يوميات رمضان.. محاولات للحفاظ على أجواء شهر الرحمة وموائد عامرة بالمحبة
دمشق – البعث
اختلف واقع الحياة اليومية للناس في شهر رمضان المبارك الذي بات في آخر أيامه، خاصة مع تراجع الأوضاع الاقتصادية حيث تحاول معظم الأسر جاهدة إضفاء لمسة مختلفة ومميزة على موائد الإفطار والسحور كل يوم، وإن كان ذلك بالحدود الدنيا.
وما يمكن رصده في يوميات رمضان أنه رغم حركة الشوارع الهادئة وقلة الازدحام صباحا، تعود الشوارع للحياة والصخب قبل الإفطار بساعات وبعده. ويتحدث أبو عمار الذي قابلناه في أحد الأسواق كيف يكون الازدحام على أشده في تلك الأوقات، وكيف يجد صعوبة بالغة في تأمين حاجاته من الخضار من أحد أسواق دمشق في كل مرة يتأخر فيها حتى قبيل موعد الإفطار، فالازدحام غير معقول. ويضيف: من المستغرب أيضا كيف يتحول هذا الشهر لدينا من شهر للرحمة والمودة إلى شهر للاستغلال، ورفع الأسعار والغلاء، فنلاحظ دائما أن الأسعار ترتفع رغم الإقبال والشراء من المواطنين الذين يحاولون الحفاظ على عاداتهم وموائدهم في هذا الشهر.
وعن مائدة رمضان لدى أسرته يقول أبو عمار نها سفرة بسيطة متواضعة ولا كثير من التغيير يطرأ فيها عن الأيام العادية، فالعبرة من الصيام الصبر والتحمل والشعور بمعاناة الفقراء، وفي كل الأحوال فالظروف الاقتصادية اليوم متشابهة عند معظم الأسر والعائلات، والجميع يشكو صعوبة تأمين متطلبات هذا الشهر، لكن في المقابل هناك عائلات كثيرة أيضا تشكو الفقر الشديد، وهو ما يجب أن نشعر به ونعمل على تقديم المساعدة، كل بقدر ما يستطيع. ومن التقاليد السورية المعروفة في شهر رمضان توزيع الطعام على الفقراء، والموائد الرمضانية التي لم تعد كما كانت في السابق.
وإذا كانت الموائد وتنوعها من الطقوس الثابتة في هذا الشهر، تبدو عادات أخرى قد أصبحت ملازمة أيضا للأيام الرمضانية، حيث تتحدث أسر كثيرة عن كون هذا الشهر مناسبة لتجتمع فيه العائلة، وتزداد صلات الرحم، وتتحدث عائلات أخرى عن خططها لمتابعة البرامج والمسلسلات الدرامية خاصة، والمشاركة في برامج المسابقات، كما تقول وفاء، وهي ربة منزل اعتادت على المشاركة ومحاولة الاتصال ببرامج المسابقات و”الحزازير” الرمضانية التي تقدم في فترة الإفطار. لكن للأسف، على مدى سنوات طويلة كنت أتصل دون أن أربح أو يحالفني الحظ، ودائما كنت أخسر قيمة الاتصال أو الاشتراك في تلك المسابقات.