الرئيس التونسي للوزير المقداد: موقف تونس داعم ومساند لسورية
تونس- سانا:
استقبل الرئيس التونسي قيس سعيّد في قصر قرطاج اليوم الدكتور فيصل المقداد، وزير الخارجية والمغتربين الذي نقل له تحيّات السيد الرئيس بشار الأسد وشكره لتونس قيادةً وحكومةً وشعباً لما قدّمته لسورية من مساعداتٍ لمواجهة محنة الزلزال وما حملته هذه المساعدات من رسائل وما عكسته من الروابط العميقة بين الشعبين الشقيقين.
كذلك نقل الوزير المقداد تهاني الرئيس الأسد للرئيس سعيد بمناسبة قرب حلول عيد الفطر السعيد.
وعبّر الوزير المقداد عن ارتياح سورية لعودة العلاقات الثنائية التي تربط البلدين الشقيقين سورية وتونس إلى مسارها الطبيعي والصحيح، مؤكداً سعادته الكبيرة بوجوده في تونس الخضراء وما حققته تونس الشقيقة من استقرار وازدهار خلال قيادة الرئيس قيس سعيّد على الرغم من كل ما يحيط بها من أزماتٍ وما يواجهها من تحدّيات.
وقدّم الوزير المقداد الشكر للرئيس التونسي على دعمه لسورية في حربها ضد الإرهاب ووقوف تونس إلى جانب سورية وأهمية تعزيز العلاقات بينهما لما فيه مصلحة وخدمة الشعبين والبلدين الشقيقين.
بدوره حمّل الرئيس سعيّد الوزير المقداد أحرّ تحيّاته للرئيس الأسد وسعادته الكبيرة لتطوّر العلاقات بين البلدين، متمنياً المزيد من التقدم والازدهار لسورية قيادةً وحكومةً وشعباً، لافتاً إلى الإنجازات التي حققتها سورية في حربها على الإرهاب وصمودها في وجه المؤامرات وحفاظها على سيادتها، معبّراً عن ارتياحه لما تشهده الأوضاع في سورية من تطوّرات وانفراجات تشهدها العلاقات السورية العربية، متمنياً عودة هذه العلاقات إلى مسارها المنطقي والصحيح.
إلى ذلك عرض الوزير المقداد للرئيس سعيّد نتائج التواصل بين سورية وعدد من الدول العربية والدول الصديقة والتطوّرات السياسية في المنطقة والعالم والمواقف السورية تجاهها بما في ذلك تأكيد الرئيس الأسد أهمية حشد جهود جميع الدول العربية للدفاع عن قضاياها العادلة، مؤكداً أن الهم الأساسي لسورية حالياً يكمن في توحيد جهود الدول العربية وتحسين العلاقات العربية-العربية من أجل الحفاظ على قضاياها المصيرية ورفض التدخل في شؤونها الداخلية.
وأكّد الرئيس التونسي للوزير المقداد أن الإنجازات التي حققتها سورية وكذلك الخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد قوى الظلام والتخلّف تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبين الشقيقين في سورية وتونس، وعبّر عن تقديره لمواقف سورية التاريخية الداعمة لوحدة الموقف العربي والمصالح العربية، منوهاً بالإنجازات التي حققتها سورية بقيادة الرئيس الأسد ومشدّداً على موقف تونس الداعم لسورية والمساند لها.
وأوضح الرئيس التونسي أهمية توحيد المواقف العربية في مواجهة كل ما تتعرّض له الدول العربية من تحدّيات، وأن الموقف التونسي كان وسيبقى الدفاع عن سيادة واستقلال كل الدول العربية وعودة العلاقات العربية-العربية إلى المستويات التي كانت عليها من وفاق واحترام للأولويات التي تجمع أبناء هذه الأمة، الأمر الذي تحرص عليه تونس.
وجدّد الوزير المقداد في ختام اللقاء تأكيده أهمية استمرار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وعودتها إلى أفضل مما كانت عليه، واستمرار التنسيق والتشاور بينهما في مختلف المجالات وعلى كل المستويات لمعالجة القضايا الملحّة ثنائياً ودولياً.
حضر اللقاء الدكتور نمير الغانم سفير الجمهورية العربية السورية في الجزائر، والدكتور رياض عباس مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية، وجمال نجيب مدير مكتب الوزير، والدكتور إحسان الرمان من مكتب الوزير، ومن الجانب التونسي نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة التونسي.
