ندوة في دار البعث بيوم القدس.. رسائل سياسية من دمشق وحشد للطاقات لمعركة تحرير الأرض المحتلة
دمشق – علي بلال قاسم:
يسجل مسير إحياء يوم القدس العالمي المزروع في أرض عقيدة نهج المقاومة هذا العام تميزاً واختلافاً، قوامه ضخ جبهات من الرسائل السياسية مصدرها كل العواصم العربية والإسلامية والتجمعات المناضلة في العالم، والسلاح حشد الطاقات والإمكانيات بخطاب موحّد لهؤلاء الأحرار مفاده إن الأمة ملتزمة بعهد القدس والأقصى عبر الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والدفاع عن الحقوق في معركة الصراع والوجود في وجه الكيان الصهيوني، لتشكّل الفعالية التي احتضنتها دار البعث بدمشق، تحت عنوان “يوم القدس العالمي”، وأقامتها اللجنة الدائمة ليوم القدس العالمي، بمشاركة مؤسسة القدس الدولية – سورية، واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، والفصائل الفلسطينية، منصّة لتأكيد ترابط الساحات ووحدة الجبهات في وجه المشروع الصهيوني وأشكال التطرف والعداء بوجه الفلسطينيين والشعب العربي المقاوم.
هوية طهران
في مضامين العناوين والأفكار التي حرصت الندوة على تقديمها شكلت فاتحة الحديث للسيد علي رضا آيتي، القائم بأعمال السفارة الإيرانية بدمشق، ثراء في المواقف التي جسدتها الثورة الإسلامية في إيران منذ احتضانها القضية الفلسطينية عام 1979، وإعلان هوية طهران تجاه القضية المركزية، حيث اعتبر آيتي أن “الذكرى غالية على قلوبنا نحييها كل عام، حيث يحقق محور المقاومة انتصارات يعبر عنها أحرار العالم، ما يعكس الوجدان الجمعي لشعوبنا، وما يعكس أيضاً قدرة الأمة على توحيد الصفوف للوصول إلى اليوم الذي نكون فيه في القدس منتصرين”، مؤكداً أننا “نعيش اليوم الحدث التاريخي الكبير والاستراتيجي المفتوح أمام كل الأمم في خندق مواجهة الاحتلال الصهيوني ويوميات الاعتداء وأشكال التطبيع”.
وأشار الدبلوماسي الإيراني إلى أن هناك عاملان مهمان يحددان مستقبل الصمود والمواجهة، هما استمرار المقاومة داخل فلسطين، وتكثيف الدعم العالمي للمقاومين في فلسطين باعتبار المعركة هي للأمة الإسلامية بأسرها، ويجب تسخير جميع الإمكانيات لها، وهذا ما أظهرته فصائل المقاومة، مؤكداً أن المقاومة خطت خطوات إلى الأمام، وأن القوة اليوم صارت عشرات الأضعاف، ما يعني أن انهيار الكيان بات قريباً، لا سيما أن الردع ووحدة الساحات موجودة والمقاتلون على الأرض والمحور متأهبون وخسائر العدو تتراكم.
محاولات فك الارتباط
الدكتور خلف المفتاح، مدير عام مؤسسة القدس – سورية، أفاد بأن كل محاولات الأعداء لفك الارتباط بين فلسطين والبعد العربي والإسلامي والإنساني فشلت. وهنا مهم جداً التركيز كيف استطاع المحور تجميع الإرادة عبر التحالف الاستراتيجي التاريخي لمحور لديه كل القوة والعمق الاستراتيجي، ويوم القدس العالمي فرصة لتوحيد الرأي العام العربي والإسلامي اتجاه القدس، وهذا ما يفسر الانزعاج الصهيوني بعد وحدة الساحات والتوسع الشعبي والعربي والإسلامي العالمي.
وأضاف المفتاح: إن إحياء القدس يعطي رسائل دعم للشعب الفلسطيني عبر الفعل العسكري والسياسي والاقتصادي بوجود الإصرار على مواجهة العدو الصهيوني الذي يحاول محو وطمس الهوية، متسائلاً عن أشكال المواجهة الجديدة مع فصول التطرّف الديني الصهيوني، ما استدعى إنجاز كراس حول ديمغرافية تهويد مدينة القدس ووصول عدد المستوطنين إلى نسبة 66% من السكان، وسؤال آخر حول ماذا نقدمه في إطار إحياء المناسبة وتحويل الطاقة إلى برنامج عمل، وتمثل ذلك بتحويل السياسة إلى عقيدة وليس العكس، وبالتالي عدم المساومة على القضية، بجدارة استثمار الطاقات وتحويلها إلى برامج عمل بدعم مادي وعسكري وتوحيد الساحات.
التنسيق الدائم
خالد عبد المجيد، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، قدّم قراءة للفعاليات التي يشهدها يوم القدس لما تؤكده من ترابط بين محور المقاومة والمناسبة العظيمة، فهي محطة لها معنىً كبير في نفوس عكست موقفاً عقائدياً كبيراً حول هوية القدس وتاريخها وأهميتها في الصراع مع العدو، وتعطي الفعاليات في دمشق – وفق عبد المجيد – رسائل مهمة لجهة احتضان المقاومة ودعمها والوقوف إلى جانبها ودفع الأثمان الكبيرة في هذا الطريق الموحد مع الحلفاء والأصدقاء، مؤكداً أن سورية تلتزم بمبدأ العقيدة وواجهت المؤامرات الكبرى وانتصرت، ما يؤكد الترابط الكبير والقومي والعظيم بين الشعبين السوري والفلسطيني.