صحيفة البعثمحليات

متى نعيد وضع العربة على السكة؟

وائل علي

لا يمكن غضّ الطرف عن دور الخطوط الحديدية السورية في امتصاص الضغط الحاصل على خط نقل الركاب “الوحيد” الذي بقي يعمل وتستثمره المؤسّسة بين المحافظتين الساحليتين طرطوس واللاذقية – مع بعض التوقفات التي فرضتها ظروف الحرب – ما شكل طوق نجاة ووسيلة نقل كريمة آمنة واقتصادية لتنقلات طلبة وأساتذة الجامعات والموظفين اليومية، بحكم طبيعة أعمالهم وأشغالهم، ولاسيما خلال أوقات الذروة في الأيام التي تسبق العطل والأعياد وخلافه، والتي تمكن من نقل أكثر من ستة آلاف راكب في رحلة واحدة.

وكما هو معلوم، فقد أعيدت منذ سنوات الحياة للمحور الواصل بين محطة حمص، وتفريعة المنطقة الصناعية في حسياء، بالساحل ومرافئه لشحن البضائع ونقل الحصى والرمال من مناطق القصير في حمص باتجاه الساحل، ماعدا الركاب الذي ظل لأسباب لا نعلمها خارج الحسابات!.

وكذا الحال بالنسبة لمحور خط دمشق الذي يربط العاصمة بالمنطقة الوسطى والساحلية رغم الاحتفال الكبير الذي نظمته وزارة النقل قبل سنوات إيذاناً بانتهاء أعمال الصيانة والتجريب والكشف على الجسور والعبارات والأنفاق وترميمها وإعلان جاهزيته للاستثمار، لكن الغريب أنه ظل لتاريخه خارج دائرة الاستثمار!!

كما تم إعلان العزم مؤخراً على وضع محور حمص حلب وتفريعاته بالخدمة بعد إجراء الصيانات اللازمة، وهو أمر جيد ومبشّر  بطبيعة الحال على أمل عودة باقي الخطوط والمحاور لتكون بخدمة النقل السككي.

إن إيلاء المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية المزيد من الدعم والرعاية والإسراع بإعادة تأهيل شبكاتها وتحديث الرؤوس القاطرة والعربات المقطورة بالتعاون مع الحلفاء المشهود لهم في هذا المضمار، وترميم محطات المغادرة والوصول ونقاط الوقوف والتوقف العابرة المتضررة وصيانة ما يصلح للصيانة، سيعيد إنعاش هذا المرفق المهمّ، وسيسهم في تنشيط حركة الشحن والركاب وتخفيض تكاليف الإنتاج وأجور الشحن والنقل بين المحافظات من جهة، ومواقع الإنتاج والأسواق من جهة ثانية، ما يسهم بالحدّ من تحميل المزيد من التكاليف على السلع والبضائع والمنتجات وسيعيد الألق للنقل السككي الذي افتقدناه بفعل الحرب وتداعياتها طويلاً!!

ترى متى نعيد وضع العربة على السكة؟!

ALFENEK1961@YAHOO.COM