرسمية على تطبيق “تليغرام” منشوراً كتبت فيه: “لا شكّ أن هذا المطلب القاسي من باريس موجّه إلى واشنطن، هل أفهم الأمر على نحو صحيح؟”.
وتنشر واشنطن قنابل نووية استراتيجية خارج الأراضي الأمريكية، وفقاً لاتحاد العلماء الأمريكيين FAS، تتراوح ما بين 100 و200 قنبلة، حيث تنتشر تلك القنابل في خمس دول أعضاء في حلف “الناتو” وهي ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وهولندا وتركيا، حيث تمتلك الولايات المتحدة نحو 5 آلاف و428 قنبلة نووية بالإجمال، من بينها 1644 نشطة، أي أنها منشورة على رؤوس صواريخ أو مقاتلات أو في قواعد عسكرية.
من جهة ثانية، وحول الشأن الأوكراني، كشفت صحيفة بوليتيكو الأمريكية عن وجود خلاف أوروبي حول إبرام عقود شراء الأسلحة لأوكرانيا مع شركات من الاتحاد الأوروبي فقط أو إتاحة المجال أمام مصنعين من دول أخرى.
وحققت شركات تصنيع الأسلحة الغربية، ولا سيما الأمريكية قفزات قياسية في أرباحها، بسبب أزمة أوكرانيا وضخ السلاح والذخائر على نحو متواتر ومستمر لدعم النظام في كييف.
وأشارت الصحيفة إلى أن دولاً مثل فرنسا واليونان وقبرص تدعم إبرام عقود لشراء ذخيرة لصالح كييف مع شركات من داخل الاتحاد الأوروبي، فيما لفتت مصادر أوروبية إلى ضرورة أن تقوم مفوضية أوروبا بتحديد إمكانات شركات الاتحاد قبل التوصل إلى اتفاق نهائي بهذا الخصوص.
وفي حين أشار دبلوماسيان أوروبيان إلى أن سفراء الاتحاد الأوروبي وافقوا على نقل كميات كبيرة من الذخيرة إلى كييف، رغم الخلافات حول هوية الشركات المنتجة حتى الآن، فيما أكدت بوليتيكو وجود مخاوف من افتقار الصناعات الدفاعية في الاتحاد الأوروبي إلى القدرة على إنتاج العدد المطلوب من القذائف بسرعة.
ومع استمرار التصعيد الغربي على الجبهتين العسكرية والسياسية في أوكرانيا تنتظر شركات تصنيع الأسلحة الأوروبية تحقيق أرباح بعشرات مليارات الدولارات من استخدام الدبابات والمدرعات القتالية الرئيسية التي دفعت بها دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى كييف.
وكخطوة استباقية كانت شركة راينميتال الحكومية الألمانية وظفت ألفي عامل جديد لمواجهة زيادة الطلبيات والمبيعات المتوقعة، فيما تلقت مجموعة (بي إيه إي سيستمز) البريطانية طلبيات من لندن لتصنيع قذائف المدافع، كما تلقت شركة ساب السويدية طلبيات من بريطانيا والسويد لتوريد القذائف المضادة للدبابات من نوع (نلو).