في يوم القدس.. فعاليات متنوعة في دمشق واللاذقية وحلب
دمشق – اللاذقية – سانا / حلب – البعث:
احتفالاً بمناسبة يوم القدس العالمي تتابع المحافظات السورية بأوساطها الثقافية والسياسية والحزبية إقامة فعالياتها الرسمية والشعبية وبمشاركة الأشقاء الفلسطينيين، وفصاءلهم المقاومة، تأكيداً منهم على وحدة المصير والمشاعر والهدف في تحرير ثرى فلسطين والجولان من الاحتلال الصهيوني في أقرب وقت.
ففي دمشق، تحت عنوان (الضفة درع القدس) وبمشاركة شعبية واسعة، أُقيمت اليوم فعالية بمخيم اليرموك، بمناسبة إحياء يوم القدس العالمي، دعماً للشعب الفلسطيني وصموده في وجه الاعتداءات الصهيونية.
وتضمنت الفعالية التي نظمتها اللجنة الدائمة ليوم القدس العالمي عرضاً قدمه أبناء المخيمات الفلسطينية في سورية، وتم رفع الأعلام الوطنية لدول محور وفصائل المقاومة وترديد الشعارات التي تؤكد أن القدس ستبقى قضية النضال، وأن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن والانتصار عليه حتمي لتحرير الأرض وعودة الحقوق.
تلا ذلك مهرجان خطابي بحضور شخصيات رسمية سورية وقيادات أحزاب وفصائل وقوى فلسطينية ولبنانية ورجال دين، وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في دمشق.
وبين أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق حسام السمان في كلمة له أن مقاومة الاحتلال بكل الطرق هي السبيل الوحيد لتحرير القدس وكل التراب الفلسطيني، مؤكداً أن القضية الفلسطينية ستبقى بوصلة الشعب السوري في مواجهة التحديات التي تتعرض لها سورية والأمة العربية، وستبقى فلسطين جوهر القضية القومية.
وقدم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الدكتور طلال ناجي عرضاً تاريخياً عن تحديد يوم القدس العالمي، وما تم تقديمه من تضحيات من الشعب الفلسطيني ودول محور المقاومة، مشيراً إلى أن هذا اليوم رسالة لكل شرفاء وأحرار العالم بأنه مهما فعل الكيان الصهيوني وداعموه ستبقى القدس عربية وسيعود الفلسطينيون إلى ديارهم، منوهاً بموقف سورية الداعم للقضية الفلسطينية وبصمود جيشها وشعبها الذي حقق الانتصار على الإرهاب. وأشار عضو مجلس الشورى في حزب الله اللبناني إبراهيم أمين السيد إلى التلاحم الكبير بين مكونات دول محور المقاومة تجاه القضية الفلسطينية، وإلى أن يوم القدس العالمي من أبرز الفعاليات التي وحدت وجمعت بينها، ما يؤكد أهمية القدس الشريف في نفوس أبناء الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم. يذكر أن إحياء يوم القدس العالمي يتم في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك بجميع أنحاء العالم، تضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفضاً لمحاولات تهويد المدينة المقدسة التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي حلب (غالية خوجة)، منذ دماء الشهداء الأزلية الخالدة والأرض تزهر بعطور وبخور وغار وصمود وانتصار، وهذا هو حال فلسطين المحتلة المتفائلة بيوم النصر والاستقلال لتطلق الحمامات من بساتينها المنتظرة لأيادي أهلها، وبيوتها التي ما زالت مفاتيحها مع أهلها هناك في الداخل أو الشتات، وأشجارها المحدقة في السماء، وفضائها الذي يصغي معنا لاحتفالية حلب بيوم القدس العالمي المعتمد في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، والتي انطلقت بمسيرة في مخيم النيرب تطالب بحق الشعب العربي الفلسطيني بوطنه، منددةً باعتداءات الاحتلال، ومؤكدةً على الحق الطبيعي للفلسطينيين في تقرير المصير. وبحضور شخصيات رسمية وثقافية وفنية