كل عام وانتم بخير؟!
بشير فرزان
نودع اليوم أخر أيام عيد الفطر السعيد وفي جعبتنا الكثير من الأماني للأيام القادمةk فقد يكون الحديث عن فرحة العيد في هذه الأيام مؤلما ومشبعا بمرارة الظروف، خاصة في ظل الواقع الاقتصادي والمعيشي الصعب الذي لم يقف في وجه الأمل والتفاؤل بالأيام القادمة، بل زاد من تصميم الناس على ممارسة حياتهم اليومية وصناعة الفرح. ولاشك بأن إحياء السوريين لعيد االفطر هو تأكيد مرة أخرى على صمود هذا الشعب العظيم وإن كانت فرحته ممزوجة بالألم إلا أنه كان فرصة لاستراحة قصيرة من إرهاق ونزيف مستمر، وهو فرصة للملمة الجراح ومسح الدموع وشحن العواطف والنفس بطاقة ايجابية للنهوض مرة أخرى، والوقوف بثبات كما هو الجندي البطل الذي وقف ويقف بشموخ للذود عن الوطن والدفاع عن الكرامة التي لا وجود لها خارج حدوده.
ولاشك أن قساوة الظروف الاقتصادية والمعيشية لم تسرق فرحة العيد التي يصنعها الناس منذ سنوات بإرادة الحياة والعزيمة والتمسك بحقيقة الانتصار، وهي الوحيدة التي أصبحت أكثر حضوراً وتواجداً على امتداد الجغرافية السورية بانتظار دخول القضايا والملفات الحياتية والمعيشية والاقتصادية حيز التنفيذ من خلال القرارات الجريئة التي تريح الناس وترفع عن حياتهم مئات الأعباء والهموم التي حولت أعيادهم إلى أزمات معيشية كبيرة، فعودة الأعياد القادمة إلى ما كانت عليه قبل الحرب مرتبط أولاً بانتهاء الحرب الاقتصادية وثانياً معالجة الواقع الداخلي عبر سلسلة من الإجراءات الإصلاحية التي يعرفها الجميع .
ولن ننسى ونحن نودع عيد الفطر أن نعايد عائلات شهدائنا الذي صنعوا بدمائهم عيداً دائماً لجميع السوريين، كما نعايد قيادتنا التي تقود المعركة بحكمة وشجاعة، ونتمنى أن تحمل الأيام القادمة الخير الوفير، وأن يعم الأمن والأمان ويعود السلام إلى سورية المنتصرة، وهذا هو عيد الأعياد لنا جميعاً وكلنا ثقة بالله وبقدرتنا على صنع مستقبلنا.وكل عام وأنتم بخير.