“خبز القالب” من طقوس عيد الفطر في حوران
درعا – دعاء الرفاعي
لعيد الفطر في محافظة درعا خصوصية وطقوس توارثها الأبناء عن الأجداد ،حيث تبدع النساء الحورانيات في تحضير بعض الأكلات وأصناف الحلويات المستمدة من مكونات الطبيعة، ومع تكبيرات العيد في المساجد أو قبيل العيد بيوم تبدأ نساء حوران بتحضير العجينة الخاصة بخبز القالب أو المعمول بأنواعه وحشواته المختلفة في جو من البهجة والألفة والسرور.
وتتنوع طقوس العيد في عموم المحافظة التي تتميز بعاداتها الاجتماعية وأطباقها المتميزة والتي تنفرد بها الأسر في حوران خلال أيام عيد الفطر السعيد.
الطقوس الخاصة التي تبدأ بإعدادها ربة المنزل تنطلق من بعد ظهر آخر يوم في شهر رمضان المبارك بتجهيز العديد من أكلات وأنواع الحلويات الشعبية كالمعمول الذي ترتبط رائحته بقدوم العيد، وما إن ينتصف نهار يوم وقفة العيد حتى تبدأ النسوة بالتحضير لحلوى “خبز القالب”، أو “المرشم” وهو من الأكلات الشعبية الحورانية التي تعوّد أهل درعا على صناعتها في المناسبات، حيث يعتبر ركناً من أركان العيد تتسابق النسوة إلى صنعه لتقديمه في أيام الأعياد إلى جانب الحلويات الأخرى
وعن كيفية خبزه تقول السيدة أم خالد أنه يتم وضع كميات كبيرة من الدقيق في وعاء كبير وتضاف إليه “الحوايج” وهي كميات كبيرة من البهارات والمنكهات الخاصة، وتكون مكونة من الشومر والمحلب واليانسون والسمسم وجوزة الطيب والخميرة، ومنهن من يضعن مكونات يفضلن استخدامها ضمن العجينة، مثل القليل من التمر المطحون والحليب الطازج المغلي، وتعجن المكونات مع الماء الدافئ حتى تتشكل العجينة المناسبة، وتضيف أم خالد أنها لاتتخيل هي وأفراد أسرتها العيد من دون “خبز القالب”، الذي يقدم للمعايدين في أول أيام العيد،مضيفة أن طقوس صناعته رافقتها منذ طفولتها، ولكنه يحتاج إلى خبرة لا تمتلكها إلا النساء الكبيرات بالعمر.