.. وبيان مشترك: تعزيز التعاون بين البلدين
كذلك، التقى المقداد مع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين في الخارج نبيل عمار بمقر الخارجية التونسية، وذلك خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها الوزير المقداد والوفد المرافق له إلى العاصمة تونس، أعقبه جلسة مباحثات موسّعة ضمّت وفدي البلدين صدر بعدها بيان مشترك.
وأكّد البيان المشترك ضرورة المحافظة على سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، ودفع الجهود الإقليمية والدولية لتسريع مسار التوصل إلى حل سياسي للأزمة، واستعادة سيادة سورية الكاملة على كلّ أراضيها.
وجاء في البيان المشترك: ترسيخاً لأواصر الأخوّة العريقة والروابط التاريخية القائمة بين الجمهورية التونسية والجمهورية العربية السورية، وما تقتضيه المصلحة المشتركة من تضامن وتكاتف في مواجهة التحدّيات الإقليمية والدولية المتنامية، وتلبية لدعوة نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، قام الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين بزيارة عمل إلى تونس خلال الفترة من الـ17 إلى الـ19 من الشهر الجاري.
وأضاف البيان: إن الدكتور المقداد التقى خلال الزيارة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد، حيث تمّ خلال اللقاء تأكيد حرص البلدين على مزيد من توثيق روابط الأخوّة وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وإعلاء قيّم التضامن والتآزر، خدمةً للمصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، حيث نوه المقداد بالمساعدات الإنسانية التي بادرت تونس بإرسالها إلى سورية لدعم جهود الإغاثة فيها على أثر الزلزال المدمّر الذي ضرب شمال البلاد.
وأشار البيان إلى أنه تمّ التأكيد خلال اللقاء على ضرورة المحافظة على سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، ودفع الجهود الإقليمية والدولية لتسريع مسار التوصل إلى حل سياسي للأزمة، واستعادة سيادة سورية الكاملة على كلّ أراضيها.
ولفت البيان إلى أن وزيري خارجية البلدين عقدا لقاءً ثنائياً في مقرّ وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، تلته جلسة مباحثات موسّعة بين وفدَي البلدين تمّ خلالها الترحيب بعودة العلاقات التونسية السورية إلى مسارها الطبيعي، وبتعيين سفير لتونس لدى سورية وبإعادة فتح السفارة السورية بتونس وتعيين سفير على رأسها، حيث مثّلت المباحثات مناسبة لتدارس واقع علاقات التعاون الثنائي وسبل الارتقاء بها إلى المستوى المنشود، وتمّ الاتفاق على الآتي: – تكثيف التواصل بين البلدين في المرحلة المقبلة بهدف تعزيز التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والمسائل الثنائية وذات الاهتمام المشترك، والعمل على عقد اللّجنة المشتركة.
– العمل على استئناف التعاون الاقتصادي بين البلدين ولا سيّما في المجالات ذات الأولوية.
– تعزيز التعاون في المجال القنصلي والإنساني، والعمل على عقد اللجنة القنصلية المشتركة في أقرب الآجال الممكنة.
– تعزيز التعاون في المجال الأمني ولا سيّما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وشبكات الإتجار بالبشر.
– تأكيد الجانب التونسي موقفه الداعم لعودة سورية إلى محيطها العربي، واستعادة دورها في جامعة الدول العربية، مشدّداً على أنّ أمن واستقرار سورية هو دعامة لأمن واستقرار المنطقة بأكملها.
– الإعراب عن تضامن تونس الكامل مع سورية في وجه اعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي المتكرّرة على أراضيها، ودعم حقّها المشروع في استعادة الجولان المحتل، وفرض سيادتها على كامل أراضيها المحتلّة.
وأشار البيان المشترك إلى أن الجانبين تبادلا وجهات النظر والرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث تمّ تأكيد إدانة ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات إسرائيلية مُمنهجة واستباحة للمقدّسات ولا سيّما في القدس الشريف، مشدّدين على موقفهما الثابت في دعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق في استعادة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرّف، وإقامة دولته المستقلّة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
كذلك أكد البيان ضرورة تضافر الجهود العربية من أجل مواجهة مقتدرة للتحدّيات المشتركة التي تواجهها المنطقة في ظلّ التحوّلات الإقليمية والدولية الرّاهنة.