في يومها السبعين.. إحاطة إعلامية شاملة حول “الفارس الشهم 2 في سورية”
اللاذقية – مروان حويجة – نورا جولاق:
أُقيمت اليوم على مدرج مديرية الصحة في اللاذقية إحاطة إعلامية حول عملية الفارس الشهم 2 التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة فور وقوع الزلزال في سورية، ومع إتمام عملية “الفارس الشهم 2” التي أطلقتها قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية يومها السبعين من العطاء والدعم المتواصل، قدّم المشاركون في الإحاطة الإعلامية عرضاً توثيقياً وافياً وشاملاً عن أعمال الإنقاذ والإغاثة والإيواء التي تضمنت تسيير 171 طائرة محمّلة بالمواد الغذائية الأساسية والأدوية والمستلزمات الطبية بوزن بلغ 6510 أطنان، وتحرّك فريق الإمارات للبحث والإنقاذ للبحث عن ناجين تحت ركام الأبنية المتساقطة، حيث قدّمت دولة الإمارات معدّات البحث والإنقاذ المستخدمة في عمليات الإنقاذ لصالح الدفاع المدني السوري، كما تمّ تدريب عناصر من مديرية الدفاع المدني في اللاذقية ومؤسسة الإنشاءات العسكرية لتشكيل فرق صغيرة مدرّبة بشكل احترافي على أحدث التجهيزات والمعدات الخاصة بالبحث والإنقاذ والمطابقة لأرقى المعايير الدولية، وكان للهلال الأحمر الاماراتي الدور الأكبر في توزيع الطرود الغذائية على المتضررين وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم ودعم المستشفيات بالأدوية، إضافة لإقامة مخيم إيواء مؤقت يضم خمسين خيمة، يتسع لثلاثمائة شخص ومجهّز بالأسرّة والأغطية والإنارة بالطاقة الشمسية وطرود غذائية.
وقال محمد خميس الكعبي، رئيس وفد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في سورية: إنّه مع وقوع الزلزال تمّ وضع خطة متكاملة لتلبية النداء السوري وتقديم الدعم اللوجيستي الكامل حيث أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، عملية الفارس الشهم 2 تحت قيادة العمليات المشتركة، مضيفاً: إنه بعد وقوع الزلزال هرعت الفرق الميدانية للهلال الأحمر الإماراتي في التوجه إلى كل من المحافظات السورية من أجل تقديم الدعم النفسي والمعنوي لمتضرري الزلزال.
وأكّد الكعبي أنّه مع وصول فرق “الهلال” إلى المناطق المتضررة تمّ التنسيق مع رئيس الهلال الأحمر العربي السوري المحامي سامر أوسطة لوضع خطط من أجل الاستجابة الأولية عبر حصر وتقييم المتضررين وتقديم الدعم المستمر بكل القطاعات الخدمية.
بدوره أكد المحامي سامر أوسطة رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في اللاذقية أنّه مع بدء العودة تدريجياً إلى المدارس السورية رغم أن أغلبها يستخدم كمراكز للإيواء تمّ توزيع أكثر من 10 آلاف حقيبة مدرسية وقرطاسية على عدة محافظات سورية في إطار جهود الإمارات الإنسانية والإغاثية المتواصلة للتخفيف عن معاناة الأسر المتضررة والوقوف إلى جانب الأشقاء في ظروفهم الراهنة، كما أقام فريق الهلال الأحمر الإماراتي “خيمة دراسية”، وحوّلها إلى فصل دراسي بهدف تعليم الأطفال المتواجدين داخل المخيم الميداني المؤقت بمنطقة “فيض” في مدينة جبلة.
وأضاف: لقد “وصلت إلى ميناء اللاذقية سفينة مساعدات إماراتية تحمل ألف طن تحوي 37500 طرد غذائي سيّرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ضمن عملية الفارس الشهم 2، امتداداً للمساعدات الإماراتية المستمرة، ويتم توزيعها على المناطق المتضررة بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري”.
وأشار إلى أن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل رئيس دولة الامارات كان قد وجّه بتخصيص 20 مليون درهم لتنفيذ برامج رمضان في سورية، ومع حلول شهر رمضان الكريم بدأ “الهلال” بتنفيذ مبادرات رمضانية تستهدف ما يقرب من 160 ألف من العائلات في عدة مناطق في سورية، وتواصل الفرق الميدانية توزيع 5000 سلة غذائية على العائلات السورية، وتنفيذ خيام رمضانية في 5 مناطق، وتوزيع 75 ألف وجبة إفطار صائم، وتجهيز ما يقرب من 10 آلاف كسوة للعيد، علاوة على برنامج لزكاة الفطر الذي يستهدف 5000 عائلة.
من جهته أكّد الدكتور هوازن مخلوف مدير صحة اللاذقية أن الإمارات قدّمت 10 سيارات إسعاف مجهزة بأحدث الأجهزة التقنية لتعزيز الخدمات المقدمة للمتضررين، فضلاً عن تقديم المستلزمات الطبية لعددٍ من المستشفيات منها مشفى التوليد والأطفال في اللاذقية.
وثمّن المهندس تيسير حبيب رئيس مجلس محافظة اللاذقية الدعم المستمر الذي تقدمه الامارات في كل القطاعات الصحية والتربوية والخدمية.
وأشار الدكتور موفق صوفي عضو مكتب تنفيذي لقطاع الصحة إلى أن ما يقدمه الأشقاء الإماراتيون هو خطوة لافتة ومبادرة طيبة ساهمت في بلسمة الجراح، حيث كانوا سباقين في تقديم العون والمساعدة على صعيد الخبرات النوعية والكوادر المدربة، إضافةً إلى التمويل الكبير.
وأشاد عمران أبو خليل مدير تربية اللاذقية بالجهود الكبيرة المقدّمة من الأشقاء الإماراتيين في جعل عملية التعليم مستمرة وعلى أكمل وجه، لافتاً إلى الاهتمام والخدمات التي ساهمت في تعزيز العملية التعليمية.