بوتين لـ”لوكاشينكو”: مستمرون في تعميق التكامل المشترك بين بلدينا
موسكو – سانا:
أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهمية تعميق التكامل المشترك بين روسيا الاتحادية وبيلاروس، لافتاً إلى أن موسكو ومينسك أنجزتا الكثير من خطوات تعزيز التعاون بينهما وخاصة في المجال الدفاعي والأمني.
وقال بوتين خلال اجتماع المجلس الأعلى لدولة الاتحاد (الروسي البيلاروسي) اليوم تحت رئاسة زعيمي البلدين في موسكو: “هناك أهمية كبيرة لما يتم النظر به من المسائل المطلوبة لأمن دولة الاتحاد.. وفي هذا الصدد من الضروري تحضير المهام الأساسية على خلفية الضغوط والعقوبات التي تفرض، وتعزيز القوات على حدودنا”، مضيفاً: “نحن ننفّذ بشكل مشترك إجراءاتٍ شاملة لتقليل الأضرار الناجمة عن العقوبات غير القانونية وتعزيز التعاون مع الدول الأجنبية التي تريد العمل معنا، وتريد مواصلة هذا التعاون في المستقبل”.
وأكّد بوتين أن البلدين سيقومان بالتخطيط لأمن دولة الاتحاد وضمان الظروف الملائمة لتطورها الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك توسيع العلاقات في المجالين الثقافي والتعليمي وخاصة في ظل وجود عدة مشاريع مهمة بهذا الإطار بما فيها أيام الثقافة الروسية في بيلاروس، ومشروع للتعاون في مجال المتاحف وتبادل المعلومات، وآخر حول قضايا هندسية وإنسانية والدعم التعليمي للطلاب.
من جانبه أكّد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أن تعاون بلاده مع روسيا يتميّز بالمتانة والعمق في مختلف المجالات، وهو مستمر بقوة كما كان خلال فترة الاتحاد السوفييتي، وخاصةً أن الغرب ليسوا أصدقاء.
وقال لوكاشينكو: “أجرينا مع بوتين مباحثاتٍ مثمرة بشأن أمن دولة الاتحاد وقد توصّلنا إلى عدد من القرارات المهمّة بهذا الشأن وخاصة أن البلدين تمكّنا من التغلب على محاولات الغرب لفرض الحصار الاقتصادي عليهما”.
وشدّد لوكاشينكو على أن الغرب فشل في حصار دولة الاتحاد لأنها تتمتع بالاكتفاء الذاتي، بعد أن فشل أيضاً في حربه الاقتصادية ضدّ روسيا وبيلاروس، لذلك يصعّد ضدّ دولة الاتحاد بالوسائل العسكرية من خلال حشد القوات والمرافق التابعة لحلف “الناتو”.
وأعرب الرئيس البيلاروسي عن استعداد بلاده لدعم موسكو في تطوير قطاع التكنولوجيا الفائقة من أجل توطين الإنتاج في المجال العسكري وتعزيز أمننا المشترك، وخاصة أننا نمتلك وحدات القوات المشتركة الروسية البيلاروسية التي تضمن أمن حدودنا ولا سيما فيما يتعلق بالدفاع الجوي.
وحول التعاون الاقتصادي الثنائي بين البلدين، بيّن لوكاشينكو أن هناك زيادة ملموسة في نسبة التبادل التجاري بين شركات روسيا وبيلاروس ضمن برامج دولة الاتحاد، كما يوجد 8000 مصنع مشترك تضمّ مئات الآلاف من العمال وتوفر فرص عمل هائلة، مشيراً إلى تحوّل أوساط الأعمال في البلدين إلى تسوية الحسابات بينهما بالعملة الروسية الروبل.
وطرح لوكاشينكو مبادرة إنشاء شركات إعلامية قابضة خاصة بدولة الاتحاد لمواجهة الحرب التي يشنها الغرب ضدّ مواطني روسيا وبيلاروس، لافتاً إلى أن المؤشرات تؤكّد تفوّق دولة الاتحاد بين روسيا وبيلاروس على كثير من الدول المتحالفة، ومشدّداً على أن سهولة انتقال المواطنين ورؤوس الأموال وأوساط الأعمال تسهم في تعزيز دولة الاتحاد.
ونوّه لوكاشينكو بأهمية تعزيز حدود الدولتين ما يسمح بمكافحة الإرهاب ووقف تهريب المخدرات والبضائع عبر حدود دولة الاتحاد.
وبشأن الأسلحة النووية وافق الرئيس البيلاروسي على مقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي طرحه خلال زيارته للصين بشأن “عدم السماح لأيّ دولة بنشر أسلحة نووية خارج أراضيها”، داعياً واشنطن لسحب أسلحتها النووية من البلدان التي تنشرها فيها.
وفي الشأن ذاته، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن روسيا ستردّ بشكل مناسب على نشر الأسلحة النووية الأمريكية في قواعد في أوروبا.
وقال بيسكوف للصحفيين: إن نشر هذه الأسلحة يستوجب من الكرملين التدقيق والمراقبة، لافتاً إلى أن الرد الروسي سيكون بناء على سير الأحداث وبالشكل المناسب.
وحول موضوع الإجراءات الأمنية لدولة الاتحاد بين روسيا وبيلاروس، قال بيسكوف: إن تصرّفات الدول المجاورة لمينسك لا يمكن التنبّؤ بها، فهي دول معادية لذلك لا يمكن لروسيا أن تقف جانباً، وهناك حاجة إلى الاحتياطات هناك.
وأوضح بيسكوف أن العمل على تعزيز دولة الاتحاد في روسيا وبيلاروس سيستمر، حيث تم تحقيق نتائج ممتازة خلال العام الماضي، وقال: كان الأمر يتعلّق بالعلاقات الجيدة بين الحليفين حول تنفيذ برامج التنمية وقد قال رئيسا وزراء البلدين إنهما حقّقا بالفعل نتائج ممتازة خلال العام الماضي، وسيستمر هذا العمل.