“أوكوس” ليست للدفاع عن أستراليا
هيفاء علي
أشار رئيس وزراء أستراليا السابق بول كيتنغ إلى أن الحكومة الحالية بررت تحالف” أوكوس”، واتفاق الغواصات النووية الباهظ الثمن وما صاحبه بطرق مختلفة. لقد ادعت أولاً أن الأمر يتعلق بحماية سواحل البلاد من هجوم صيني، ثم ادعت أن الأمر يتعلق بحماية الممرات البحرية من مغبة اغلاقها من قبل الصين.
ويضيف كيتينغ أن رجال البنتاغون هم الذين يقودون الحملة الدعائية لوسائل الإعلام الأسترالية الأخيرة للترويج للحرب على الصين، وهذا ما يوضح بالضبط ماهية حجة كانبرا. ووفقاً للسلطات، فإن أستراليا ستكون عرضة لخطر الهجوم من قبل الصين، لأن الولايات المتحدة تريد استخدام أستراليا لمهاجمة الصين.
في السياق، يشير أحد المحللين إلى أن جغرافية أستراليا تجعلها قاعدة جنوبية للأمريكيين في ضوء ما سيحدث بعد ذلك، اذ تريد الولايات المتحدة من أستراليا بناء قواعد لمئات الآلاف من الأمريكيين في الوقت المناسب، كما حدث في الحرب العالمية الثانية .
وبعد ذلك، “سيدافع” الأمريكيون عن تايوان بالقتال من القواعد الأمريكية المنصوبة في أستراليا، فلدى الولايات المتحدة إستراتيجية تسمى “التشتيت”، ما يعني أنه عندما يكون هناك تلميح لأزمة، يخرج سلاح الجو من جزيرة “غوام” غرب المحيط الهادئ، ويخرج مشاة البحرية من “أوكيناوا” لأنهم يعرفون أنهم في خطر كبير من أن يتم القضاء عليهم. إن الخطر الذي يجعل الحكومة الأسترالية تشعر بالقلق منه هو أن يتصل جو بايدن بالرئيس الاسترالي ليخبره أنه سيدعو 150 ألف جندي أمريكي ليكونوا في الإقليم الشمالي بأقصى سرعة. ووفقاً للمحللين، يمكن أن يصل عددهم إلى 200 ألف جندي أمريكي إلى شمال أستراليا، كما أن وجود قاعدة مراقبة “باين غاب” الأمريكية يجعل أستراليا هدفاً مشروعاً للصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
في حرصهم على إثبات الحجة من أجل زيادة النزعة العسكرية وسياسة الحبال المشددة، يعترف دعاة الحرب هؤلاء بما كان واضحاً منذ فترة طويلة لأي شخص ملتزم أن الشيء الوحيد الذي يعرض أستراليا للخطر في مواجهة الصين هو تحالفاتها واتفاقياتها مع الولايات المتحدة.
وعليه، فإن صفقة الغواصة النووية “أوكوس” ستجعل من “شبه المستحيل” بالنسبة لأستراليا تجنب التورط في حرب بين الولايات المتحدة والصين، وإذا أصبحت أستراليا هدفاً، فهذا يدل على أنها لم تتخذ القرارات التي كان ينبغي عليها اتخاذها منذ وقت طويل لضمان عدم التحول إلى هدف، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي تحسين موقف دفاعي، وبالطبع لا علاقة لـ “اوكوس” بالدفاع، وهي ليست بحاجة إلى غواصات بعيدة المدى للدفاع عن الساحل الأسترالي الذي يسهل الدفاع عنه.
شرح كيتينغ هذه النقطة بالتفصيل خلال ظهوره في نادي الصحافة الوطني، مشيراً إلى أن الغرض الحقيقي من هذه الغواصات النووية هو القضاء على الغواصات النووية الصينية من أجل تقليل “قدرتها على الضربة الثانية”، أي من أجل السماح للولايات المتحدة بالفوز في حرب نووية ضد الصين. وبحسب المحلل، فإن العديد من الغواصات قصيرة المدى كانت طريقة أفضل بكثير للدفاع عن شواطئ أستراليا من بضع غواصات نووية بعيدة المدى وأغلى ثمناً بكثير. بمعنى ما يحاول الأمريكيون فعله هو حرمان الصينيين من قدرة الضربة الثانية، وستكون استراليا الحمقى هي التي تساعدهم.
لذا يجب أن تتوقف الحكومة عن القول إن” أوكوس” لها علاقة بالدفاع عن أستراليا أو ممراتها البحرية، لكنها في الحقيقة للدفاع عن الآمال اليائسة الأخيرة لإمبراطورية الولايات المتحدة، ولضمان الهيمنة الكوكبية أحادية القطب. وعليه فإن “اوكوس” ليست شراكة دفاعية لأنها لا علاقة لها بالدفاع، بل إمبراطورية الولايات المتحدة هي التي تقود أستراليا إلى السقوط لصالحها.