ندوة حوارية بذكرى التأسيس على مدرج دار البعث.. “خطاب البعث” يحتاج اليوم إلى إعادة تفعيل
دمشق – بسام عمار:
بمناسبة ذكرى ميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي، أقامت اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني اليوم ندوة حوارية على مدرج دار البعث، شارك فيها الرفاق محمد قيس، الأمين العام للقيادة الفلسطينية للحزب، والدكتور خلف المفتاح، مدير عام مؤسسة القدس – سورية، والدكتور علي دياب، وأدار الندوة الدكتور صابر فلحوط رئيس لجنة دعم الشعب الفلسطيني.
وبين الرفيق قيس أن حزب البعث يأتي في طليعة الأحزاب والحركات السياسية العربية التي ركّزت على أهمية تنظيم صفوف الشعب الفلسطيني وضرورة إبراز كيانه السياسي، وتقديم مختلف أشكال الدعم له في نضاله الوطني، كما كان له دور رائد في مسألة إبراز المضمون الوطني والقومي لهذا الشعب، حيث بقيت قضيته حاضرة في جميع توجهات الحزب، لافتاً إلى أن الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الاسد شكّلت نقطة انعطاف تاريخية باتجاه التطلع لاستعادة الحقوق الفلسطينية عبر التحرير وحق العودة وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، حيث ركزت على ضرورة دعم القضية الفلسطينية، وتقديم مختلف أشكال الدعم والتسهيلات للشعب الفلسطيني، واعتبار القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، وحشد جميع الطاقات من أجل نصرتها، إضافةً إلى دعم الانتفاضة البطلة في فلسطين والجولان السوري المحتل، ومساندة المقاومة الوطنية في لبنان، وتوطيد العلاقة مع الدول التي تتخذ موقف الدعم والتأييد لقضايانا العادلة.
وأضاف: منذ قيام الحركة التصحيحية جسّدت سورية منطلقات البعث العظيم عبر المرابطة في خط الدفاع الأول عن وجود الأمة العربية، وحقها في الحياة الحرة، وانتهجت نهج المقاومة والممانعة الذي يشكل منارة للأجيال في توقها إلى النصر والتحرر، مؤكداً أن السيد الرئيس بشار الأسد، الأمين العام للحزب، منذ استلامه راية قيادة سورية وحزبها، تابع دعم القضية الفلسطينية، حيث أكد المؤتمران القطريان التاسع والعاشر للحزب على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران 1967، وعلى ضمان الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني ودعم نضاله من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة.
وأكد قيس أن الشعب الفلسطيني يثمن جميع المواقف القومية لسورية وقيادتها، ووقوفها الثابت إلى جانبهم.
بدوره لفت الدكتور علي دياب إلى أن حزب البعث استطاع الاستمرار حتى يومنا هذا رغم شدة المؤامرات التي حيكت ضدّه، وذلك نتيجة إيمانه بالديمقراطية، وعدّها شرطاً وضرورة للمشروع القومي، والانفتاح على العلاقات مع الدول الصديقة، مستنداً إلى تاريخه العربي المشرق والإرث الفكري العظيم الذي يمتلكه منذ التأسيس، ومنطلقاته الفكرية وديناميته، وكثرة المؤتمرات التي عقدها سواء العادية أو الاستثنائية، وما كانت تشهده من تباينات في وجهات النظر في الوقوف على الأخطاء وتجاوزها، إلى جانب قدرته على تجاوز الأزمات التي كانت تواجهه، مشيراً الى أن الحزب شهد استقراراً تاماً بعد الحركة التصحيحية حيث كانت المؤتمرات هي الفيصل في حسم الإشكالات، وقد تنبه الغرب والدول الاستعمارية إلى أهمية فكره ومشروعه القومي والوحدوي الذي يشكل خطراً على هيمنتهم، فلم يتركوا وسيله إلا اتبعوها في محاولة لضربه والقضاء على مشروعه.
من جهته ذكر الرفيق المفتاح أن “البعث قضية قبل أن يكون حزباً، فهو قضية العامل والطالب والفلاح والمرأة والوطن والمواطن والجيل الحاضر، والذي يستجيب لكل التحديات”، مبيناً أن خطاب التطوير والتحديث للرفيق الأمين العام قد تضمن العديد من العناوين والتحديات، وبعضها تحقق خلال الفترة ما بين 2000- 2010، في حين تعطل ما تبقى منها بسبب الحرب الإرهابية على سورية، مؤكداً أن “هذا الخطاب يحتاج اليوم إلى إعادة تفعيل لأنه ما زال صالحاً وقادراً على النهوض بسورية كما نهض بها سابقاً، فهناك مجموعة من التحديات منها تحدي جيل الشباب والهوية والانتماء والفساد وتعريف الشخصية الوطنية والإعلام والخيار الوطني، وهذه العناوين تصلح لأن تكون رافعة لتجاوز الأزمة في إطار الانتماء”.
ولفت المفتاح إلى أنه “لا بعثي بدون مهمة، ولا بعثي بدون انجازات، وهذا الأمر في أدبيات الحزب، والذي هو صانع انجازات”، مضيفاً: إن الرفيق الأمين العام حظي بشعبية بعثية وجماهيرية، واليوم يجب ترجمة خطاباته إلى مشاريع تنفذ من قبل جماهير الحزب والمؤسسات الوطنية العامة والخاصة، والمجتمع الأهلي.
وقدم الحضور مداخلات عن دور الحزب الاجتماعي والوطني في بناء مؤسسات الدولة، لاسيما مؤسسة الجيش، وعن دوره القومي، ودور سورية في تغيير الخارطة السياسية العالمية بالتعاون مع الدول الصديقة والحليفة.