ثقافةصحيفة البعث

فايز قزق فنان الأداء المسرحي تلفزيونياً

تمّام بركات

أعوام مرت على تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، عندما قدّم واحداً من أهم أدواره التمثيلية، بعد أن اختاره المخرج السينمائي عبد اللطيف عبد الحميد، ليكون بطل فيلمه “رسائل شفهية” (1991)، وليصبح بعدها من أشهر ممثلي سورية محلياً وعربياً، وإن تكن هذه الشهرة، هي ما تُعرف اليوم بالنجومية، فالفنان فايز قزق (اللاذقية 1955) نجم مذ بدأ مسيرته الفنية، لذا كان من المفاجئ، في الموسم الرمضاني 2022، أن يتم التعامل معه وكأنه للمرة الأولى يقدم أداء بارعاً، عندما شارك في مسلسل “كسر عظم” (علي معين صالح – رشا شربتجي) رغم أن الشخصية التي أداها في العمل المذكور، لم تكن –وفق رأي شخصي- حتى ضمن الشخصيات الخمس الأفضل، التي قدمها في الدراما التلفزيونية.

هذا الموسم، يطلّ قزق في أكثر من عمل درامي تلفزيوني، “للموت 3” (نادين جابر – فيليب أسمر)، لكن لليوم، وبعد مضي نصف الموسم تقريباً، لم تحقق الشخصية أي صدى جماهيري. وكان أيضاً قد شارك في مسلسل “دوار شمالي” (حازم سليمان – عامر فهد) لكن العمل لم يُعرض بعد، وفي مسلسل “الزند – ذئب العاصي” (عمر أبو سعدة – سامر البرقاوي) يقدم أيضاً قزق دوراً مهماً وحيوياً ومفصلياً على مستوى القصة، في تصديه لشخصية “الشيخ إدريس” (الشيخ مَنْ استبانتْ فيه السِّنّ وظهرَ عليه الشَّيبُ/ زعيم القبيلة). وعلى مستوى الأداء أيضاً، يأخذ المخرج المسرحي، الحائز على شهادة الماجستير في الإخراج المسرحي من “جامعة ليدز” الشخصية إلى مصاف الشخصيات الأهم في البطولة المضادة، ليس في العمل وحسب، بل على مستوى أوسع من العمل ومن الدراما المحلية بكثير. ودون هذا الأداء المتعاظم في الشر المبرر للشخصية، لم تكن لتظهر شخصية بطل الحكاية “عاصي” بالشكل الذي ظهرت فيه، لكن “الصحافة الفنية” هذا الموسم، لم يثرها الأداء المشغول بـ “السنارة” -كما يقال- في شخصية “أبو فرعون”، والذي تتضافر فيه عدا عن جهود قزق الإبداعية، جودة الورق، والرؤية الإخراجية المحترفة، وهو ما لم يكن متوفراً في شخصية “الحكم” الشهيرة!.

فايز قزق، خريج دفعة 1981 من الأكاديمية السورية للتمثيل، ليس ممثلاً مشغولاً بالبقاء في دائرة الضوء، ولا يقدم نفسه كممثل على هذا الأساس، وإن كان من أبرع الممثلين على مستوى عالمي، فوق خشبة المسرح، وأسعد أوقات حياته، تلك التي يقضيها بين طلابه في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث يُدرس ويشرف على العديد من مشاريع تخرج الطلاب، وهذه المشاريع لها آثار حاسمة على الطلاب، وعلى فرص عملهم فيما بعد، لذا يبذل قزق جهداً جباراً في تقديمهم، كل حسب ميزته الأهم كممثل، وهو أيضاً صاحب آراء خاصة في فلسفة الفن وطبيعته، لذا لا تشغل باله مواضيع “الترند” ولا هو من مريديها، والأهم أنه ليس من الساعين إلى صناعتها، عن طريق بعض المشتغلين في “الصحافة الفنية” ومقابل أجر مادي لكل كلمة، كما صار معروفاً!!.