وحشد شعبي، تابعت المسيرة احتفالها بفعاليات ثقافية فنية برعاية المهندس محمد السعيد، قائد لواء القدس، أقامها النادي العربي الفلسطيني بالتشارك مع اتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين وجمعية بيت القصيد ومؤسسة بيت الذاكرة الفلسطينية. وسيظل أهم ما يميز يوم القدس العالمي هو احتفال الفلسطينيين أينما كانوا مع جميع المناصرين للحق في كل دول العالم بهذا اليوم حتى الاستقلال، إضافةً إلى الوعي الوطني المزدهر في نبض الأطفال والشباب، مؤكدين بثقة أن الأجداد الكبار الذين عاصروا النكبة وهُجّروا وإن ماتوا فإن القضية حية لا ولن تموت، وهذا ما أثبته المشاركون في الاحتفالية من كتّاب وشعراء وفناني الجيل الجديد، ومنهم عصام جنيد، تسنيم سلطان، هادي بكار، هبة البوصي، نور منير، ريان البوصي، سنا فارس، ليزا جاويش. وقد تميزت كلمات القصائد بالانتماء للشهداء والمقاومة وسورية العروبة وفلسطين الحبيبة بطبيعتها الجميلة، إضافةً إلى التراث الغنائي واللحني وهو يتغنى بالذاكرة الممتدة إلى المستقبل، مثل “العتابا” التي ترنمت بها القاعة المزدحمة في النادي، ومنها أناشيد وأغنيات من وحي شهر رمضان، ومن وحي المناسبة “فلسطين بلدي والبيت فيها، ما أحلى حجارها وظلال فَيْها”، بينما تميزت اللوحات الفنية بعمق الهوية لا سيما “لوحة الأقصى” المشتبكة بذاكرتها التأريخية مع حطين والانتصار، وتوّج القسم الاحتفالية تأكيداً على الاستمرار. تخللت الاحتفالية كلمة مطران القدس عطا الله حنا الذي أكد على الصمود والتحدي والانتصار القادم، شاكراً حلب من فلسطين، وتابع: “ستظل حلب جميلة رغماً عن كل الدمار والخراب الذي حل بها من قِبل كل أعداء سورية، وأعداء سورية هم أعداء فلسطين”. وعن هذا اليوم قال الشاعر محمود علي السعيد: نحتفل في هذا اليوم منذ أن أعلنه السيد الخميني يوماً عالمياً للقدس، وهو رمز نضالي ووطني تساهم فيه الشعوب المنتمية للقضية والمؤسسات الثقافية والإعلامية نصرة لفلسطين وما يمر به المسجد الأقصى حالياً ونصرة للقدس ورمزيتها المقدسة، وهذا ما لخصته أيضاً في قصيدتي “قبلتان للقدس”. وأخبرتنا المشاركة ريان واعظ – سنة أولى أدب عربي عن أهمية هذا اليوم لدى الجيل الشاب، ودوره في مواصلة الصمود حتى الانتصار.
وفي اللاذقية، ضمن فعاليات يوم القدس العالمي أقامت فصائل المقاومة الفلسطينية واللجنة الدائمة ليوم القدس العالمي اليوم مسيراً بحرياً، بمشاركة 30 مركباً و500 شخص.
وأوضح نائب أمين سر اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمد الخطيب في تصريح له أن إحياء يوم القدس العالمي الذي يصادف الجمعة الأخيرة من رمضان سنوياً تميز هذا العام بإقامة مسير بحري انطلق بشكل متزامن من موانئ اللاذقية وغزة وصور وبعض الموانئ الإيرانية إلى جهة رمزية هي فلسطين.
وبين الخطيب أن الهدف من المسير البحري هو توجيه رسالة تؤكد أن الشعب الفلسطيني ما يزال متمسكاً بأرضه وحقوقه، وللتأكيد على أن هذا الشعب لن ينسى قضيته مهما طال الزمن.
وذكر أحمد أبو تقالة من فريق الضفادع البشرية المرافق للمسير البحري أن المراكب انطلقت إلى عرض البحر باتجاه رمزي هو فلسطين المحتلة لتكون مهمته ورفاقه المساهمة مع المشاركين في المسير والحفاظ على سلامتهم.
وشارك زياد حريري مع أبنائه في المسير تخليداً لذكرى يوم القدس، مؤكداً أنهم سيعودون وأن النصر قادم مهما طال الزمن.
بدورها رنيم أبو تقالة شاركت لتؤكد للعالم أجمع التمسك بحق العودة، وأن إحياء هذا اليوم هو دليل على الصمود والإصرار على العودة إلى فلسطين.