أخبارصحيفة البعث

القتال يتجدّد.. وهدنة الـ٢٤ ساعة لم تصمد بعد في السودان

الخرطوم – القاهرة – وكالات:

تجدّدت الاشتباكات الأربعاء، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رغم الهدنة المعلنة بينهما لمدة 24 ساعة، والتي أبرمت لأغراض إنسانية وبوساطة دولية.

فقد اشتد القتال بعد انهيار الهدنة بسرعة، حيث هزّ إطلاق النار المتواصل وطلقات المدفعية والغارات الجوية العاصمة الخرطوم، ومدينة أم درمان، على الجهة المقابلة من نهر النيل، وتحدّث سكان عن وقوع اشتباكات حول مقر قيادة الجيش، وبالقرب من المطار الدولي.واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بعدم الالتزام بتطبيق اتفاق الهدنة.

في وقتٍ تدين فيه كافة التيارات الوطنية والعروبية أي اقتتال في أي قطر عربي وأي نزاع عربي- عربي أيضاً، إذ تقتضي المصلحة الوطنية والقومية وقف كل أشكال هذه النزاعات والحروب ووسائلها، فالحرب في السودان تنعكس في هذه الظروف الخطيرة التي تمر بها أمتنا العربية سلبياً على السودان نفسه وعلى الوضع العربي بأكمله، كما أنها تهدد السلام والأمن والاستقرار الإقليمي، ولا بد من الالتزام بالتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كل أشكال التصعيد العسكري، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للأشقاء، مشيرةً إلى أن ترسيخ الأمن والاستقرار السياسي هو الركيزة الضامنة لتحقيق التنمية والاستقرار والسلام في السودان.

إلى ذلك، دعا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، طرفي الصراع في السودان إلى وقف القتال.

وناشد في بيان “الأخوة في السودان أن يعلنوا وقفاً لإطلاق النار في أيام العيد بما يسمح للسكان بالتقاط الأنفاس وبالتعامل مع الحالات الإنسانية الحرجة والعاجلة”، مضيفاً: “لدي أمل كبير أن تلقى هذه الدعوة آذاناً صاغية”.

من جهته، قال السفير الروسي لدى الخرطوم، أندريه تشيرنوفول، وفقاً لوكالة “تاس”: إن موسكو تراقب تطورات الوضع في السودان، وإن الصراع مستمر هناك رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، موضحاً أن الوضع أصبح أكثر هدوءاً في السودان رغم استمرار الصراع، وعدم احترام بنود الهدنة، مشيراً إلى أن هنالك اتصالات يومية بهذا الشأن.

وتابع: إن روسيا تبحث مختلف الخيارات في حال تطور الأوضاع في السودان، وتراقب الأوضاع عن كثب، لافتاً إلى أنه بالنظر لإغلاق المطارات في السودان، وخطورة الأوضاع، لا يزال الخروج من هذا الوضع خطيراً للغاية.

بدورها، أعلنت سفارات الدول الغربية بالخرطوم، في بيان مشترك، عن مقتل أكثر من 270 مدنياً في المعارك الدائرة منذ السبت الماضي، مشيرةً إلى أن هذه ليست “حصيلة نهائية”، وأن “الحصيلة مرتفعة”، ويجب على طرفي القتال أن يوقفوا الأعمال القتالية فوراً وبدون شرط، محذرةً من أن المعارك الضارية المتواصلة تتخللها “هجمات تستهدف المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني”، ومن أن العديد من الجرحى لا يمكنهم الوصول إلى المستشفيات.