محافظات

استنفار خدمي في حلب الجديدة.. استعداداً لفصل الصيف

حلب – معن الغادري

تشهد مدينة حلب خلال هذه الأيام حركة نشطة من قبل المديريات الخدمية لتحسين الواقع الخدمي تزامناً مع قدوم فصل الصيف، وفي وقت تتفاوت فيه نسب الأعمال والإنجاز بين حي وآخر، وتحديداً الأحياء الشعبية المكتظة والتي تعاني من ضعف في الخدمات، إذ يحظى حي حلب الجديدة الممتد طولاً وعرضاً على مساحة كبيرة جنوبي المدينة اهتماماً خاصاً، سيما وأن المنطقة تشكل المتنفس الوحيد لأهالي حلب خلال المناسبات والأعياد وفصل الصيف.
وفي هذا الاطار تنظم مديرية خدمات حلب الجديدة حملات نظافة يومية على طريق دمشق مع الكانسة وحملة مشابهة على المحلقات ومن دوار الصنم باتجاه دوار الموت وفي كافة أحياء المنطقة، وعلى مرحلتين صباحية ومسائية، وبموازاة ذلك تواصل شعبة الحدائق في المديرية حملاتها لتنظيف المحلق والمحاور الرئيسية وتعشيب الجزيرة الوسطية وتشهيل الأشجار وتعشيب الأرصفة والأردفة وإكمال أعمال الفلاحة للمنصفات والمستديرات وسقاية المزروعات ضمن الحيز الجغرافي للمديرية، كما تقوم المديرية بترحيل ما تبقى من أنقاض بالتعاون مع مديرية الخدمات المركزية.
وأشار المهندس فارس أبو دان مدير مديرية خدمات حلب الجديدة إلى أن الأعمال مستمرة بشكل يومي وذلك وفق البرامج الموضوعة ويتم التركيز على مدخل حلب الجنوبي، من خلال القيام بأعمال الصيانة للمنصفات وزراعتها بالأشجار والأزهار وإنارة الطريق، بالإضافة إلى متابعة الأعمال في محور المحلق الجنوبي ودوار أبو فراس الحمداني وموقع حديقة الشهداء والجندي المجهول، عبر تنفيذ أعمال تجميل وزراعة الأشجار والأزهار، وأعمال الصيانة لكافة مرافق المنطقة من أرصفة وممرات وشوارع رئيسية وفرعية.
وبما يخص شريط المحلق الجنوبي وصيانة المقاعد الخشبية، أوضح المهندس أبودان أن العمل مستمر على هذا المحور ولكن بوتيرة أقل من المطلوب، لأسباب تمويلية ومن المتوقع أن يرتفع مستوى الأداء والعمل خلال الأيام القلية القادمة بعد اعتماد الموازنة وتخصيص المديرية بميزانية كافية لإستكمال إنجاز الأعمال على كافة المحاور.
ولفت المهندس أبو دان إلى أنه يتم حالياً العمل حالياً على تظيف  شريط المحلق يميناً ويساراً، بدءاً من دوار الليرمون وحتى دوار الباسل خدمياً وسياحياً، اذ تم طرحه للاستثمار من قبل مديرية الأملاك في مجلس المدينة، ومن المقرر أن تبدأ الشركة المستثمرة بأعمالها ضمن ما هو متفق ضمن شروط التعاقد، بتخديم طرفي المحلق بكل وظائف السياحة الشعبية، بإقامة مطاعم شعبية وأماكن ترفيهية ومواقع لائقة للتنزه والاستمتاع مخدمة بصورة كاملة، وضمن مواصفات وشروط تشجيعية، تتناسب مع ذوي الدخل المحدود والمتوسط.
وفيما يخص مشروع إقامة متنزه شعبي في غابة الأسد المجاورة لمنطقة خان العسل، بين المهندس أبو دان أن المشروع قائم وتم اعداد الدراسات الفنية له، وكمرحلة أولى نعمل على إعادة تأهيل الموقع كونه تعرض إلى أضرار كبيرة وجسيمة من قبل الإرهابين لجهة قطع الأشجار وحرق الغابة، حيث نعمل على تعويض الفاقد بزراعة كميات إضافية من الأشجار وتحديد مواقع التنزه، وبانتظار مصادر التمويل لاطلاق المشروع والبدء بتنفيذه لاحقاً، مشيراً إلى أن المشروع في حال انجازه يكتسب أهمية حيوية وله بعد اجتماعي وسيشكل متنفساً حضارياً لأهالي حلب وبديلاً عن التنزه على شريط المحلق الجنوبي.
ويمتد المشروع المزمع تنفيذه على مساحة 5 هكتارات من الغابة ومنذ نحو ثلاثة أعوام صممت الدراسات لتنفيذ المشروع بطاقة تستوعب أكثر من /500/ عائلة مع مراعاة كافة التفاصيل والمعايير المطلوبة كمنطقة سياحية شعبية، وتلحظ الدراسات الموضوعة تنظيم ممرات للمشاة وإنشاء أرصفة وأروقة ومقاعد وحمامات وخزانات ماء وملاعب للأطفال ومطابخ صغيرة ومناقل للشواء وغيرها من الخدمات التي تحتاجها الأسرة خلال التنزه وقضاء أيام العطل.
وللتذكير لقد تم طرح فكرة إنشاء متنزهات شعبية في حلب وتداولها عقب تحرير حلب من الإرهاب نهاية عام 2016، إذ نوقش هذا الملف خلال الزيارات الحكومية المتكررة لحلب، وكانت وزارة السياحة وبالتنسيق مع مجلس مدينة حلب أخذت على عاتقها إنشاء 4 متنزهات تحيط بالمدينة من كافة أطرافها، إلا أن هذه المشروع وبالرغم من تحديد المواقع ومساحاتها، ما زال على الورق ولم يتخذ حتى الآن أي خطوة بإتجاه تنفيذه، بإستثناء ما ما أشار إليه المهندس أبو دان عن البدء بتنفيذ مشروع المتنزه السياحي الشعبي لشريط المحلق الجنوبي من دوار الليرمون حتى دوار الباسل.