هجرة العقول…!؟
وائل علي
لا يزال الخط البياني التصاعدي لهجرة العقول والشباب يسجل أرقاما صادمة تشهد عليها دوائر الهجرة والجوزات وحجوزات الطائرات ومراكب الموت، وهي في تسارع وتنام غير معهود ولا مسبوق، وبالتالي غير مقبول…!؟
الغريب أن الجهات ذات العلاقة لا تبدي أي اهتمام، بل تظهر عدم اكتراث ولا مبالاة غير مفهومة، وكأن الأمر لا يعنيها!؟
تصوروا أن إحدى الطائرات المغادرة مؤخرا من مطار بيروت إلى ألمانيا، التي تقدم الكثير من التسهيلات والميزات لاستقطاب تلك العقول، كان على متنها تسعة من الأطباء السوريين الشباب من الذكور والإناث دفعة واحدة، بعد استكمال إجراءات مغادرتهم النظامية بحثا عن استكمال فرصة عمل يحقق عائدا ماديا يضمن لهم عيشا لائقا.. وقس على ذلك!؟
المشكلة أن مؤسساتنا الطبية وجامعاتتا ومعاهدنا التعليمية ومراكزنا البحثية وشركاتتا الانتاجية ومعاملنا ومصانعنا الإنتاجية تخسر وتفقد كل يوم خيرة كوادرها الخبيرة والمدربة، الواحد تلو الآخر، بعد أن عشش الإحباط وفقدان الأمل واستشرت حالات الاكتئاب في أوساط الشباب أمام التجاهل الرسمي الواضح والعجز عن التصرف والتفاعل مع ما يجري لمعالجته، أو أن أحداً لا يريد فعل شيء حتى وصل الأمر في مرافقنا الطبية على وجه الخصوص حد ليس نقص الكوادر، بل فقدانها، رغم آلاف الخريجين، وهذا ما يفسر تمديد سن التقاعد للأطباء لتفادي أن تفرغ مشافينا من أطبائها!؟
إن التعجيل بإطلاق شارة إعادة البناء والإعمار كفيل بوقف نزيف مواردنا البشرية التي نخسرها على وقع دقات عقارب الساعة، وإلا فنحن نسير بسرعة الصاروخ نحو المجهول، والمزيد من التدهور والتراجع والتخبط. وهذا لن يكون إلا بإعادة الحياة لمنظومة محطات الكهرباء والمصانع والشركات الإنتاجية ووقف تدهور الليرة وقيمتها الشرائية ومعدلات ارتفاع أسعار الصرف المتتالية والإنصات لرأي الخبراء ضمن خطة وجدول زمني محدد واضح المعالم، قبل أن يفوتنا القطار ويسبق السيف العذل فنخسر المزيد من شبابنا وعقولنا وطاقاتنا التي لم نعرف- ولم نحاول – كيف نصونها ونحميها ونحافظ عليها…!؟
ALFENEK1961@YAHOO.COM