شهيد فلسطيني في أريحا.. والاحتلال يُؤمّن اقتحامات المستوطنين لمدنٍ في الضفة
الأرض المحتلة – نيويورك – وكالات:
استشهد فلسطيني، وأُصيب واعتقل آخرون اليوم خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم عقبة جبر جنوب مدينة أريحا في الضفة الغربية المحتلة، حيث اقتحمت قوات الاحتلال المخيم بأعدادٍ كبيرة، وحاصرت عدداً من المنازل وسط إطلاق الرصاص، ما أدّى إلى استشهاد الطفل محمد بلهان، 15 عاماً، وإصابة شابين، بينما قامت باعتقال خمسة فلسطينيين، إضافةً إلى قيامها بإغلاق مداخل المخيم، وفرضها حصاراً شديداً عليه من جميع المحاور.
وباستشهاد محمد بلهان يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام إلى 98 شهيداً، بينهم 18 طفلاً.
في الأثناء، أصيب عشرات الفلسطينيين نتيجة اعتداء قوات الاحتلال عليهم في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس، بعد انتشارها بكثافة في البلدة، لتأمين اقتحامات آلاف المستوطنين وعددٍ من وزراء الاحتلال وأعضاء الكنيست لجبل صبيح، وأطلاقها الرصاص وقنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين في المنطقة القريبة من الجبل، ما أدى إلى إصابة صحفي فلسطيني بالرصاص، و56 آخرين بحالات اختناق.
وأوضح مسؤول ملف مقاومة الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، أن آلاف المستوطنين اقتحموا المنطقة الممتدة من بلدة زعترة حتى البؤرة الاستيطانية المقامة على قمة جبل صبيح، بمشاركة سبعة وزراء في حكومة الاحتلال بينهم “بتسلئيل سموتريتش” و”ايتمار بن غفير”، وأكثر من 20 عضو كنيست، وتجمعت أعداد كبيرة منهم في البؤرة الاستيطانية التي يخطط الاحتلال لتوسيعها.
وكانت قوات الاحتلال شدّدت إجراءاتها العسكرية على جميع الطرق في محيط الريف الجنوبي لمدينة نابلس، وانتشرت بكثافة على الطريق الواصل بينها وبين رام الله، وعرقلت حركة مرور الفلسطينيين على حاجزي زعترة وحوارة.
وفي السياق ذاته، اقتحم عشرات المستوطنين منطقة برك سليمان الواقعة ما بين قرية أرطاس وبلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم، وأوضح مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، أن عدداً كبيراً من المستوطنين اقتحموا المنطقة بحماية قوات الاحتلال، ونفذوا جولاتٍ استفزازية في المكان.
وفي القدس المحتلة، اقتحمت أعداد كبيرة من المستوطنين الإسرائيليين المسجد الأقصى المبارك، وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس: إن 1531 مستوطناً اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسةٍ مشدّدةٍ من قوات الاحتلال التي انتشرت بكثافة في المسجد وعند أبوابه، وواصلت التضييق على دخول المصلين الفلسطينيين إليه، ومنعت الشبان من دخوله.
وفي سياقٍ متصل، أصيب عدد من الفلسطينيين، واعتقل آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال مناطق في الضفة الغربية، واقتحمت قوات الاحتلال مخيم العين في نابلس وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدى إلى إصابة فلسطينيين اثنين بجروح وعشرة آخرين بحالات اختناق، بينما داهمت منطقة الجبل الشمالي في نابلس وبلدة بيت أمر في الخليل، واعتقلت فلسطينيين اثنين.
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، والتي تشكل مركز الخليل التجاري، وأجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاقها، تمهيداً لتأمين اقتحامات المستوطنين لأحد المواقع الأثرية فيها.
جاء ذلك في وقتٍ تواصل قوات الاحتلال لليوم الثاني إغلاق الحاجز الذي تقيمه في منطقة الحمرا بالأغوار الشمالية والطرق المؤدية إليه لمنع حركة الفلسطينيين من مدن الضفة إلى الأغوار والعكس، فيما أغلقت لليوم الثالث حاجزها على مدخل قرية فروش بيت دجن في الأغوار الوسطى، وكثّفت تواجدها العسكري في القرية.
سياسياً، أكّدت رئاسة السلطة الفلسطينية أن اجتياح ميليشيات المستوطنين بقيادة وزراء في حكومة الاحتلال لأراضي دولة فلسطين لا يُغير من حقيقة أنها أرض فلسطينية وستبقى كذلك، مشدّدةً على أن هذا الاجتياح الذي يأتي بقوة السلاح لن يغير من هذه الحقيقة.
وقال المتحدث باسم رئاسة السلطة أبو ردينة: إن هذا الاجتياح الفاشي يترافق مع عمليات قتل يومية لأبناء الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها قتل قوات الاحتلال اليوم الطفل محمد نبهان، إضافةً لاقتحامات وحشية للمسجد الأقصى ما يدفع بالأمور نحو الانفجار الذي لن يستطيع أحد السيطرة عليه إطلاقاً.
وشدّد أبو ردينة، على أن جميع عمليات الاستيطان غير شرعية، وأن كل جرائم الاحتلال واعتداءاته لن تشرعنها، مشيراً إلى أن صمت الإدارة الأميركية يشجع الاحتلال على التمادي بجرائمه، داعياً المجتمع الدولي إلى تدخل فوري وسريع لإيقاف عدوان الاحتلال.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أن اقتحام منطقة جبل صبيح تصعيد خطير واستفزاز للشعب الفلسطيني، وامتداد لدعوات مسؤولي الاحتلال التحريضية لتعميق الاستيطان على حساب أرض دولة فلسطين، مشيرةً إلى أنها ستقدم شكوى قانونية بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان، ولجنة التحقيق الأممية الدائمة، والمحاكم الدولية ذات العلاقة.
وفي بيانٍ أخر، حذّرت خارجية السلطة من نتائج وتداعيات أي عدوان إسرائيلي جديد ضدّ قطاع غزة المحاصر.
ودعت الخارجية في بيان لها الليلة الماضية، المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف دولية استباقية لمنع جرائم الاحتلال من أن ترتكب بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، وتحديداً في قطاع غزة.
دولياً، شارك المئات من أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية ومتضامنون أمريكيون في مظاهرة بمدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى.
وأعرب المشاركون في المظاهرة عن استنكارهم لاعتداءات قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين على الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، واقتحاماتهم المتكررة لباحات المسجد الأقصى، مشدّدين على دعمهم لنضال الشعب الفلسطيني لاستعادة جميع حقوقه الوطنية المشروعة، مطالبين الإدارة الأميركية بوقف الدعم المالي والعسكري لسلطات الاحتلال، ورفع الغطاء الدولي عنها كي تتم محاسبتها على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.