الصناعات الدوائية ومخاطر ناتجة عن سوء استعمال المواد الفعالة
دمشق – البعث
كثرة الحالات المرضية الناتجة عن مضاعفات تتسبب بها الأدوية تؤكد أنه لا يوجد دواء عديم المخاطر وجميع الأدوية تتسبّب في حدوث آثار جانبية يمكن أن تؤدي بعضها إلى الوفاة، حيث يعاني الناس من التفاعلات الدوائية الضارة، حيث تفوق التكاليف المرتبطة بالتفاعلات الدوائية الضارة تكاليف الأدوية فهناك الكثير من الأدوية المتداولة تسبب بشكل كبير في يومنا هذا بالعديد من المشاكل على صحة الإنسان، ومـن هذه الأدوية الملوّثة المهدّئات المنتشرة اليوم حيث بينت دراسة أخـرى للأطباء عـن سرطان الثدي عند النساء، أن غالبية النساء اللاتي أُصـبن بهـذا المرض كُـنّ يتعاطين (الفاليوم) وغيره من المهدئات، وعند فحص حالتهن ظهر أن الإصابة بالسرطان كانت متقدمة، وقد ذكر العلماء أضراراً كبيرة لـ (الفاليوم)، حيث يستعمل منها الناس مليارات الأقـراص سنوياً، ويبعث على الكآبة الشديدة، ويبعث على الانطواء والرغبة الشديدة للانتحار، وربما أوجد العنه والبله وما شابه ذلك.
الدكتور بيان أبو حمد أنه من بين الملوثات الدوائية هناك “الأسبرين” فهو سلاح ذو حدّين له فوائد في علاج الصداع وآلام المفاصل وروماتيزم العضـلات وألـم الأسنان وما أشبه ذلك، بالإضافة إلى دوره في خفض الحرارة وتقليل الألم ولكن من جانب آخر له مضارّ قد تنال من جسم فتصيبه بأمراض مزمنة، فالأسبرين هو العقار الشائع استعماله بين الغالبية العظمى من البشر في شرق الأرض وغربها وهو يسبب آلاماً معويّة يصحبها عسر هضمي.
وقد يؤدي تعاطيه إلى حدوث طفح جلدي وتورّم في الوجه والعينين ونزف من الأنف والفم ورغبة شديدة في حكّ الجلد، وإصابة الأطفال بمرض خاص تتجلى أعراضه فـي حدوث تضخم في الكبد واصفرار في لون المريض مع انتشار تجاويف مملوءة بالشحم في نسيجه، وكذلك حدوث نخر في أطرافه.
أمـا الإصابات خارج الكبـد فتتّصف بحدوث تغيّرات شحميّة داخل الأنابيب الكليوية واستحالات في الخلايا الدموية، وارتفاع حادّ في كثافة الدم، وكذلك حدوث تغيّرات فـي بعض خلايا الدماغ والعضلات. ولذا أخذ الأطباء يظهرون الاحتجاج على استعمال (الأسبرين) للرضّع والأطفال حتى عمر 15 سنة في حالة إصابتهم بأيّ مرض فيروسي كالأنفلونزا. فالأم الحامل إذا تناولت أقراصاً مـن (الأسبرين) قد يؤدي ذلك إلى خلل في جنينها عقلياً أو نفسياً أو جسمياً.
ويشير د. أبو حمد إلى أن غالبية المواد الفعالة أو المساعدة التي تدخل في صناعة الأدوية تمتاز بصفات ضارة وخطيرة وسامة أثناء التعامل معها بدون أخذ الحيطة والحذر كما أنهاحساسة وسريعة التخرب عند أي تغيرات حتى في العوامل الطبيعية العادية وأكثر المتعرضين لخطر الدواء هم العاملون ضمن مصانع الانتاج الدوائي حيث لابد من ضرورة إدراج هذه الصناعة ضمن جداول الصناعات الخطرة في جداول الأعمال الخطرة ليتسنى للعاملين التقاعد المبكر حرصاً على حياتهم وصحتهم، كما يكن أن تحدث هذه الصناعة أثار بيئية سلبية وخاصة في حال تسرب المضادات إلى الوسط المحيط وظهور بكتريا تطور مناعتها ضد هذه المضادات مما يشكل تعقيدات في علاجها.
ويمكن الحد من مخاطر الضرر إلى أدنى مستوى ممكن بضمان جودة عمليات التصنيع للأدوية المصنعة ونجاعتها واستعمالها آليات وخطط تصنيع مضبوط وممارسات جيدة تمنع أي شكل من أشكال التلوث، كما يحتل التخزين في الصناعة الدوائية موقعاً حساساً ومهماً للغاية، لأن إنتاج أصناف دوائية وفق مواصفات محددة بدقة تتطلب بالضرورة التعامل مع مواد أولية متنوعة ومحددة المواصفات سواء أكانت فعالة أو مساعدة أو مواد تعبئة وتغليف، وإن أي تغير مهما كان بسيطاً على هذه المواد يمكن أن ينتج عنه تغيرات كبيرة وخطيرة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، إذ أن إنتاج أي صنف دوائي يمر بمراحل متعددة، ويخضع لظروف وعوامل خاصة تحكم إنتاجه، لهذا تحتاج هذه المواد شروطاً غاية في الدقة تخضع لها أثناء تخزينها في المستودعات المختلفة وذلك لضمان عدم حدوث أي تداخلات عليها أو تأثرها وتأثيرها من وإلى البيئة المحيطة.