استشهاد فلسطيني بعد تنفيذه عملية بطولية في القدس.. وآخر في أريحا
الأرض المحتلة – تقارير:
لم تمضِ ساعاتٌ قليلة على الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة أريحا في الضفة الغربية المحتلة، التي استُشهد على أثرها شاب فلسطيني، حتى جاء الردّ بعمليّةٍ بطوليةٍ استهدفت عدداً من المستوطنين الإسرائيليين في القدس المحتلة.
وأوردت وسائل إعلام “إسرائيلية” أنباءً عن حدوث عملية دهسٍ تمّ تنفيذها غربي مدينة القدس المحتلة خلّفت في حصيلةٍ أوليّة عدّة إصابات، إحداها خطيرة.
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الفلسطيني حاتم نجمة، 39 عاماً، نفّذ عملية دهس في شارع يافا بمدينة القدس، ما أدّى إلى إصابة ثمانية مستوطنين قبل استشهاده برصاص قوات الاحتلال.
وبذلك يرتفع عدد العمليات البطولية التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية منذ مطلع العام الجاري إلى 15 عملية، ردّاً على جرائم الاحتلال، مستهدفة إياه في مغتصبات “تل أبيب” والقدس ومناطق عدة بالضفة، أسفرت عن مقتل 19 مستوطناً وجندياً للاحتلال وإصابة نحو 48.
وكانت قوات الاحتلال في سياق عدوانها الهمجي على الأراضي الفلسطينية المحتلة اقتحمت مخيم عقبة جبر جنوب غرب مدينة أريحا، وانتشرت في أزقته، واعتلت أسطح بعض المنازل، وأطلقت على الفلسطينيين الرصاص وقنابل الغاز السام ما أدّى إلى استشهاد الشاب سليمان عايش، وإصابة ثلاثة آخرين، كما تم اعتقال فلسطيني، واقتحمت أيضاً مدينة أريحا وانتشرت في عدة أحياء منها، واعتدت على الفلسطينيين، ما أدّى إلى إصابة فلسطيني واعتقال ثلاثة آخرين بينهم شقيقان، ويأتي اقتحام المخيّم في وقتٍ تواصل فيه قوات الاحتلال إغلاق جميع مداخل أريحا لليوم الثالث على التوالي، حيث نصبت حواجز عسكرية في كل مداخلها وعرقلت حركة الفلسطينيين، وبذلك يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام إلى 101 شهيد، بينهم 18 طفلاً.
وفي الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة دير أبو مشعل شمال غرب رام الله، ونشرت تعزيزاتها العسكرية فيها، وأطلقت على الفلسطينيين قنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، كما اقتحمت مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، وداهمت منازل الفلسطينيين فيه وفتشتها، ثم اعتدت على الفلسطينيين في حارة الولجة بقنابل الغاز السام، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد وقرية كفر قود في مدينة جنين، ومدينة الخليل وقرية الزويدين جنوبها، وخربة شعب البطم بمسافر يطا جنوبها، وبلدة صوريف شمال غربها، وكذلك حي المعاجين ومنطقة شارع 15 ومخيمي عسكر القديم والجديد وبلدة بيتا في نابلس، حيث داهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها، ثم اعتقلت 20 فلسطينياً.
من جهةٍ أخرى، ذكرت وكالة وفا الفلسطينية، أن مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى المبارك، ونفّذت جولاتٍ استفزازية في باحاته بحمايةٍ مشدّدة من قوات الاحتلال التي اقتحمت مصلى باب الرحمة، وخرّبت محتوياته، وقطعت أسلاك الكهرباء عنه، ومنعت حراس الأقصى من الدخول إليه، كما عزّزت قوات الاحتلال انتشارها العسكري داخل الأقصى وعند أبوابه، وعرقلت حركة الفلسطينيين وفتشتهم.
سياسياً، أكّدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أن إجراءات الاحتلال المتواصلة ضدّ المدن والبلدات والقرى الفلسطينية، وخاصة في الضفة الغربية، تشكّل إمعاناً في سياسته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة، موضحةً في بيان، أن الاحتلال يواصل إجراءاته الوحشية بحق الفلسطينيين عبر فرض الحصار وتضييق الخناق على المدن والبلدات والقرى وتقطيع أوصالها وإغلاق مداخلها والشوارع فيها وتكثيف الحواجز العسكرية والتقييد والتضييق على حركة الفلسطينيين، كما حصل ويحصل على مداخل مدينتي أريحا ونابلس.
ولفتت الخارجية، إلى أن ممارسات الاحتلال التعسفية والعدوانية وعقوباته الجماعية المخالفة للقانون الدولي، وخاصة بحق الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن تعدّ امتداداً لسياسته الاستعمارية الهادفة إلى فرض المزيد من التحكّم والسيطرة، وانتهاكاً لمبادئ حقوق الإنسان وللقوانين الدولية الإنسانية، مشدّدةً على أن فلسطين ستواصل اتصالاتها مع جميع الأطراف الدولية ذات العلاقة، بما فيها المحاكم الدولية المختصة لوقف جرائم الاحتلال واعتداءاته وعقوباته الجماعية على الشعب الفلسطيني.