كفاح الخوص يشارك بثنائية الكتابة والإخراج في “مشاعر”
ملده شويكاني
“في حب عم يغرق، في حب عم يخلق” كلمات مؤثرة في بدايات ونهايات عاطفية، جسدها كفاح الخوص بتجربة مميزة بالجمع بين التأليف والإخراج بثنائيات وفق نمط المتصل – المنفصل في مسلسل “مشاعر” ضمن خارطة دراما رمضان 2023.
والملفت أنها اختزلت الكثير من المشاعر الوجدانية، ونلمح طيف أهل الغرام في جزء من هذه الثنائيات المتعلقة بحالات مختلفة للحب بين طرفين، تتدخل الأقدار بمصائرهما وترسم نهاية لهذه المشاعر الدافئة، أو بانسحاب الطرف الثالث الخاسر دائماً في رهان الحب مثل حالة الأخت التي تقع بغرام شاب يحب أختها ويطلبها للزواج، وحالة رجل يقع بغرام حبيبة صديقه وهو متزوج.
والأكثر إيلاماً حالة شفاء الزوجة من الغيبوبة فجأة بعد التقارب الذي حدث بين زوجها (سيف سبيعي) وممرضتها المشرفة على علاجها (روعة السعدي).
كما أنه تناول صوراً متعددة للمشاعر الوجدانية والعلاقات الأسرية بإطارها العام مثل حالة الوحدة والانتظار التي يشعر بها الأب بعد وفاة زوجته، وتلهفه لزيارة أولاده وأحفاده (الحالة التي كان بطلها عباس النوري)، والإحساس بالحنين والتمسك بكل تفاصيل الماضي من خلال قصة السيدة سامية التي أدتها الفنانة ناهد حلبي، بروح متعبة، وتصوّر حكاية سيدة تعيش في منزل دمشقي قديم “بيت عربي”، وهي أرملة ولم تستطع الاحتفاظ بأولادها، إذ أخذتهم الحياة إلى مسارات مختلفة، فارتأت أن تؤجر غرف المنزل كي لا تشعر بالوحدة وتتمسك بالراديو القديم الذي تصغي إليه، بينما نراها في حالة أخرى والدة شاب (خالد القيش) تثير المشكلات نتيجة خلافات مع زوجته الشابة (ترف التقي) ووالدتها (إيمان عبد العزيز) تنتهي بمأساة الطلاق وخسارة الزوجة أمام الأم.
حالات كثيرة كانت قريبة جداً من العلاقات الأسرية وخطوط الحياة الاجتماعية المتشابكة، وتبدو مكررة في عالم الدراما، إلا أن كفاح الخوص تمكّن أن يختزلها بصورة تنبض بالإحساس وبمشاعر أشخاص حقيقيين، فكانت مرآة صادقة عنهم.
وركز على الحوارات الطويلة التي تنم عن تحليل للحالة الإنسانية، وعلى النهايات التي تكون حزينة وصادمة حيناً كنوع من التنبيه بغية التحذير من الوقوع بالخطأ أو محاولة التوعية.
المكان عنصر أساسي
ومن زاوية الإخراج والتنفيذ، نقّل كفاح الخوص الكاميرا بأجواء شرائح وطبقات مختلفة في المجتمع، بين الأحياء المتوسطة إلى الراقية وإلى الشعبية، والعشوائيات، ومن رفاهية الأثرياء إلى حياة الفقراء البسيطة، موظّفاً نماذج مختلفة من الشخصيات ليكون المكان عنصراً أساسياً يدعم الحالة.
في زاوية ما
وقد استحوذ العمل على إعجاب نسبة من المشاهدين، لأنه جمع بين الحكاية البسيطة المنسوجة بعاطفة، وبين مشاعر واقعية يمكن لأي مشاهد أن يجد نفسه في زاوية منها، إذ يعيش الوحدة والخوف من المجهول والخذلان والانتظار والحزن والفراق وغيرها من المشاعر التي تحمل السعادة لطرف آخر في الحكاية ذاتها.
إضافة إلى التنويع بالأمكنة ومشاركة عدد من نجوم الدراما مثل عباس النوري وعارف الطويل وناهد الحلبي وأمانة والي وصفاء سلطان وتولاي هارون، وعدد كبير من الوجوه الشابة.